ما هي الديانة السيخية وبماذا يؤمن اتباع طائفة السيخية؟ يتساءل كل من سمع بالديانة السيخية عن هذه الديانة ومعتقداتاها وما يؤمنون به، وما يظنه أتباعها، وهي ديانة مستحدثة، جمع مؤسسيها ما بين معتقدات الإسلام والهندوسية، وقد كانت بداية ظهورها في إقليم البنجاب، وهو إقليم واقع في شرق آسيا، حيث يقع في كل من الهند، وكذلك باكستان، هذه الديانة التي استحدثت تدعو لمعتقدات معينة، وتتبعها طائفة قليلة؛ نتعرف في هذه المقالة وسطورها التالية ما هي الديانة السيخية وبماذا يؤمن اتباع طائفة السيخية.
ما هي الديانة السيخية
ما هي الديانة السيخية؟ سؤال يردده الكثير، فالديانة السيخية هي التي يتبعها السيخ الهنود، وهم عبارة عن جماعة دينية كان الظهور الأول لهم في النهايات من القرن الميلادي الخامس عشر، ومع مطلع القرن الميلادي السادس عشر، فهذه الطائفة توجهت للدعوة إلى دين جديد، وقد جمعوا في معتقداتهم ما بين معتقدات ديانة الإسلام وهو الدين الحق عند الله، وما بين معتقدات الهندوسية التي تتنافى مع تعاليم الإسلام، وقد حملت الديانة السيخية زعم مؤسسيها بالجمع بين الديانتين، واتخذت شعاراً واحداً وهو “لا هندوس ولا مسلمون”.
ما معنى كلمة السيخية
ما معنى كلمة السيخية؟ هذه الكلمة مشتقة من كلمة سيخ، وهي بمعنى التابع أو المريد في لغة الهنود البنجاب البالية، ولكنها تعني التلميذ، وكلمة السيخية كلمة سنسكريتية، وتعتبر من الديانات الأحدث على الاطلاق في العالم، وظهورها شخصي، وليست ديانة سماوية، فلم ينزل بها وحي أو كتاب، كما أن معتقداتها تختلف عن معتقدات الإسلام، وأي ديانة بعد الإسلام هي ديانة من وضع البشر، فالدين عند رب الكون هو الإسلام، واتباع الديانة السيخية حاربوا المسلمين مدة طويلة، ولا يزالون يحملون كرهاً معيناً في قلوبهم للمسلمين، فشعارهم “لا هندوس ولا مسلمون”.
بماذا يؤمن اتباع طائفة السيخية
بماذا يؤمن اتباع طائفة السيخية، إن الدين عند الله هو الإسلام، وهو الدين الخاتم لكافة الديانات السابقة والتي أبرزها هي اليهودية والمسيحية، أما باقي الديانات التي تبتعد في معتقداتها بوحدانية الله وربوبيته، فهي ديانات ضالة، واتباع الديانة وطائفة السيخية حاربوا المسلمين مدة طويلة منذ ظهورهم في الباكستان والهند “البنجاب”، بل ان لهم تاريخ أسود وعنيف مع المسلمين، في نفس الوقت عادوا الهندوس لكن هدفهم كان سياسي، حيث رغبوا بالحصول على وطن مستقل لهم، وولاء اتباع طائفة السيخية الكامل للبريطانيين، فقد استعمرت بريطانيا الهند والباكستان مدة طويلة من الزمن، حيث أن اتباع طائفة السيخية يؤمنون:
- بالإله الواحد وأنه موجود في قلب كل حي.
- لكنهم ينكرون الوحي، وهذا ليس من الإسلام.
- تعظيم البقرة.
- إباحة كافة أنواع الطعام والشراب.
- إباحة الخمرة بأنواعها.
من هو مؤسس الديانة السيخية
من هو مؤسس الديانة السيخية؟ إن المؤسس لهذه الديانة المستحدثة هو ناناك، وكان يدعى باسم “غورو” وهي تعني المعلم، وناناك هندي الأصل ولد في القرية الهندية “ري بوي دي تلفندي” عام 1469م والتي تبعد عن لاهور بمقدار أربعين ميلاً، وقد نشأ ناناك نشأة هندوسية كما هو التقليد الذي تعيشه البيئة التي ولد فيها، وقد عمل كمحاسب بعد أن كبر لدى أحد الزعماء الأفغانيين في “سلطانبور”، حيث سنحت له الفرصة أن يتعرف إلى إحدى الأسر المسلمة التي تعيش هناك، والتي كانت تعمل في خدمة الزعيم، وتوجه هذا الشاب إلى دراسة علوم الدين الإسلامي، وبدأ يتنقل في البلاد، فزار مكة المكرمة، كما ذهب لزيارة المدينة المنورة، بل لم يكتفي فتنقل بين البلاد التي تعتنق الإسلام، وغيرها فتعلم وأتقن السنسكريتية، كما تعلم الفارسية وكذلك الهندية، لكن ما حدث هو:
- ادعى ناناك بعد كل ما تعلمه أنه رأى رب البشر، وزعم أنه أمره بأن يقوم بدعوة البشر لدينه، وبعد ذلك كان يستحم في جدول من الجداول فاختفى لمدة بلغت “ثلاثة أيام”، لكنه عاد بالظهور ليعلن للناس شعاره “لا هندوس ولا مسلمون”
الفرق بين السيخ والهندوس
الفرق بين السيخ والهندوس، لقد كان ناناك ذو جذور هندوسية ونشأة أسرية وعرقية هندوسية، لذا كانت النزعة الكبيرة لديه هي للهندوس، فبالرغم مما تعلمه من الديانة الإسلامية وما درسه من علوم الدين، إلا أن نزعته للهندوس بقيت بداخله، مما جعله يخلط في المعتقدات التي اتخذها لديانته الجديدة ما بين معتقدات الإسلام التي تعلمها، وبين الهندوسية التي تجذرت فيه منذ نشأته، فالسيخ يختلفون عن الهندوس بأنهم يؤمنون بالرب الواحد، ويتحدثون بكثير من معتقدات الإسلام،ولكن الهندوس يؤمنون بتعدد الآلهة، ويعبدون ما دون الله الواحد الأحد.
موقف السيخية من الإسلام والمسلمين
إن موقف السيخية من الإسلام والمسلمين يجعل الشخص يشكك في إسلامهم، فهم يدعون لبعض المعتقدات الإسلامية ويرددون الكلمات التي تصف الله بالرحمن الرحيم، ويحفظون آيات من القرآن الكريم، لكنهم حاربوا الإسلام في الهند والباكستان، وعادوهم منذ ظهورهم، ولو كانوا مسلمين ما حاربوا أبناء ملتهم، فقد خلط ناناك ما بين الإسلام والهندوسية، ويقول بعض العلماء أنه كان مسلماً بعدما تعلم أمور الدين، لكنه ظهر بعد ذلك بفتنة وبدعة رؤية الرب، فالله لم يتجلى لبشر، والديانة الخاتمة هي الإسلام، وقد أوحى به الله تعالى لنبيه صل الله عليه وسلم بالوحي ولم يراه مطلقاً، فموقف السيخية من الإسلام والمسلمين واضح وهو كره مبيت ومحاربة مستمرة حتى يومنا هذا.
شاهد أيضاً: ما هي الديانة الرسمية في اوكرانيا و كم عدد المسلمين فيها
صفات اتباع الديانة السيخية
لقد ابتدع ناناك ومن خلفه من أتباعه السيخ صفات خاصة لاتباع طائفة السيخية، فقد جعل لهم لباساً خاصاً يميزهم عن جميع السكان في المنطقة التي يقطنون بها شمال الهند وباكستان، كما أن السيخ لا يحلقون شعورهم مطلقاً، وهم يربونها ولكن يجمعونها ويخفونها تحت العمامة التي يضعونها فوق رؤوسهم، كما انهم يطلقون اللحى، ومن صفات اتباع الديانة السيخية:
- تطويل الشعر واطلاق اللحى وعدم الحلق مطلقاً.
- حمل مشط لتهذيب الشعر.
- لبس رداء طويل إلى الركبة أو اطول قليلاً.
- لبس بنطال واسع فضفاض يضيق عند الركبتين.
- وضع عمامة على الرأس بشكل معين.
- حمل قطعة من الحديد كسلاح يرمز للقوة والشجاعة وللدفاع عن النفس.
شاهد أيضاً: من هم طائفة البهرة في الهند
افكار ومعتقدات اتباع الديانة السيخية
افكار ومعتقدات اتباع الديانة السيخية، على الرغم من انفصال السيخية عن الهندوسية تماماً، حيث وحدوا رب واحد في حين أن الهندوسية تتعدد لديهم الآلهة، إلا أن هناك طابع من الهندوسية لا يزال فيهم وهو كرههم للإسلام، على الرغم من مشاطرتهم للمسلمين ببعض المعتقدات والأفكار، وهنا نذكر ما ورد من افكار ومعتقدات اتباع الديانة السيخية:
- الاعتقاد الكامل بأن خالق هذا الكون هو إله ورب واحد، وهم يحرمون عبادة الاصنام، كما أنهم يدعون للمساواة الكاملة بين جميع طبقات الناس.
- يدعون لوحدانية الله الخالق وأنه حي لا يموت، كما يؤكدون أن الله ليس له شكل، وأن وصفه يفوق فهم البشر.
- يطلقون أسماء عديدة على الله الإله الواحد وهي: “الخالق الحق”، “الجاب”، وكذلك “واه غورو”، ويؤكدون أن ما دون الله وهم.
- يحرمون أن يتم تمثيل الإله بتمثال او صور، وهم لا يعترفون بعبادة الأشجار والشمس أو الأنهار والحجارة التي يعبدها اتباع الهندوسية.
- لا يعترفون بالتطهر كالهندوس أو الحج المعروف لديهم إلى نهر الغانج.
- تحريم أكل لحم البقرة، وإباحة الخمر، وكذلك إباحة أكل لحم الخنزير وهذه الأشياء محرمة في الإسلام.
- كما أن اتباع السيخية يؤمنون بتناسخ الأرواح، فهم يؤمنون بأن روح المعلم تنتقل تلقائياً إلى خليفته التالي.
- يؤمنون بتقديس البقر.
- بالإضافة إلى أنهم لا يدفنون موتاهم بل هم يحرقونهم كالهندوس.
شاهد أيضاً: عدد المسلمين في افغانستان وما هي الديانة السائدة فيها
أصول الديانة السيخية الخمسة
إن أصول الديانة السيخية الخمسة، وهي ما تسمى معتقدات الكاف وذلك لأنها جميعاً تبدأ بلغتهم بحرف الكاف، وهي “باللغة الكورمكية”، وتعرف الكافات الخمسة، وهي كما يلي:
- كيش: ومعناها ترك الشعر مسترسلاً بدون أي تهذيب أو قص له من “المهد إلى اللحد”، وهذا بهدف منع دخول أي شخص من الغرباء بينهم من أجل التجسس، فهذا يساعدهم على كشف الدخيل بينهم.
- كازا: ومعناها أن يقوم الرجل بلبس سواراً صنع من الحديد في معصميه، وهذا بقصد التذلل، والتواضع ومن باب الاقتداء بالدراويش.
- كريباك: ومعناها أن يقوم الرجل بلبس تبّاناً تحت السراويل “وهو يشبه كثيراً لباس السباحة”؛ وهذا بمعتقداتهم رمزاً للعفة.
- كانجا: ومعناها أن يقوم الرجل بوضع مشط صغير بين شعر رأسه؛ وهذا من أجل تمشيط الشعر، وتهذيبه.
- كاخ: ومعناها أن يضع السيخي في ربطة سروواله حَربة صغيرة كسلاح أو خنجر بشكل دائم، وهذا يمنح السيخي قوة واعتداداً، ومن أجل أن يدافع به عن نفسه إذا اضطر لذلك.
بعد نزول الإسلام تم نسخ جميع الديانات التي سبقت، فالدين الخاتم عند رب البشر هو الإسلام ولا دين بعده، وأي ديانة استحدثت فهي من البدع ومن وسوسة الشيطان، وفي كل الأحوال “لكم دينكم ولي دين”، “إن الدين عند الله الإسلام”؛ وبهذا نكون قد وصلنا لختام سطورنا من هذه المقالة التي كانت بعنوان ما هي الديانة السيخية وبماذا يؤمن اتباع طائفة السيخية.