احد اهم مبانى المسجد الاقصى امر ببنائه، يحتوى المسجد الاقصى على الكثير من المباني المهمة التي يبحث عنها الناس والامة الاسلامية، فعلى المسلمين معرفة تاريخهم وتارخ المسجد الاقصى والقدس، فهي تحتل مكانة دينية عظيمة وكبيرة في الوعي الفلسطيني والعربي والاسلامي، وقد تعرضت المدينة عبر تاريخها العريق والمجيد لإحتلالات عدة وغزوات متكررة من دول عديدة، فقد تعاقب عليها الغزاة طوال تاريخها المقاوم وهكذا يجب ان تسلط الضوء في هذه الخاطرة العطرة على مكانة القدس وعلى اصلتها وتبين ايضا حجم المعانة التي تتعرض لها مدينة القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من اقتحامات للمسجد الاقصى وتدنيس لقدسيته وتخريب لمرافقه ومحتوياته فالحفريات تكاد ان توقع في المسجد الاقصى ولكنها القدس الابية التي تصر على الصمود والتحدي والمقاومة لهذا المحتل الغاصب والغاشم وستبقى كما هي شوكة في حلق المحتل حتى زواله باذن الله تعالى، فهي تقف شاهدة وشهيدة على جرائم الاحتلال وفيه لتاريخها الذي يأبى الاستلام او المساومة والخضوع فهي الام الحاصنة لامتها والمكابرة التي تنزف على مدار الوقت ولكنها لا تستسلم لاطعاة الغاصبين فهي التي تشد على قبضة المحتل وتقاومه بقليل من المعتاد وكثير من الصمود والتحدي، فهي الام التي تحضن ابنائها فهل يستطيع الغزاة بجبروتهم وسطوتهم ان يدفعوا قلب الام عن ابنائها ؟! كلا والف كلا، لا يستطيع احد ان يطمس معالمها مهما فعل و زور ولا يغير تاريخها مهما قام الاحتلال بحفر الخنادق الكاذبة تحت المدنية لتشويه تاريخها ومعالمها وسرقة تراثها بإقامة تراث مزيف فوق ارضنا فهي نافذة الصادقين الذين يعبرون الارض تجاه السماء “الاسراء والمعراج” فقد اصبحت اية من كتاب الله عزوجل فستبقى القدس مدنية مؤمنة لله حتى يرث الله عزوجل الارض ومن عليها .
اسوار ومعالم المسجد الاقصى
فالنقش العثماني على اسواره المسجد الاقصى يبين ان القدس اسلامية فهي الوعي الذي لا يزيفه الاحتلال لانه امر واقع فاسواقها تنبئ بالحقيقة ونقوشها على الجدران تقطع كل شك، فاسواره تحيط بالبلدة القديمة في مدينة القدس الشريف فقد بنيت هذه الاسوار بامر من السلطان العثماني سليم الاول في الوقت الذي كانت فيه القدس جزء من الدولة العثمانية، فهذه الاسوار يرجعوا تاريخها الى القرن السادس عشر الميلادي حيث بنيت هذه الاسوار لحماية القدس وتحصينها ضد الغزوات من قبل الغزاة المحتلين واما اليوم وفي وقتنا الحاضر فهي تعد عامل ووسيلة لجذب السياح من شتى بقاع الارض وفي عام الف وتسعمئة وواحد وثمانون تم اضافة اسوار القدس الى مواقع التراث العالمي لليونسكو تحت مسمى (مدينة القدس واسوارها) وفي العهد العثماني قام السلطان سليمان القانوني ببناء سور القدس الحالي حيث اخرج جبل صهيون وقرية سلوان خارج اسوار القدس، ويرجع ذلك الى اهمية المدينة الدينة المقدسة ولقد تم ترميم السور عدة مرات من خلال العهد العثماني والعهد الاردني واليوم تخضع ايضا للترميم.
الجامع القبلى ومن قام ببنائه
يعد الجامع القبلي جزء من المسجد الاقصى المبارك ومعلم من معالمه العظيمة وهو عبارة عن مبنى مسقوف تعلوه قبة رصاصية، ولقد سمى بالمسجد القبلي لانه يقع جنوب المسجد الاقصى من جهة القبلة، حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب هو اول خليفة امر ببناء المسجد القبلي عندما قام الخليفة بفتح القدس في عام ستمئة وستة وثلاثون ميلادي وهو المصلى الرئيسي الذي يجتمع فيه المصلين صافين خلف الامام لتأدية صلاة الجمعة في المسجد الاقصى المبارك جماعة، ولقد بنى هذا الجامع في بادئ الامر جامع صغير او مصلى صغير، ولكن في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان وابنه الوليد عبد الملك بنى مرة اخرى من جديد ولقد اكتمل بناء هذا الجامع في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة سبعمئة وخمسة ميلادي.
تاريخ الجامع القبلى والقدس
تاريخ الجامع القبلى تاريخ كبير فهو جامع مميز ومعلم مهم جدا من معالم المسجد الاقصى، ومن تاريخ الجامع القبلى كالتالي:
- بعد حوالي واحد واربعون سنة حدث زلزال مدمر في في سنة سبعمئة وست واربعون ميلادي حيث دمر هذا الزلزال المسجد القبلي فقام الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور في عام سبعمئة وخمسة واربعون ميلادي بناء هذا المسجد من جديد.
- وفي عام الف وثلاثة وثلاثون ميلادي حيث حدث زلزال آخر مدمر في امنطقة حيث ايضا دمر هذا الزلزال معظم اجزاء الجامع القبلي مرة اخرى.
- حيث قام الخليفة الفاطمي الظاهر لاعزاز دين الله ببناء المصلى ولا يزال هذا المصلى محافظا على هذه الاساسات التي وضعها الخليفة الفاطمي الظاهر لاعزاز دين الله حتى يومنا هذا.
- وكذلك الفسيفساء الموجودة على القنطرة من جهة القبلة ايضا تعود الى العصر الفاطمي يعتقد الكثير ان المسجد الاقصى هو فقط الجامع المبنى جنوب قبة الصخرة(المسجد القبلي) وهو الذي تقام فيه الصلوات الخمسة للرجال في الوقت الحالي ولكن المسجد الاقصى هو اسم بجميع كل ما بداخل سور المسجد وما تحت ارض المسجد وغيرها من معالم فتكون مضاعفة الثواب للصلاة في اي جزء بداخل السور وهكذا انشات القدس كقرية في العصر الحجري.
- ثم بعد ذلك تحولت الى مدينة وهذا التحول ليست خاصا بالقدس فحسب بل هو امر عام وطبيعي في جميع الاراضي الفلسطيني والسورية.
- وفي العصر البرونزي نشات المدن المحصنة حيث ظهور الانفاق المائية في تامين المدن وحاول اليهود جاهدين الى نسب هذا التحصين الى العصر الحديدي وهو الظهور المزعوم لنبي اسرائيل في فلسطين ولقد اثبت الدكتور هاني نور ان جميع الانفاق المائية في فلسطين ظهرت في العصر البرونزي ولا علاقة للعصر الحديدي بها.
- و اول سور تحصين للقدس ظهر في العصر البرونزي ولقد تطور بعد ذلك هذا التحصين ليشمل سور مزدوج ونفق تحصين يحمي عين جيحون ولقد تعرضت المدينة المقدسة الى غزو من قبل الاشوريين.
- ولقد هدمت المدينة على يد بنو خذنصر ودمر اسوارها وسبى سكانها وهكذا بقيت المدينة بدون تحصين حتى وصول الحكام الجدد حيث كانوا اليهود وقد ارسلهم الفرنسى وهذا يعتبر اول تواجد لليهود على ارض فلسطين.
- وعادت المدينة ليصغر حجمها ثم توسعت مرة اخرى في فترة حكم ابناء هيرودس وتوسعت حدود القدس حتى وصلت حدود القنصلية الامريكية اليوم.
- وفي عام سبعون ميلادي دمرت المدينة بشكل كامل على يد يتطوى الذي امر بحرثها بالسور على هدريان الذي قام ببنائها مرة اخرى وهكذا توسعت المدينة مرة اخرى ونلاحظ ان قلعة القدس هي القلعة الوحيدة التي حافظت على وجودها.
- وفي عام الف وتسع وتسعون كسر سور القدس فدخل الصليبيون القدس وذبحوا سكانها وسيطروا عليها وقاملوا بترميم الاسوار والقلعة القديمة وهكذا لقد تم تحرير القدس على يد القائد المسلم صلاح الدين الايوبي.
- في عام الف ومئة وسبع وثمانون ميلادي ودخلها من باب العمود وامر بهدم كافة اسوار القدس وامر فقط بترميم القلعة حيث حفر خندق يحيط بالقلعة لتحصينها.
فلا تخفى المدينة الحبيبة عن احبابها فليس لليهود احقية ولو بشبر واحد في هذه المدينة، فستبقى هذه المدينة العظيمة والمقدسة فردوس هذه الامة المفقود ونبض قلوبها ومحط رحالتها وقناديل يضيئها المصلون بدموع دعواتهم وابتهالاتهم ودماء تضحياتهم البطولية، فستبقى رغم جراحها النازفة، ورغم قهر المحتل لها ارض الله التي تمتلأ قداسة وبركة فلا يلغى تاريخها ثوة المحتل ووحشيته فسيظل الاطفال يرسمونها في كرساتهم وتحفظها الاجيال جيل بعد جيل انشودة يرددونها على طول السنين ووعداً من الله عزوجل يكلل بالنصر المؤزر والمحقق ان شاء الله تعالى اراد من اراد وابى من ابى.