من هو الذي قال عنه الرسولﷺ:(أشبهت خَلقي وخُلُقي)، عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بتواضعه، فكان عليه الصلاة والسلام يحب أصحابه ويدعوهم بأحب الأسماء إليهم، ولقد شهد له رب العزة في كتابه الحكيم بكمال صفاته وعِظم أخلاقه، في قوله: “وإنك لعلى خلقٍ عظيم” وأجمل ما وصف في خَلقه ماقاله حسان: أحسن منك لم تر قطٌ عيني، وأجمل منك لم تلد النساء، خُلقت مبرأً من كلِ عيبٍ، كأنك قد خُلقت كما تشاء.
فمن خلال مقالنا سنجيب على السؤال من هو الذي قال عنه الرسولﷺ:(أشبهت خَلقي وخُلُقي).
صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلقية والخُلقية
عاش نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وقد توفي والده قبل ولادته، وتولت رعايته أمه آمنة بنت وهب، ثم عاش في كنف جده حتى توفي وتكفله عمه أبو طالب في رعايته، حتى مقتبل شبابه وواصل دعمه والدفاع عنه حتى بعد نبوته، تزوج صلى الله عليه وسلم وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره من السيدة خديجة وأنجب منها جميع أبنائه عدا إبراهيم، وصفه الله صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين وفي ذلك إشارة إلى صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخُلقية والخَلقية وحسنها وفيما يلي بعض من صفاته الخُلقية والخَلقية:
- كان النبي صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، فكان يلقب بالصادق الأمين في قومه قبل نزول الوحي عليه وقبل نبوته، وكان يتميز بالتواضع، وحسن القول والبشاشة، فرغم المصاعب التي لاقاها من قومه إلا أنه كان دائم التبسم، وكان سمحاً، شجاعاً، وكان شديد الحياء وقد وُصف بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها، كان حليماً، كريماً، رفيقاً، يحب الفقراء والمساكين ويجالسهم ويعطف عليهم، وفي ذلك كان نزول الآية: “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”.
- وكانت صفاته الجسمانية صلى الله عليه وسلم في غاية الجمال، فقد كان متوسط الطول أي ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، واسع الجبين، وجهه في غاية النور والجمال مستدير كالبدر المنير ولكن ليس في غاية الاستدارة، وعيناه سوداوان، ولحيته شديدة الكثافة، فقد كان صلوات الله عليه وسلم أجمل الخلق أجمع وأحسنهم خُلقاً وخلقاً.
شاهد أيضاً: من هم خاصة الله وأهله
من هو الذي قال عنه الرسولﷺ:(أشبهت خَلقي وخُلُقي)
اتصف النبي صلى الله عليه وسلم بأخلاقه الكريمة وصفاته الطيبة، وكان يتسم بالتواضع فكان حسن التعامل مع أصحابه يشاركهم في مجالسهم ومأكلهم ومشربهم ويشاورهم في بعض الأمور، يحكم بينهم، ويساوي نفسه بهم، ولقد شُبه بالنبي صلى الله عليه وسلم كثيرون في خِلقته ولكن إجابة السؤال من هو الذي قال عنه الرسولﷺ:(أشبهت خَلقي وخُلُقي).
- الإجابة هي: جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
شاهد أيضاً: من هو النبي الياس الذي ذكر في سوره الصافات
من هو جعفر بن أبي طالب ومعلومات عنه
وهو الصحابي الجليل أبو عبدالله جعفر بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.
- وهو أشبه الناس بنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خُلقاً وخَلقاً، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأخو علي، ويُذكر بأنه أسلم بعد إسلام أخيه علي، وقيل أنه أسلم بعد واحد وثلاثين مسلم فكان هو الثاني والثلاثين من الذين أسلموا، فكان سباق بإسلامه.
- كان يسميه النبي صلى الله علبه وسلم بأبي المساكين، وكان يكبر علي بن أبي طالب بعشر سنين.
- له هجرتان هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، ولما هاجر إلى الحبشة بقي فيها إلى أن فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، فلما رجع تلقاه رسول الله واعتنقه وقبله من بين عيناه، وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر.
- شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي وقعت في جمادي الأولى في السنة الثامنة للهجرة بين المسلمين والروم.
- وقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش المسلمين في حال إصابة القائد الأول زيد بن حارثة، فقاتل زيد براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد، وأخذ الراية من خلفه جعفر وقاتل بها قتالاً فلما اشتد القتال فنزل عن فرسه وعقرها حتى لا يأخذها الكفار ويقاتلوا بها المسلمين، ثم قاتل الروم وهو يحمل راية محمد بيمينه فقطعت، فأخذها بيساره وقطعت، فاحتضن الراية بعضديه حتى استشهد، وأبدله الله تعالى بجناحين بدلاً من يديه لطير بهما إلى الجنة، ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالطيار.
- ولما استشهد جعفر بن أبي طالب وجد في جسده سبعون جرحاً مابين ضربة سيف وطعنة رمح، فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “استغفروا لأخيكم فإنه شهيد وقد دخل الجنة”.
- دفن في الأردن في بلدة المزار جنوب مدينة الكرك.
الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على من هو الذي قال عنه الرسولﷺ:(أشبهت خَلقي وخُلُقي)، وتعرفنا كذلك على معلومات عن جعفر بن أبي طالب شبيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.