كيف استغل العشر الاواخر من رمضان، يحرص المسلمين في شهر رمضان المبارك علي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لاسيما ليلة القدر بالتحديد، فهي من الليالي الوترية التي تكون في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، كما وأن العشر الأواخر هي ما يقال عنها العتق من النيران، لذا الكثير من المسلمين يتسائلون حول كيفية استغلال العشر الاواخر، وما هي الأعمال التي يقوم بها المسلمين في الأيام المبارك، وهنا في سطور المقال نقدم اليكم كيف استغل العشر الاواخر من رمضان .
كيف استغل العشر الاواخر من رمضان
هناك العديد من الاعمال والطاعات والعبادات التي يقوم بها المسلمين في الايام العشر الأواخر، ولا يقتصر تلك الاعمال علي شيء معين، فكل مسلم يفعل ما يرغب، وما يراه خيراً له، ويشار بأن النبي صل الله عليه وسلم في هذه الايام المبارك كان يقوم بالعديد من الاعمال، منها:
- الاعتكاف: إن عبادة الاعتكاف في المساجد والانقطاع لعبادة الله لها ثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وخاصّة إذا بادر المسلم للاعتكاف في العشر الأخير من رمضان اقتداءً بسيد المرسلين، ومن أراد الاقتداء بهذه السُّنة النَّبوية فمن الأفضل له الذَّهاب إلى المسجد قبل غروب شمس اليوم العشربن من رمضان، والبقاء في المسجد إلى انتهاء العشرة أو لحين صلاة العيد، ولقد أُثر عن النبي عليه السَّلام أنَّه كان دائم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وقد ورد في الصَّحيح “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يعتكفُ في العَشْرِ الأواخرِ مِن رمضانَ فسافَر ولم يعتكِفْ فلمَّا كان مِن العامِ المقبِلِ اعتكَفَ عشرينَ يومًا”
- صلاة قيام الليل: لقد عدَّ قيام الليل شرف المؤمن وخصلة واضحة في تقواه، فكيف إن اجتمع فضيلة قيام الليل مع فضيلة العشر الأخير من رمضان، سيجد حينها المؤمن الفوز العظيم والفلاح في الدنيا والأخرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، فيكفي للمؤمن أن يعلم أن صلاة الليلة تشهدها الملائكة ويسمع الله دعاءها ويجيبه فلا يدع. ذنبًا للعبد إلا ويغفره ولا يترك له مسألةً إلا ويعطيه إياها فكيف إن وافقت هذه الصَّلاة ليلة القدر، وتكون صلاة قيام الليل على هيئة ركعتين اثنتين كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلاةُ اللَّيلِ مَثنَى مَثنَى”.
- قراءة القرآن الكريم: فقد اختصّ الله تعالى شهر رمضان المبارك بأنّه انزل فيه القرآن الكريم على قلب رسول الله عليه الصلاة والسّلام، فمن سنن النبيّ هي الإكثار من قراءة الكريم في شهر رمضان المبارك، وهذا ما سار عليه السلف الصالح فكان أكثر ما يقرؤون القرآن في شهر رمضان المبارك، ويبتعدون عن الناس ويكتفون على القراءة.
- الدعاء: إنَّ الله سبحانه وتعالى يحبُّ أن يسأله عباده حاجاتهم وأمورهم الدُّنيويَّة والأخرويَّة، وقد بشَّر النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام بأنَّ الله عزَّ وجل لن يردَّ دعاء العباد وإنَّما يستجيبه له، ليس هذا فحسب ولكن الله يغضب من العبد الذي لا يسأله أمور حياته، فقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام: “إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ” وأيُّ وقت أعظم للدُّعاء من ليالي وأيام العشر الأخير من رمضان، وهو الشَّهر الذي فتح الله به أبواب السَّماء لاستقبال دعاء الصَّائمين.
- الإكثار من الذكر: قيل إنَّ أفضل الصُّوام هم الذين يرافق صيامهم ذكرٌ لله سبحانه وتعالى، والذكر باللسان من العبادات القلبيَّة، فهي عبادة لا ترتبط بوقت معينٍ، فيستطيع الإنسان أن يكسب الثَّواب العظيم وهو في يسير إلى عمله أو يجهز لأمور حياته الدُّنيويَّة، فمن أعظم العبادات أن يكون اللسان رطبًا بذكر الله، وهناك الكثير من أنواع الذِّكر التي وردت عن النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام ومن ذلك قول النَّبي إبراهيم عليه السلام له في حادثة الإسراء والمعراج “أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبرْهم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ وأنَّها قِيعانٌ وأنَّ غِراسَها سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ”.
- الإكثار من الصدقات: اتّفق الفقهاء على أنّ أجر القيام بالطّاعات مضاعف في شهر رمضان، وبالأخص العشر الأواخر من رمضان، وذلك لوجود ليلة القدر فيها، بدليل ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة أمّ المؤمنين رضيَ الله عنها قالت: أنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”، ومن الطّاعات الإكثار من الصّدقات، واستحباب الصّدقة وفضلها عظيم بشهر رمضان كلّه، لكنّها في العشر الأواخر أعظم وأفضل وأكثر أجرً.
- تحرّي ليلة القدر: لقد تواترت الأحاديث في فضل ليلة القدر وحثِّ الصَّحابة على تحري هذه الليلة الشَّريفة في ليالي الوتر من العشر الأخير من رمضان، فقد روى أبو هريرة عن النَّبي محمد عليه الصَّلاة والسَّلام أنَّه قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، فالعمل في هذه الليلة من صلاة واستغفار وتسبيح وتهليل مضاعف عن أي يوم في السنة، ويفتح الله في هذه الليلة أبواب الخير والتَّيسير لكل عملٍ صالح، فمن أراد المغفرة والعتق من النَّار ومن أراد الفردوس الأعلى من الجنَّات فما عليه إلَّا التماس هذه الليلة، والمواظبة على الأعمال الصَّالحة فيها.
شاهد ايضاً: كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان
الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان
وأما عن الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي يقوم بها المسلمين السابقون، ولا يزال يحافظ عليها اليوم المسلمين في كافة الدول الاسلامية والعربية، ومن هذه الأعمال وهي:
- إيقاظ أهل البيت في جوف الليل للصلاة والقيام.
- الاعتكاف في المسجد كما سنّ لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- شدّ المئزر والامتناع عن الشهوات والانشغال بطاعة الله تعالى وعبادته.
- إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان بالصلاة والذكر الحكيم والدعاء لله ومناجاته والثناء عليه.
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم في آناء الليل وأطراف النهار، فهو شهر القرآن، وينبغي على المسلم أن يقرأ بتدبرٍ وخشوع.
شاهد ايضاً: هل ليلة ٢٠ من العشر الاواخر وبداية العشر الاواخر
كيف استغل ليلة القدر
من خلال الحديث المستمر عن ليلة القدر، حيث تعتبر ليلة القدر من أحدي الليالي المقدسة الخاصة بالمسلمين، ويهتم بها ويحرصون عليها، لما لها من فضل وأجر عظيم، ولهذا يمكن للمعتكفين، والمسلمين من استغلالها بالطاعات والعبادات منها:
- الدعاء: كذلك روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي“.
- الإكثار من تلاوة القرآن الكريم: ولا يكون ختم القرآن وجوبًا على المسلم في هذه الليلة، ولكن ختمه فيها له من الأجر ما عظم والله يزيد المحسنين.
- إحياؤها بالقيام: وذلك لما ورد في صحيح الأحاديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
شاهد ايضاً: حديث نبوي عن العشر الاواخر من رمضان
فضل العشر الأواخر من رمضان
لا شك فيه بأن الاعمال والطاعات تعود علي المسلمين بالفائدة والفضل العظيم، بجانب الاجر والثواب الكبير، ومن فضل العشر الاواخر في شهر رمضان المبارك:
- ثبوت سنّة الاعتكاف في ليلة القدر بالقرآن، والسنّة، والإجماع، وهي تُعدّ خيراً من ألف شهرٍ، ولم يُروَ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه ترك الاعتكاف في العشر إلّا إن كان خارجاً للجهاد في سبيل الله، وقد اعتكف الصحابة رضي الله عنهم معه، واعتكفوا بعده؛ اقتداءً به.
- خصّ الله تعالى هذه الليالي العشر بليلة القدر فيها، وجعل لها من الثواب ما يعدل ثواب أكثر من ألف شهر، قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.
- كذلك أنزل الله عزّ وجلّ القرآن الكريم في ليلة القدر، فقد قال في سورة الدخان: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
- وقد أقسم الله بفضلها وعظمتها في سور الفجر، فقد قال تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
شاهد ايضاً: علامات ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان 1446
وفي ختام المقال، فقد تحدثنا في السطور المقال السابقة عن كيفية استغلال العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، وكيفية استغلال ليلة القدر .