هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها، من الأسئلة المهمة والأحكام الشرعية التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، حث أن الاعتكاف يعتبر من الأعمال الصّالحة الّتي تمنح العبد الأجر العظيم من الله سبحانه، ويعتبر من العبادات الّتي وردت في كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من الضوابط والمعايير التي يجب لكل من المرأة والرجل الالتزام بها خلال صلاة الاعتكاف والتي سوف نوضح الحكم من اعتكاف المرأة في البيت والمزيد من الأحكام الأخرى.
ما هو معنى الاعتكاف
إنّ الاعتكاف هو المداومة والإقبال على الشّيء والاختلاء فيه، والاعتكاف يعد مصدر الفعل عكف، أي أقبل على الشّيء مجتهدا عليه ومداوما لا يصرف وجهه عنه ولا يصرفه بشيءٍ عن أمور الدنيا، وإنّ الاعتكاف في الدين الإسلامي هو أن يلازم العبد الجامع ويختلي فيه فيقبل على طاعة الله سبحانه دون انقطاعٍ سواءً بالليل أو النّهار، وهذا بنيّة التّقرّب من الله سبحانه وتعالى وكسب الأجر ورضا الله وبلوغ الدّرجات العليا في الدّنيا والآخرة.
هل يجوز الاعتكاف في البيت
لا يجوز للمرء سواءً كان امرأة أو رجلًا أن يعتكف في منزله، فلا يجوز الاعتكاف إلّا داخل المسجد للرّجال والنّساء، فقد أجمع أهل الفقه على أنّه لا يجوز اعتكاف الرّجل والمرأة إلّا داخل المسجد، وبالتالي أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يعتكف ومع عدد من نسائه داخل المسجد، ولن يذكر عنه أنّه قد اعتكف في غير المسجد، وقد ذكر قول الله سبحانه وتعالى في كتاب الله : {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} حيث ربطت تلك الآية الكريمة الاعتكاف داخل المسجد، ووضعت شرطًا لصحّة الاعتكاف وهو الامتناع عن الجماع ومباشرة الزّوجات، فهذا يبطل الاعتكاف.
كذلك إن النساء من المسلمين لا يعتكفون إلّا داخل المساجد، وهذا أنّ نساء رسول الله رضي الله عنهنّ استأذنّه في الاعتكاف فأذن لهنّ، حتّى أنّهنّ كنّ يعتكفن بعد وفاة نبي الله داخل المسجد، لهذا فإنّ الاعتكاف لا يصحّ ولا يجوز إلّا داخل المسجد، فمكان الاعتكاف هو المساجد، ولو كان الاعتكاف في المنزل جائزًا أو صحيحًا، لذكر عن نبي الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه اعتكف في بيته في بعض الأيّام أو أنّ السلف الصالح فعلوا هذا، وقال النّوويّ رحمه الله تعالى أنّه لا يصحّ اعتكاف الرّجل والمرأة إلّا في المسجد، كما لا يصحّ اعتكافهما في مسجد البيت، وهو المكان المهيّأ للصّلاة، لأنّ مسجد البيت لا يتوافر شروط المسجد الحقيقيّ والله أعلم.
شاهد أيضًا: كم عدد ركعات القيام في العشر الاواخر من رمضان
حكم الاعتكاف في المساجد
إنّ الاعتكاف من الأعمال الصالحة الّتي تقرّب الفرد المؤمن من الله عزو جل حيث تعتبر سنّةٌ محببة يمكن للعبد القيام بها فيأخذ ثواب الطاعة بفضل الله، ويمكن له تركها فلا يذنب ولا بأس عليه بهذا، والدّليل الحديث الذي ذكر عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والّذي يرويه أبو سعيدٍ الخدريّ رضي الله عنه، حيث يقول: “إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوَّلَ مِن رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ العَشْرَ الأوْسَطَ، في قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ علَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ، قالَ: فأخَذَ الحَصِيرَ بيَدِهِ فَنَحَّاهَا في نَاحِيَةِ القُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا منه، فَقالَ: إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ”، حيث خص الرسول الدلالة في الحديث الشّريف أنّ النبي لم يوجب الاعتكاف إنما إنّه استحبّه للناس، فمن رغب وأراد الاعتكاف مع داخل المسجد اعتكف وكسب الأجر، ومن لن يُرد فلا ذنب عليه ولا إثم، حيث يعتبر سنّةٌ مستحبّة والله أعلم.
شاهد أيضًا: ادعية قيام الليل في رمضان مكتوبة 1446 أفضل أدعية القيام في رمضان
الأمور والضوابط التي يجب على المعتكف الالتزام بها
حيث ذهب أهل العلم والفقه انه توجد مجموعة من الضوابط والمعايير التي يمكن على الفرد المسلم اتباعها لمن رغب الاعتكاف في شهر رمضان المبارك، حيث تلك الضوابط تعتبر بمثابة شروط صحة الاعتكاف وهي كالتالي:
- أن يكون الاعتكاف في مسجدٍ تُقام فيه صلاة الجماعة.
- أن يكون المسجد تُقام فيه صلاة الجمعة لمن تجب عليه وكان اعتكافه يتخلّله صلاة الجمعة.
- لا يجب على المعتكف أن يزور المرضى ويعودهم.
- لا يجوز على المعتكف أن يقضي حوائج أهله.
- لا يجب للمعتكف أن يخرج للعمل خارج المسجد.
- لا يجوز للمعتكف أن يأتي زوجته ويباشرها.
- لا يجوز للمعتكف الصّوم فإن أحبّ الصّيام جاز له.
- لا يجب على المعتكف حضور الجنازات.
- لا يجب على المعتكف أن يجيب من يدعوه لطعامٍ أو غيره.
شاهد أيضًا: متى يصلون القيام في رمضان
ما هو الهدف من الاعتكاف
حيث يعتبر الاعتكاف من السّنن النافلة والمستحبة الّتي تحمل معها الفضل والبركة والأجر العظيم التي تعود على صاحبها في الدّنيا والآخرة بإذن الله تعالى، وتلك العبادة العظيمة لها الكثير من الأهداف والأغراض ومنها كالتالي:
- أن يقبل القلب ويحبّ الاعتكاف على عبادة الله تعالى وتعبّده.
- أن يترك القلب والعقل الانشغال بنعيم الدّنيا ويجعل همّه الآخرة.
- أن يحتبس المسلم بربّه عز وجل يناجيه ويدعوه ويسأله من فضله.
- أن يحتبس القلب عن همومه لينشغل بالذّكر والدّعاء.
- أن يعتدّ المسلم بالاعتكاف وحده نفسه ليلاقي وحشة القبر ووحدته.
- أن يدرب المرء قلبه على الإيمان بأنّ الله تعالى هو أنسه لا الخلق والعباد.
الى هنا نصل بكم الى ختام المقالة والتي تعرفنا من خلالها الحديث عن هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها وما مشروعيته.