لماذا سميت بليلة القدر، حيث تعتبر ليلة القدر من الليالي المباركة والعظيمة التي كتبها الله عز وجل في شهر رمشان المبارك وهي التي تأتي في الأيام الوترية من شهر رمضان المبارك، حيث يتم تحري الليلة من خلال العلامات والصفات التي تظهر في السماء وتكون طبيعية كما بينها الله في القرآن الكريم، ومن خلال تناول سطور المقالة نود ان نسلط الضوء بالحديث عن لماذا سميت بليلة القدر الى جانب معرفة ما هي فضائل الليلة ومتى تكون الليلة إضافة الى معرفة علامات ليلة القدر فيما يلي.
متى تكون ليلة القدر
إن ليلة القدر توافق في الأيام الوترية من العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وحيث دلت الأحاديث الصحيحة عن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ تلك الليلة تتنقل في العشر، ولا تكون في ليلة محددة منها دائمًا، حيث تكون في ليلة إحدى وعشرين، ومن الممكن أن تأتي في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تأتي في ليلة خمس وعشرين، وقد تأتي في ليلة سبع وعشرين وحيث تعد الأرجح من حيث قول العلماء، وقد تأتي في تسع وعشرين، وحيث تكون في الأشفاع، أمّا سبب تسميتها بليلة القدر، وردت لعدة أسباب، منها تقدير الله عز وجل فيها ما يشاء من عوامل السنة إلى ليلة القدر التي تليها، ومنها تعظيم قَدر الليلة ذاتها، وعُلوّ شَأنها من بين الليالي، وأيضا تقديم الطاعات في تلك الليلة يتسم بقَدره الكريم، وثوابه المُضاعَف.
لماذا سميت بليلة القدر
اختلف فقهاء الدين في بيان سبب تسمية ليلة القدر بذلك الاسم، وسوف نوضح تلك الآراء على النحو التالي:
- القَدْر من العظمة، حيث تعد ليلة عظيمة.
- القَدْر من الضيق حيث تعتبر ليلة تُصبح فيها الأرض ضيّقة نظرا لكثرة ما فيها من الملائكة، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى).
- القَدْر ليلة تُقدَّر فيها الأمور، حيث يُطلع الله فيها الملائكة على تقديره لأمور السنة، وما ورد في قوله تعالى (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
- القَدْر ليلةٌ نزل فيها الكتاب صاحب القَدْر، مع ملك ذي قَدْر، وجاء في قوله (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ).
- القَدْر ليلة عظيمة من حيث الشرف والقدر؛ لأنّ الله عز وجل أنزل فيها القُرآن، لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
- القَدْر والشرف الذي يكون للعامل فيها فالطائع والعابد في تلك الليلة يكون ذو قَدْر وشرف.
- القَدْر في العبادة أي أنّ العبادة فيها لها قَدْر عظيم.
شاهد أيضًا: دعاء اللهم بلغ امي ليلة القدر مكتوب
ما هي علامات ليلة القدر
حيث يمكن ملاحظة ليلة القدر من خلال عدد من العلامات التي تدل على أنّ تلك الليلة هي ليلة القدر والتي بينها الله عز وجل في كتابه المبين وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وتلك العلامات جاءت كالتالي:
- يتميز لَيل هذه الليلة بالاعتدال حيث وصف النبي صلّى الله عليه وسلّم تلك الليلة في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبيّ أنّه قال: “إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ”.
- تشرق الشمس في صباح ليلة القدر شبيهةً بالقمر في الوقت الذي يكون بدرًا، وقد لا يكون للشمس شُعاع، وتكون مُستوية حيث روى أُبيّ بن كعب رضي الله عنه عن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: “أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ، لا شُعَاعَ لَهَا”.
- ينشرح صدر المسلم وقلبه خلال تلك الليلة، ويجد في نفسه نشاطاً إلى الطاعة، والعمل الصالح.
- تتسم بالسكينة والطمأنينة، وراحة القلب، ونشاطه لأداء العبادة، وتلذُّذه بالطاعة والدعاء أكثر من الليالي الأخرى، وهذا نظرا الى تنزُّل الملائكة بالسكينة على المسلمين.
شاهد أيضًا: دعاء اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا من عتقائك كامل
ما هو فضل ليلة القدر
هناك الكثير من الفضائل التي تعود على الفرد المسلم من متابعة تلك الفضائل ومعرفتها كي يناوب على تلك الليلة العظيمة المباركة والاغتنام في الطاعات والعبادات واللح في الدعاء، وقد جاء القرآن كي يبين تلك الفضائل ومن بينها:
- ليلة المغفرة حيث تعتبر ليلة تُغفر فيها ذنوب من قامها بإخلاصٍ لله عز وجل، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.
- ليلة البركة، فلليلة تميّزها ببركتها، وما فيها من الخير، والفضل الكريم، قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ” كذلك أنّ فيها المزيد من الأجر والثواب للعبد الذي يقومها.
- ليلة نزول القرآن، تنزّلَ فيها أعظم الكُتب وأشرفها ففيها أنزل الله عز وجل القرآن الكريم هداية للناس، واختصاصها بهذا دليل على عُلوّ شأنها، ومكانتها، قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”.
- ليلة تقدير الأرزاق تُقدَّر فيها الأرزاق والأجر، وتكتب فيها الملائكة الوقائع، والأعمال، وكلّ ما هو كائن خلال العام التي فيها ليلة القدر إلى العام الذي يليها، فينفصل كلّ ما كُتِب من الأمور المُحكَمة بعِلم الله ومشيئته وقدرته من اللوح المحفوظ لتُسجِّله الملائكة في صُحفها بأمر الله عز وجل وإرادته؛ قال الله تعالى: “فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”.
- يعتبر العمل الصالح فيها أفضل من عمل خير من ألف شهر، كما أنّ الطاعة فيها خيرٌ من العبادة في ألف شهر دون غيرها أي ما يعادل حوالي عمل ثمانين سنة، إلى جانب أنّ الأجر والثواب فيها مُضاعَف؛ فعلى الرغم من أنّ العمل في رمضان مُضاعف في الأصل، إلّا أنّه مُضاعَف كذلك في تلك الليلة أضعافاً كثيرة لا يعلمها إلّا الله تعالى قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”.
الى هنا نصل بكم الى ختام المقالة والتي تعرفنا من خلالها على لماذا سميت بليلة القدر الى جانب معرفة ما هي فضائل الليلة ومتى تكون الليلة إضافة الى معرفة علامات ليلة القدر.