خطبة عن فضل ليلة القدر مكتوبة، إن شهر رمضان هو شهر مُبارك، حيث انه شهر المغفرة والرحمة، وشهر العتق من النيران، وفيه تُصفد الشياطين، وتُفتح ابواب الجنة، وتُغلق ابواب النار، وفيه ليلة القدر، والتي تُعتبر خير من ألف شهر، والتي انزل الله سبحانه وتعالى فيها القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ليلة القدر ينتهز المسلمون الفرصة في الإكثار من العبادات والاجتهاد في الطاعات، ومن صور ذلك إلقاء الخطب الدينية أو الاستماع اليها والتي تتحدث عن فضل ليلة القدر، لذلك سنعرض لكم في هذا المقال خطبة عن فضل ليلة القدر مكتوبة.
مقدمة خطبة عن فضل ليلة القدر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الخلق سيدنا محمد الصادق الأمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، إلهٌ عزَّ مَن اعتز به فلا يضام، وذلَّ مَن تكبر عن أمره ولقي الآثام، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، الذي جُمع فيه الأنبياء تحت لوائه، وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسَّك بسنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الرحمين يا الله، ثم أما بعد…
خص الله سبحانه وتعالى شهر رمضان المبارك بليلة عظيمة مباركة تأتي مرة واحدة كل عام، وقد رفع من شأنها ومكانتها، وأعزها، وفضلها على ليالي العام كله، ألا وهي ليلة القدر، والتي اعتبر الله تعالى العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى ليلة القدر في القرآن الكريم في سورة القدر لعظم شأنها، حيث قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}، وليلة القدر هي من الليالي المُباركة حيث تتنزل فيها الملائكة بالخير والسلام الى الارض، وهي ليلة خالية من الشر والأذى، ومليئة بالخير والبركة، وليلة القدر ليلة عظيمة خصها الله سبحانه وتعالى بخصائص عديدة جميلة، لا توجد في غيرها من الليالي.
شاهد ايضاً: متى ليلة القدر 2025 وما هي علاماتها
خطبة عن فضل ليلة القدر مكتوبة
الحمد لله الذي كتب علينا الصيام، وجعله سببًا من أسباب غفران الذنوب، وبابًا من أبواب الجنة (دارِ السلام)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صاحب الحوض المورود، والدرجات العُلَى والمقامات العِظام، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه، صلاةً وسلامًا دائمين ما تعاقبت الليالي والأيام، اوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالى، فاتقوا الله يا عباد الله، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، اما بعد…
تُعتبر ليلة القدر من الليالي العظيمة والمُباركة التي خصها الله سبحانه وتعالى بالخير والبركة، وهي ليلة تأتي مرة واحدة في العام خلال الايام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة عظيمة الشأن عند الله سبحانه وتعالى، وايضاً لها مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، ويتمثل فضل ليلة القدر أن الله عز وجل أنزل فيها القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، حيث قال تعالى: {(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}، ومن فضل ليلة القدر ايضاً أن العبادة فيها خير من ألف شهر، تخيل اخي المسلم أن ليلة واحدة فقط خير من ثلاث وثمانين سنة، فهي ليلة مُباركة يُبارك الله فيها لعباده في اعمالهم، ويُضاعف لهم حسناتهم، فأنتهزوا يا عباد الله هذه الفرصة العظيمة في التقرب من الله سبحانه وتعالى، ومن فضل ليلة القدر ايضاً ان الملائكة وفيهم جبريل تتنزل في ليلة القدر الى الارض بالخير والبركة والرحمة، حيث قال تعالى في سورة القدر: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}، ومن فضائلها ايضاً انها ليلة سلام وخير وبركة وفضل لا شر فيها حتى مطلع الفجر، كما ان الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر يقبل التوبة من عباده التائبين ويغفر لهم خطاياهم وذنوبهم، كما ان لقيام الليل في ليلة القدر ثواب عظيم عن غيره من الليالي الاخرى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
شاهد ايضاً: دعاء اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا من عتقائك كامل
خاتمة خطبة عن فضل ليلة القدر
جعل الله سبحانه وتعالى ليلة القدر ذات مكانة عظيمة، ورفع من قدرها وشأنها عالياً، وجعلها ليلة مُباركة يعم فيها الخير والبركة والسلام على عباد الله الصالحين التائبين، ولم يُحدد الله سبحانه وتعالى موعداً مُحدداً لليلة القدر حيث جعلها ليلة مخفية، وذلك لكي يجتهد المسلم في تحري ليلة القدر بالطاعة والعبادة، فلا يُخصص العبادة في هذه اليلة ويترك غيرها من ليالي شهر رمضان المبارك، أخي المسلم، إذا لم تتحرَّك القلوب تقرباً من الله سبحانه وتعالى في هذه الليالي المباركة، والشهر العظيم، فمتى عساها تتحرك؟ إذا لم تعود إلى الله عز وجل وتتوب اليه في مثل هذه الأيام العظيمة فمتى تكون الإنابة ومتى تكون التوبة؟، فسارعوا يا عباد الله في هذه الايام المُباركة الى التوبة، وانتهزوا الفرصة العظيمة في الاجتهاد في الطاعة والعبادة، فالله تعالى يُبشركم بقبول توبتكم، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنه، قالت: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا دخلت العشر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلَهُ، وأيقظ أهله”.
ولا ينبغي علينا عباد الله المسلمين ان نُضيع اجر وبركة هذه الليالي في اللهو واللعب وفي الاسواق، بل ينبغي علينا استغلال بركة هذه الايام والثواب العظيم فيها في الاجتهاد في الطاعات والعبادات، ومن الاعمال التي يُستحب ادائها خلال ليلة القدر وليالي شهر رمضان المبارك ايضاً، قيام الليل، تلاوة القرآن الكريم، الإكثار من الذكر والدعاء لله سبحانه وتعالى، ايضاً يُستحب من المسلم أن يقوم بإخراج الصدقات خلال هذه الايام المباركة، وصلة الرحم، والالتزام بأداء الفرائض والنوافل على اكمل وجه، نسأل الله عز وجل أن يعيننا فيها على طاعته، وذكره، وشكره، وحسن عبادته، وأن يهدينا فيها إليه صراطاً مستقيماً، اللهم إنا نسألك أن لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأن تأخذ بنواصينا إلى الخير، إنك سميع الدعاء، وأنت أهل الرجاء، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
شاهد ايضاً: من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا هل هو حديث
الى هنا وصلنا الى الختام، عرضنا لكم في هذا المقال مقدمة عن فضل ليلة القدر، بالاضافة الى اننا عرضنا لكم خطبة عن فضل ليلة القدر مكتوبة، وخاتمة عن فضل ليلة القدر.