هل الغفوة تبطل الوضوء ونواقض الوضوء، تعتبر الصلاة هي الركن الثاني من أركان الدين الإسلامي، وهي عمود الدين، كما أنها أول ما يُسأل عنه المرء يوم القيامة، وتعتبر الصلاة فرض على كل مُسلم ومُسلمة بالغ عاقل، ويشترط في الصلاة الطهارة، وتعني الوضوء وإزالة النجاسة، ولا تصح الصلاة بدون الوضوء، وقد يتعرض الشخص للعديد من الحالات التي تُنقض فيها الوضوء، فينبغي عليه أن يقوم بتجديده، ومنها في حالة الغفوة أو النوم، حيث يتساءل الكثير من الاشخاص هل الغفوة تبطل الوضوء، وفي هذا المقال سنعرض لكم هل الغفوة تبطل الوضوء ونواقض الوضوء.
هل الغفوة تبطل الوضوء
وقد وردتنا العديد من التساؤلات بخصوص هل الغفوة تبطل الوضوء؟ حيث يقع الكثير من الاشخاص في حالة الشك بخصوص هذا الشأن، وقد اختلف فقهاء المسلمين في الرأي حول إن كانت الغفوة تبطل الوضوء، منهم من ذهب الى أن الغفوة تبطل الوضوء، ومنهم من اتفق على ان الغفوة تبطل الوضوء، وفي الغالب أن تحديد ذلك يكون من خلال شروط، حيث كان الاتفاق الراجح بين فقهاء المسلمين على أن الغفوة لا تبطل الوضوء إذا كان الانسان لا يُدرك أنه نام، اي بغير ارادته، ولا يكون مُضجعاً اي في وضعية النوم، حيث أن المقصود بالغفوة هنا هي ان ينام الشخص وهو جالس على ان يبقى مُدركاً لما يصدر منه من اقوال وافعال، وهذا النوم هو غير ناقض للوضوء وهي في غالب الامر تكون والانسان جالس، اذاً الغفوة لا تبطل الوضوء لأنّ الإنسان يبقى عاقلاً لما يحدث معه وحوله.
وقد قال الإمام أبو حنيفة : “لا ينقض نوم من كان على هيئة من هيئات المصلي، كالقائم والراكع والساجد والقاعد، سواء كان في صلاة أم لا”،
وذهب أحمد في رواية أخرى إلى “أن نوم القائم والساجد لا ينقض، إلا إذا كثر”.
مقدار النوم الذي لا ينقض الوضوء
يتساءل الكثير من الاشخاص على محركات البحث حول العديد من الأمور الدينية التي تحكم العبادات، وذلك لكي لا يقعوا في الشك، حيث قد بحث العديد منهم عن هل الغفوة تبطل الوضوء؟ وقد اختلف آراء فقهاء المذاهب الأربعة، وانقسمت الى ثلاثة اقسام وهي كما يلي:
- الرأي الأول: اتفق علماء المسلمين في المذاهب الاربعة على ان نوم المضجع يبطل الوضوء، وهذا الرأي الراجح.
- الرأي الثاني: اتفق الإمام أبو حنيفة والإمام مالك والإمام أحمد على أن نوم القاعد، لا يبطل الوضوء إذا كان يسيراً، على خلاف الإمام الشافعي الذي ذهب الى انه يبطل عنده وضوء القاعد ما دام مفضياً بمحل الحدث إلى الأرض.
- الرأي الثالث: ويختلف عن الحالتين السابقتين، حيث ذهب الإمام الشافعى ورواية عن الإمام أحمد الى ان نوم القائم والساجد والراكع يبطل الوضوء، أما الإمام أبو حنيفة قال: لا ينقض نوم من كان على هيئة من هيئات المصلى، كالقائم والراكع والساجد والقاعد، سواء كان فى صلاة أم لا.
شاهد ايضاً: هل يجوز الصلاة بالحذاء دون المسح عليه وهل الصلاة بالنعال سنة مهجورة
الشك في النوم ينقض الوضوء
وقد يقع الكثير من الناس في الشك بخصوص هل الغفوة تبطل الوضوء أم لا؟ وهل النوم يبطل الوضوء ام لا؟ وقل قام علماء المسلمين الى التفريق بين النوم الخفيف اليسير والنوم الثقيل، حيث أن النوم اليسير عند فقهاء الحنابلة هو ما لا يتغير عن هيئته كسقوطه ونحوه، ويكون الشخص مُدركاً ما حوله وما يحدث، وهذا لا يعتبر غفوة اي لا يبطل الوضوء، أما النوم الثقيل اي أنك تنام لساعات طويلة، وغير مُدركاً ما يحدث حولك وما يصدر منك من اقوال او افعال، فهذا يبطل الوضوء، ولكن الراجح بأن إذا كان النوم طويلاً وغلب على العقل، وكان الشخص مُمَكنًا مقعدته من الأرض، فهذا لا يبطل الوضوء.
اذاً فإن اذا كان نوم الإنسان خفيف، اي كان يُدرك ما يحدث حوله، اي اذا كان يسمع الأصوات، فهذا لا ينقض الوضوء، أما اذا فقد النائم الإحساس بشكل كلي فهذا ينقض الوضوء، وهذا هو الرأي الغالب عند علماء المسلمين في المذاهب الأربعة، أما اذا شك النائم انه حدث ما ينقض الوضوء اثناء نومه فهذا لا يبطل الوضوء، حيث يشترط اليقين في الطهارة، وينبغي أن يتأكد من حدوث ما ينقض الوضوء، حيث روي البخاري ومسلم، أنه شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، فقَالَ: “لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا”.
من نواقض الوضوء
وقد حددت الشريعة الإسلامية مجموعة من الحالات التي يبطل فيها الوضوء، وذلك لكي لا يقع المسلم في الشك، وإذا حدث شئ من هذه الأمور فإنه يُبطل الوضوء ويجب على الشخص أن يقوم بتجديده، نوضح لكم نواقض الوضوء في النقاط التالية:
- اتفق فقهاء المسلمين على ان خروج شيء من السبيلين “القبل والدبر” قليلًا كان أو كثيرًا طاهرًا أو نجسًا يبطل الوضوء، حيث قال تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ}.
- سيلان الدم الكثير أو القيح أو الصديد أو القيء الكثير يبطل الوضوء، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ أَصَابَهُ قَيْءٌ أَوْ رُعَافٌ، أَوْ قَلْسٌ، أَوْ مَذْيٌ فلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ، ثُمَّ لِيَبْنِ عَلَى صَلاَتِهِ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لاَ يَتَكَلَّمُ”.
- زوال العقل بجنون أو تغطيته بسكر أو إغماء أو نوم الكثير يبطل الوضوء، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “العين وكاء السه فمن نام فليتوضأ”.
- مس القبل أو الدبر باليد بدون حائل يبطل الوضوء، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من مس فرجه فليتوضأ”.
- غسل الميت يبطل الوضوء، لأن ابن عمر وابن عباس كانا يأمران غاسل الميت بالوضوء، وقال أبو هريرة: “أقل ما فيه الوضوء”.
- الردة أو الخروج عن الإسلام، حيث قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْت لَيَحْبَطَنَّ عَمَلك}.
- لمس الرجل للمرأة بشهوة ينقض الوضوء، لقوله تعالى: {لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}.
- خروج الغائط، والريح، والبول، والمذي “ماء أبيض رقيق”، الودي “ماء أبيض خاثر يخرج غالبا بعد البول” من نواقض الوضوء
- أكل لحم الإبل يبطل الوضوء، لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: “إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ”، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ”، وهذا مختلف عليه.
شاهد ايضاً: هل يجوز الصلاة وقت الاذان وما هو حكم الصلاة قبل دخول الوقت
عرضنا لكم في هذا المقال هل الغفوة تبطل الوضوء ونواقض الوضوء، حسب ما اتفق عليه علماء المسلمين، كما وضحنا لكم مقدار النوم الذي ينقض الوضوء، وهل الشك في النوم ينقض الوضوء.