مقولة الملك فيصل عن فلسطين؟ في يومٍ من الأيام أراد وزير الخارجية الاسبق كيسنجر “ممازحاً” الملك فيصل عند رؤيتهِ متجهماً فقال لهُ ما يلي: إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وانأ مستعد للدفع بالأسعار الحرة ؟ فلم تكن النتيجة كما توقعها كيسنجر، ولم يبتسم الملك فيصل، بل رفع رأسه إلى الأعلى ورد عليه الرد التالي: “وأنا رجل طاعن في السن، وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت, فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية”، وانتشرت هذه المقولة بكثرة تحتَ بند مقولة الملك فيصل عن فلسطين.
مقولة الملك فيصل عن فلسطين
انتشرت مقولة الملك فيصل عن فلسطين كالنار في الهشيم، وإلى جانبِ هذه المقولة التي توضحُ اهتمام الملك فيصل الكبير بالقضية الفلسطينية، فقد برزت العديد من الأمور التي توضح ما أولاهُ الملك من اهتمام كبير بالقضية، ومِن ذلك مشاركتهِ عالمياً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إلى جانب العديد من المواقف المشرفة التي كان يتبناها بخصوص القضية الفلسطينية، فقد كان يرفض رفضاً قاطعاً الاعتراف بكيان الاحتلال الإسرائيلي.
حياة الملك فيصل
تربى الملك فيصل في بيت جدية لأمه وتلقى العلم على يديهما بعد أن توفيت والدته وهو بعمر 6 شهور، حرص والده الملك عبد العزيز على إدخاله في السياسة بسن مبكر، فقام بإرسالهِ في زيارة للمملكة المتحدة وفرنسا حينَ كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، وكانت آنذاك على رأس وفد المملكة إلى مؤتمر لندون الذي يختصّ بالحديث عن القضية الفلسطينية، وقد أتقنَ الملك اللغتين الانجليزية والفرنسية، إضافةً لذلك قاد القوات السعودية بهدف العمل على تهدئه الأوضاع المتوترة في عسير، وحينها تمكن من تحقيق النصر والسيطرة على الحجاز في العام 1925.
وخلال حياة الملك فيصل، تولى وزارة الخارجية وطلب حينها من الملك عبد العزيز أن يقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، جاء طلبهُ هذا على إثر قرار الأمم المتحدة الذي قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين، لكن الطلب لم يجاب، وفي 26 جمادى الآخرة 1384 هـ الذي وافقَ الأول من نوفمبر للعام 1964 اجتمع علماء الدين والقضاة، وعقبَ ذلك، جاءَ إعلان مفتي المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ الذي يُفيدُ بخلع الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود من الحكم، ومبايعة الأمير فيصل ملكًا، والعنوان الأبرز حالياً، هوَ مقولة الملك فيصل عن فلسطين0
اهتمام الملك فيصل بالقضية الفلسطينية
تجلّى اهتمام الملك بالقضية الفلسطينية واضحاً، فإلى جانبِ مقولة الملك فيصل عن فلسطين، شاركَ في الدفاع عن حقوق فلسطين في المحافل الدولية، ومنها خطبته على منبر الأمم المتحدة في العام 1963 ، وقد قال حينها أنّ قرار تقسيم فلسطين هوَ الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية، ومِن السياسات التي كانت يعتمدها حول القضية رفض الاعتراف بدولة الكيان، كما كان حريصاً على توحيد الجهود العربية وحضّها على ترك الخلافات التي تستنفذ الجهود والأموال والدماء، وأوصى كذلكَ بإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، ونادى كافّة المسلمين ليكونوا شُركاء في الدفاع عن القضية.
وعلى الرغم من الخلافات العديدة بينه وبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، إلا أنه وبعد انتهاء حرب 1967 تعهد بتقديم مجموعة من المعونات المالية السنوية حتى زوال آثار الحرب على مصر، وكان حريصاً على حل الخلافات بين دولتيّ السعودية ومصر فيما يتعلقُ بالقضية اليمنية.
أبرز إنجازات الملك فيصل
تتمثّلُ أبرز إنجازات الملك فيصل على مستوى الدول الأجنبية في حرصه على تنمية العلاقات بين السعودية و فرنسا، خاصةً بعد إبداء الحكومة الفرنسية آنذاك وقوفها بصف العرب ضد دولة الكيان، وأعاد العلاقات بينَ السعودية والمملكة المتحدة بعد أن زارها في شهر يونيو من العام 1967، وكانت هذه الزيارة تتويجاً تتويجًا لاستعادة العلاقة بعد مرور سنواتٍ عدة على العدوان الثلاثي على دولة مصر، والذي كان في العام 1956 .
من أقوال الملك فيصل البارزة
من أقوال الملك فيصل البارزة إلى جانب مقولة الملك فيصل عن فلسطين، تشتهرُ له المقولة التالية: “عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود لهما.”، وقد قالها عندما قطع النفط عن أمريكا، كما قال الملك “إن أي نقطة بترول ستذهب إلى “إسرائيل”، ستجعلني أقطع البترول عنكم” وكانت هذه المقولة موجهة آنذاك لِرئيس شركة التابلاين الأمريكية.
ومن أقواله البارزة أيضاً، حينَ أجرت محطة بي بي سي البريطانية مقابلةً معه، وأثناء المقابلة سأله المذيع: «أود ان أسأل جلالة الملك. ماهو الحدث الذي ترغب في أن تراه يحدث الآن في الشرق الأوسط»، فكانت إجابتهُ كالتالي: «أول كل شئ زوال “إسرائيل”».
اغتيال الملك فيصل
حدثَ اغتيال الملك فيصل في يوم الثلاثاء الذي وافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول للعام 1395 هـ، والذي وافقَ الخامس والعشرين مِن شهر مارس للعام 1975 ، حينها أطلق الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود النار عليه عندَ استقبالهِ وزير النفط الكويتي عبد المطلب الكاظمي في المكتب الخاصّ بهِ في الديوان الملكي وأرداه قتيلًا بعد اختراق إحدى الرصاصات وريده مسببة وفاته.
ونصلُ إلى هنا لختام المقال الذي قدّمنا فيه العديد من المعلومات حولَ حياة الملك فيصل، بما في ذلك مقولاتهِ الشهيرة وأبرز إنجازاتهِ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والأمر الأبرز في المقال، هوَ مقولة الملك فيصل عن فلسطين.