من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح، من الأسئلة الدينية والتي تتعلق بالشريعة الإسلامية التي تم تداولها خلال تلك الأيام الفضيلة من شهر رمضان الكريم، حيث يحرص الكثير من الأفراد على أن يكونوا على معرفة ودراية بصلاة التراويح والتي تعتبر من السنن المسنونة خلال ليالي شهر رمضان المبارك، ومن خلال السطور التالية من مقالنا نود ان نتطرق الى معرفة الإجابة على السؤال من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح، وكذلك سوف نتناول الحديث عن صلاة التراويح.
من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح
إن من جمع الناس في صلاة التراويح هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قام بجمع الناس لصلاة التراويح على إمام واحد، وذلك بعد أن قاموا بتأديتها على شتى الحالات، فكان البعض يقوم بأدائها منفردين، والشق الآخر في جماعة، والإمام كان الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، وقام الإمام البخاري بإخراج في صحيحه عن عبدالرحمن بن عبد القاري (خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ).
حيث ذكر العديد من المؤرخين في روايات خاصة بأن جمع المسلمين على إمام واحد في عهد عمر بن الخطاب كان في السنة الرابعة عشرة للهجرة، حيث أرسل لكافة المناطق التي كانت تحت ولايته أن يؤدوا صلاة التراويح في جماعة، والبعض قالوا أنه قام بجعل إمام للرجال وإمام للنساء من المسلمين.
شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح ركعتين فقط
صلاة التراويح في عهد النبيّ محمد
حيث إن صلاة التراويح في الجماعة قد وضح أنها بدأت من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، على الرغم من أنه لن يقدر على المداومة على الجماعة فيها، وحيث توفي على ذلك الحال، وقام المسلمين على الاستمرار على ذلك الأمر إلى ما كان عليه زمن عهد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، ووقت عهد عمر بن الخطاّب رضي الله عنه.
شاهد أيضا: هل وقت صلاة التراويح بعد العشاء مباشرة وما حكم تأخيرها
صلاة التراويح جماعةً بِدعةٌ حسنةٌ
حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعد تأدية صلاة التراويح جماعة بدعة حسنة، فقد قام بالرد عن ذلك حيث قال ” إن كانت هذه بدعة، فنعم البدعة” وتجدر الإشارة الى أن نستدل إلى أنه لم يكن المقصود منه المعنى الشرعي للبدعة مثل ما ذهب الكثير من العلماء، من ضمنهم ( شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن رجب)، فإن البدعة في اللغة يعني بها أن القيام بأي شيء على غير مثال سابق.
مشروعيّة صلاة التراويح
فقد حث الرسول عليه الصلاة والسلام، على تأدية صلاة القيام خلال شهر رمضان، موضحا أجر الحرص على أدائها إيماناً، واحتساباً فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ، إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
كذلك ثبتت هذه المشروعيّة بما ورد من فعل الرسول كذلك حيث صحّ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنّ الرسول خرج إلى المسجد في ليلةٍ من ليالي رمضان، ليصلّي صلاة القيام، فرآه بعض الصحابة رضي الله عنهم، فاقتدَوْا بصلاته، وقد ذكر ذلك في بعض المرّات، إلّا أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام، توقّف عن الإمامة في صلاة التراويح خشية الاعتقاد بفرضها على الناس حيث ورد عن الإمام البخاريّ عن عائشة رضي الله عنها، أن الرسول (قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم)، وقد وضح من هذا أنّ صلاة التراويح ليست فرضاً واجباً، بل هي سنة مؤكدة.