أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته

أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته، إن الطمأنينة في الصلاة ركن من أركانها، فلا تصح الصلاة بدونها، ولقد وردت أحاديث كثيرة تدعو لإقامة الصلاة وإتمامها، وتحذر من ترك الطمأنينة في الصلاة، أو الاخلال بواجباتها وأركانها، وقد ورد عن أنس ابن مالك رضي الله عنه: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتموا الركوع والسجود”. والإتمام لايحصل إلا بالطمأنينة. ومن خلال مقالنا سوف نوضح المقصود من، أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته.

ما معنى السرقة من الصلاة

ما معنى السرقة من الصلاة
ما معنى السرقة من الصلاة

السرقة نوعان: نوع متعارف عليه كسرقة الأموال وغيرها، أي سرقة الإنسان من غيره، ونوع غير متعارف عليه وهو المقصود هنا وهو سرقة الإنسان من نفسه، وهو ما لايجوز له أن يسرقه، وهو أن يسرق روح الصلاة، وروح الصلاة هي الخشوع والطمأنينة، فإن المصلي يقوم إلى الصلاة ولكنه لا يطمئن في صلاته، فيخل بالركوع والسجود، وهنا يخون تلك الأمانة فيسرق حق نفسه بأن يضيع على نفسه الخشوع الذي يجب أن يحدث في الصلاة، فيخرج من الصلاة وجوارحه لم تتأثر، ولم تخالطها لذة مناجاة الله الحاصلة في الصلاة، قال تعالى:”قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُون”.

شاهد أيضاً: صحة حديث من بلغ الناس بموعد رمضان بلغه الله الجنة ابن باز

معنى حديث أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته

معنى حديث أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته
معنى حديث أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته

إن الصلاة عبادة توقيفية، فقال صلى الله عليه وسلم: “صلوا كما رأيتموني أصلي”. فقد علمنا صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة وإقامتها، وأركانها وآدابها، وأن يؤتى كل ركن منها على أكمل وجه، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ” أسوَأُ النَّاسِ سَرِقةً الذي يَسرِقُ مِن صَلاتِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف يَسرِقُ مِن صَلاتِه؟ قال: لا يُتِمُّ رُكوعَها ولا سُجودَها -أو قال: لا يُقيمُ صُلبَه في الرُّكوعِ والسُّجودِ”.

ومعنى الحديث أن أشد الناس قبحاً وجرماً، هو الذي يسرق من صلاته، فقد شبه صلى الله عليه وسلم السرقة من الصلاة كمن أخذ شيء ليس من حقه أخذه، وجعل السرقة من الصلاة هي الأسوأ، لأن السرقة بالمعنى المتعارف عليه هو أخذ مال الغير ويمكن للسارق أن ينتفع بهذا المال في الدنيا، ويمكنه أن يستحل من صاحبه هذا المال، أو أن يقام حد السرقة عليه، فيتخلص من عقابه في الآخرة، بخلاف السرقة من الصلاة فإنه يكون قد سرق حق نفسه من الأجر والثواب، وقولهم يارسول الله وكيف يسرق من صلاته؟ قال: لايتم ركوعها، ولاسجودها، ويحدث ذلك بأن يستعجل المصلي في صلاته فيعجل بالركوع والسجود، فلا يؤديهما على أكمل وجه، وبالتالي لاتحدث الطمأنينة في صلاته والتي تعد الباعث للخشوع، فيكون المصلي خرج من صلاته ولم يخشع بها، أي لم تتأثر جوارحه بالصلاة.

وقد أجمع علماء المسلمين مستدلين بإجماعهم من النصوص الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى أن تعديل أركان الصلاة وهو طمأنينة المصلي في الركوع والسجود، وإتمام القومة بينهما، واتمام القعود بين السجدتين، فرض في الصلاة، وركن من أركان الصلاة، تبطل الصلاة بتركهم، وأن من وقع في ذلك يلزم بإعادة الصلاة، وقد ورد عن ابن ماجة في تمام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان: ” إذا ركَعَ سوَّى ظهْرَه، حتَّى لو صُبَّ عليه الماءُ لاستَقَرَّ”، وكذلِكَ ما رواهُ أبو داودَ والنَّسائيُّ: “ثُمَّ يُكبِّرُ ويَركَعُ حتى تَطمَئِنَّ مَفاصِلُهُ وتَسْتَرخي، ثُمَّ يقولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، ثُمَّ يَسْتوي قائِمًاحتى يُقيمَ صُلْبَهُ، ثُمَّ يُكبِّرُ ويَسجُدُ حتى يُمكِّنَ وَجهَهُ”.

شاهد أيضاً: صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا

أثر الصلاة في حياة المسلم

أثر الصلاة في حياة المسلم
أثر الصلاة في حياة المسلم

تميزت الأمة الإسلامية عن بقية الأمم بأنها هي الأمة الوحيدة التي تصلي خمس صلوات، ولاشك من أن هذه الصلوات لها الكثير من الآثار الحميدة على المسلم، إلى جانب مايحصله من أجر وثواب نتيجة هذه العبادة العظيمة، ونذكر بعض من أثر الصلاة في حياة المسلم:

  • للصلاة أثر عجيب في بث الطمأنينة والراحة في نفس الإنسان، فعندما يصلي الإنسان يشعر برحمة الله تنزل عليه، فيمتلئ قلبه بالراحة والطمأنينة، التي لايجدها الإنسان إلا في الصلاة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” أرحنا بها يا بلال”. فالراحة هنا هي راحة النفس والبدن، كأن يشعر الإنسان أن روحه رُدت إليه من جديد فيقبل على الحياة بهمة ونشاط.
  • للصلاة أثر عظيم في زيادة إيمان العبد، فالصلاة تجعل المسلم يستشعر بقلبه الرهبة والخوف والخشية من الله عز وجل، وما يتولد من ذلك تقوى النفس التي تحثها على مراقبة الله في السر وفي العلن.
  • إن الآثار الطيبة للصلاة حب المسلم للطاعات والإسراع لتأدية بقية العبادات، ليجد آثارها الطيبة في نفسه.
  • ومن آثارها أيضاً تزكية النفس وتطهيرها، فترى المصلي يحافظ على صلواته فيبقي نفسه بعيدة عن المعاصي والذنوب.
  • الصلاة تعود المسلم على ارتياد المساجد، واجتماعه مع إخوانه المسلمين فيها، فيتفقد أحوالهم، ويسلم عليهم، ومن هنا يدرك المسلم معنى الجماعة وأثرها في تعزيز المجتمع وتماسكه.

تعد الصلاة من أهم العبادات المفروضة على المسلمين، وهي أول ما يُحاسب عليه المرء يوم القيامة لذلك علينا اتقان الصلاة وأدائها على أكمل وجه، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته.

Scroll to Top