حكم صيام الاسبوع الاخير من شعبان، في ظل تسارع الأيام لقرب حلول شهر رمضان الكريم تكثر التساؤلات عن حكم الصيام في النصف الثاني من شعبان، وذلك لعدم بقاء أي فرصة أمام من أراد القضاء قبل دخول شهر رمضان، وذلك بعد تداول رأي كثير من الفقهاء بالنهي عن صيام النصف الثاني من شعبان لكي يكون المسلم جاهزاً لاستقبال شهر رمضان المبارك، ومن خلال مقالنا سوف نوضح حكم صيام الاسبوع الاخير من شعبان بالتفصيل.
فضل شهر شعبان
شهر شعبان شهر البر والطاعات والأعمال الصالحة، وهو شهر التأهب والتهيئة لشهر رمضان الكريم، وسمي شعبان لأن العرب كانوا يتشعبون فيه للغارات أو قيل لطلب المياه، ومن فضائل شهر شعبان:
- ترفع الأعمال إلى الله بهذا الشهر المبارك، فقد سأل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الرسول عن كثرة صيامه في شهر شعبان، فأجاب الرسول -عليه الصلاة والسلام- قائلاً: (ذاكَ شهرٌ يغفلُ الناسُ عنهُ بينَ رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ يُرفعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ فأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ).
- هو شهر يتوسط شهرين عظيمين شهر رجب وشهر رمضان.
- وقعت فيه الكثير من الأحداث العظيمة الهامة بالنسبة للمسلمين، ففيه أمر الله تعالى المسلمين بالجهاد وألزمهم به، وفيه وقعت غزوة بدر الصغرة.
- شهر يُستجاب فيه الدعاء فقد استجاب الله لدعاء نبيه محمد، قال تعالى: ” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”. ففيه تحولت قبلة المسلمين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
شاهد أيضاً: حكم صيام آخر يوم من شهر شعبان قضاء
حكم صيام الاسبوع الاخير من شعبان
إن الصيام في شهر شعبان من الأمور المستحبة، ولقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم : “كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا”. لذا يحرص المسلمون على اغتنام فرصة شهر شعبان المعظم فيسارعوا فيه بالطاعات والعبادات والصيام، كما وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن صيام النصف الثاني من شهر شعبان، وذلك حتى يرتاح المسلم ويتهيأ لصيام شهر رمضان المبارك فقال صلى الله عليه وسلم: “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا”. وقد أجمع علماء المسلمين على أنه لايجوز صيام النصف الثاني من شعبان إلا في حالات واستدلوا عليها من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” لاتقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صوماً فليصمه”. والحالات هي:
- أن يكون الشخص معتاداً على الصيام كأن يصوم كل اثنين وخميس من كل أسبوع.
- أن يكون الشخص عليه قضاء فلا يجوز له أن يؤخر القضاء لبعد رمضان وأن شعبان هو آخر فرصة له لقضاء مافاته من رمضان.
- أن يكون الشخص عليه نذر صوم فيجب عليه الإسراع بالصيام.
- أن يكون الصيام بسبب كفارة.
شاهد أيضاً: حكم صيام الأيام الأخيرة من شهر شعبان
حكم قضاء الصيام في آخر أسبوع من شعبان
قد أجمع الأئمة على وجوب قضاء المسلم للأيام التي أفطرها في رمضان وقت استطاعته لذلك، عندما تتاح له الفرصة للقضاء طيلة العام وقبل أن يدخل رمضان الثاني عليه، فعلى المسلم أن يقضي مافاته من صيام رمضان سواء كان إفطاره بعذر شرعي كمرض أو سفر او حيض، أو لم يكن بعذر شرعي، ولكن يستحب في القضاء أن يعجل به أي أن يكون بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة ذلك أضمن له لأن الانسان لم يضمن أجله، وليبري ذمته في قضاء مافاته، وأما إذا أخر في القضاء فلا إثم عليه في ذلك فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:” يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم “. لذا فيجوز قضاء الصيام في آخر أسبوع من شهر شعبان وقبل الدخول في رمضان المقبل لأن ذلك يعد آخر فرصة لمن عليه القضاء.
أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الفضيل وعليه يتوجب أن يكون المسلم جاهزاً لاستقباله ولا يكون عليه قضاء أيام سابقة، ويكون آخر فرصة للصيام في شهر شعبان قبل أن يبدأ شهر رمضان المبارك، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على حكم صيام الاسبوع الاخير من شعبان.