من هو المخرج السعودي عيسى بوقري؟، في مكة المكرمة ولد المخرج السعودي عيسى بوقري وولد حلمه بالإخراج وهو في المدرسة المتوسطة ليظلّ حبيس درج الأمنيات فلا المجتمع السعودي حينها كان يرحب بالفكرة ولم يجد في محيطه من خطا هذا الطريق ليسير خلفه مقتديًا به.
وكان لهذا الحلم أن فتح الدرج وانتعش في أول مرة شاهد فيها البوقري الـ storyboard أثناء عمله في شركة بروكتر آند جامبل الأمريكية كمساعد مخرج، ففي شركة بروكتر كانت أولى المرات التي شاهد فيها كيفية تصوير الإعلانات وهذا جعله يرجع بالزمن إلى طفولته حين حلم أن يكون مخرجًا سينمائيًا، وتذكّر الأفلام التي صورها في صغره، تذكر الخيال الذي كان يشغل عقله، تلك الصفحة بدأت كتاب قصته مع الإخراج، منذ اللحظة الأولى التي رأى فيها تلك الصفحة و هي تطبع و تخرج من جهاز الفاكس وهو يحلم باليوم الذي يخرج فيه أول عمل إخراج له و كانت البداية.
عمل كمساعد مدير تسويق لصابون كامي و من بعدها منتج ألويز و أويل أوف أولاي ومن بعدها تدرج في السلم الوظيفي وأصبح من أسرع الذين تم ترقيتهم إلى مدير تسويق، وعمل في الشركة ما يقارب ٤ سنين بحسب موقع أراجيك بايوغرافي
أول خطوة نحو الحلم
بعد ما يقارب أربعة أعوام من النجاح في بروكتر آند جامبل، قرر أن يخطو أولى خطواته نحو الإخراج مع شريكه، مروان قطب، وأسس شركة للدعاية والإعلان حتى يتمكن من أن يكون وراء الكاميرا محققًا حلمه في الإخراج و فعلًا، بدأ الشركة و ككبير المبدعين في الشركة بدأت رحلته في عالم الإخراج.
كان أول عمل إخراجي له هو إعلان “أقم صلاتك قبل مماتك” الذي شاهده شباب الوطن العربي بالكامل، ووصفه الكثيرون بأنّه أقوى إعلان تلفزيوني، خاصةً للأثر النفسي الذي حمله. هذا الإعلان لم يكن يبيع سلعة بل يروّج لفكرة، وكان مصدرًا للإلهام لذلك الجيل، غيّر من مسيرة الإعلام الهادف في الشرق الأوسط بإثبات قدرة الإعلام على تغيير السلوك البشري.
الجميل في إعلان أقم صلاتك قبل مماتك أنّه أصبح مثالاً عمليًا واقعيًا لما يطمح له الكثير من الشباب، فتجد الكثير من الشباب السعودي دخل في مجال الدعاية والإعلان بعده، وكان الأول من نوعه على مستوى العالم
في مسيرة بوقري كان إعلان أقم صلاتك النجاح الأول الذي توالت بعده الإعلانات واحدًا تلو الآخر على مدى السنين، حتى وصل مجموع أعماله إلى أكثر من 150 دعاية تلفزيونية. لم يكتف بالإعلانات التلفزيونية بل كان له نصيب في إعلانات الصحف والمجلات والإعلانات الخارجية في الشوارع، فوجد مجال الدعاية والإعلان فرصته في التعبير عن نفسه وتجسيد خياله من خلال الإخراج.
MBC والشيخ حمزة يوسف
لأن حلمه كان أكبر من الدعايات والإعلان، ولأنه كان يسعى ليقدم رسالة ويترك أثرًا في لوحاته الإخراجية، ركّز على إخراج الإعلانات التوعوية التي كان لها أثرٌ كبير في تشكيل سلوك المستهلك. فتجده استمرّ بتوصيل رسالته عن طريق إعلانات أقم صلاتك التي استمرت على خمس مراحل خلال عقدين من الزمن. تخللها إعلانات تدعو إلى التوقف عن التدخين عن طريق تبيان أضراره وأخرى تحفّز على قيم مجتمعية وإنسانية.
إعلانًا إعلانًا، كان البوقري يبني قاعدةً ينطلق منها إلى مشروعٍ أكبر، وكان له ذلك، ففي عام 1999م ومن وحي أفكار البوقري وبالتعاون مع MBC كتب و أنتج و أخرج برنامج “رحلة مع حمزة يوسف“.
لاقى البرنامج صدىً كبيرًا جدًا ونجاحًا أعظم خصوصًا بين فئة الشباب الصغير في عمر العشرينيات، ولما لاقاه البرانامج من نجاح توالت مواسمه، فصوّروا 3 مواسم هي:
رحلة الغرب وعلاقته مع الإسلام والمسلمين الذي تم تصويره في 9 ولايات أمريكية و 12 مدينة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر
النساء مالهن وما عليهن، الذي صوره في كل من السُّعُودية، مصر، الإمارات، المغرب، ماليزيا، بريطانيا، و فرنسا و فيه تدارس الشيخ حمزة مع ضيوفه من مختلف بقاع الأرض موضوع حقوق المرأة و مالها وما عليها في الدين الإسلامي.
أما آخر موسم فكان الموسم الذي تم تصويره في ، والذي تفاعل مع عدة أمور اجتماعية كالتطرف والإرهاب و نهوض الحضارات و سقوطها و الإسلاموفوبيا و الروحانية في الإسلام.
ومن خلال الرحلة والحوارات ومحاولات الشيخ للتقريب بين الحضارات، قدّم يوسف صورة واضحة تبيّن العلاقة بين الإسلام والغرب. وأعطى مثالّا حضاريًا واقعيّا للشباب المسلم عن الطريقة الصحيحة لدعوة الآخر للإسلام بمحبة واحترام لمعتقداته.
أين بوقري اليوم؟
عيسى بوقري الذي تسلق قممًا عدة منها، جبل كيليمانحارو في تانزانيا، وجبل اكونقاقوا في الأرجنتين وعدة قمم في أوروبا، استمر بتسلق سلم النجاح وحصل على جوائز محلية و عالمية منها جائزة كان للإعلانات، وحلّ ضيفًا في عدة برامج تلفزيونية على قنوات مختلفة منها CNN و BBC و قناة 24 الفرنسية ليلهم الشباب برحلة نجاحه الغنية.
وهو اليوم مخرج ومالك ومدير شركة شغف للتواصل لللاستشارات الإعلامية المختلفة في المملكة العربية السعودية، ومالك ومؤسس شركة تري بوينتز (3Points).
من عالم الإعلان إلى عالم الأفلام الوثائقية بمواسمها الأربعة، يلحقها طموح بخطوة جديدة نحو عالم الأفلام، خاصة وأن المملكة العربية السعودية تشهد عصرًا ذهبيًا للإبداع والمبدعين في كل المجالات.
ولا زال في الحلم بقية …