هل ترفع الاعمال في ليلة النصف من شعبان ابن باز، كثيرة هي الأحاديث التي وردت في شهر شعبان وفضله الكثير منها ضعيف وموضوع، فكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم أغلب شهر شعبان، ولكن لم يخص هذا الشهر بشئ من التفضيل عن بقية الأشهر القمرية، وكل ما يتداوله البعض عن أن الأعمال ترفع في شهر شعبان ويكثر الموت في شهر شعبان وغيرها من الأقاويل لا صحة لها ولم تثبت عن النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم، وفي مقالنا سنتعرف على هل ترفع الاعمال في ليلة النصف من شعبان ابن باز.
ليلة النصف من شعبان ابن باز
يرى الامام والعلامة ابن باز أن الاحتفال ليلة النصف من شعبان من البدع التي استحدثها البعض من التابعين والتي انتشرت على وجه الخصوص في بلاد الشام، وبدأوا الاحتفال بها وتخصيص هذا اليوم كغيره من الأيام بالصيام والقيام والاكثار من العبادات، ولكن لا أصل لهذا فيما ورد عن النبي، فالكثير من الأحاديث عن فضل ليلة النصف من شعبان ضعيفة وموضوعة ولا يمكن الاحتجاج بها والاعتماد عليها، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة والمسلمين بالعبادات في كل أوقات العام ولم يخص شهر بعينه، فكل الأيام هي لله وتُسجل الأعمال في أي وقت.
شاهد أيضاً: فضل ليلة النصف من شهر شعبان 2025
هل ترفع الاعمال في ليلة النصف من شعبان ابن باز
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على الصيام في شهر شعبان، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم استكملَ صِيامَ شهر قطُّ إلاَّ رَمَضان، وَما رَأَيْتُهُ في شَهْرٍ أكْثَرَ مِنه صِيَامًا في شَعْبَان”، وقد كان الصحابة والمسلمين يتبعون النبي الكريم في كل قول وفعل ليتعلموا منه أصول العبادات في الصلاة والصيام وغيرها.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أُسامةُ بنُ زيدٍ رَضِي اللهُ عنهما: “قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لم أَركَ تَصومُ شَهرًا مِنَ الشُّهورِ ما تَصومُ مِن شعبانَ؟” أي: لا تُكثِرُ مِن صِيامِ التَّطوُّعِ في شَهرٍ مِن شُهورِ السَّنةِ بِمثلِ ما تُكثِرُ في صِيامِ شَعبانَ، وكان قد ورَد في صِيامِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِشعبانَ ما رُوِيَ في الصَّحيحَيْن مِن حَديثِ عائشَةَ رَضِي اللهُ عنها: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتَّى نَقولَ: لا يُفطرُ، ويُفطرُ حتَّى نَقولَ: لا يَصومُ، فَما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استَكملَ صيامَ شَهرٍ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه أكثَرَ صِيامًا مِنه في شَعبانَ”.
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأسامة مُبيِّنًا له سَببَ صِيامِهِ: “ذلك شَهرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنه بَين رجبٍ ورَمضانَ”، أي: يَسْهو النَّاسُ عنه لِإكثارِهِمُ العِبادةَ في هَذَينِ الشَّهرينِ، “وهوَ شَهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ”، أي: أَعمالُ بَني آدمَ مِنَ الخيرِ والشَّرِّ والطَّاعةِ والمَعصيةِ، “إلى رَبِّ العالمينَ، ؛ فلِذلك يَنبغي أن تكونَ الأعمالُ فيه صالِحةً، “فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عَملي وأنا صائمٌ”.
نستدل من الحديث الصحيح السابق أن الأعمال ترفع الى الله في شهر شعبان ولكن لم يخص النبي عليه الصلاة والسلام ليلة النصف من شعبان برفع الأعمال الى الله.
شاهد أيضاً: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان
حكم صيام ليلة النصف من شعبان
يحرص الكثير من المسلمين على صيام ليلة النصف من شعبان لاعتقادهم أن لها فضل عظيم، ولكن الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يختص ليلة النصف من شعبان بالفضل ولكنه كان يصوم أغلب شهر شعبان، ودعا الصحابة والمسلمين الى ذلك لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال الى الله، وقد اعتاد النبي صيام الأيام البيض من كل شهر قمري وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولكن لا يجوز للمسلم أن يخص ليلة الخامس عشر بالفضل وعلى المسلم أن يعتاد على أداء العبادات في كل أوقات السنة دون تخصيص.
وقد يتداول البعض حديث “ذا كان ليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ فقُومُوا ليلتَها، وصُومُوا يومَها، فإنَّ اللهَ ينزلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ: أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فأَغْفِرَ له؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فأَرْزُقَه؟ أَلَا مُبْتَلًى فأُعافِيَه؟ أَلَا سائلٌ فأُعْطِيَه؟ أَلَا كذا أَلَا كذا؟ حتى يَطْلُعَ الفجرُ” ولكن هذا الحديث موضوع ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن الاعتماد عليه.
الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على هل ترفع الاعمال في ليلة النصف من شعبان ابن باز، وتعرفنا كذلك على حكم صيام ليلة النصف من شعبان.