من هو صريع الغواني وسبب اطلاق اللقب عليه، هناك الكثير من الأسماء والتي انتشرت منذ زمن بعيد وخاصة العصر العباسي والأموي، ونالت العديد من الشهرة الواسعة وتم تدوينها في الكتب التاريخية والتي لا زالت تذكر حتى الوقت الحالي، ويهتم الكثير من الأفراد من متابعة تلك الشخصيات والرموز التاريخية المعاصرة، الى جانب معرفة اللقب الذي حصلت عليه نظرا لشهرتها من خلال مجال الأعمال المختلفة، ومن بين تلك الشخصيات التي تصدرت محركات البحث من هو صريع الغواني وسبب اطلاق اللقب عليه، والذي سوف نسلط الضوء عليه من خلال السطو التالية من المقالة.
من هو صريع الغواني
إن صريع الغواني هو أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري، وهو يعتبر شاعر غزل مُفلق، من مواليد دولة العراق بالتحديد مدينة الكوفة لسنة 757م، ومع تعدد القصص التي وردت في أصلِهِ، إلّا أن الراجح أنّه من الخزرج الأنصار، حيث ورد أن مرجعه يعود الى بلاد فارس، ويعتبر أبرز الشعراء المشهورين خلال العصر العباسي، وقد تعلم الشعر وهو فتى، نشأ بمدينة الكوفة ولجأ إلى البصرة، حيث اختصَّ بشعر المديح وحظي منه مالًا وفيرًا أنفقهُ على الملذات، الى أن حصل على لُقِّبَ بصريع الغواني، وكانت وفاة مسلم بن الوليد خلال عام 823 م بمنطقة جرجان، بعد أن لزم منزله في آخر أيام حياتِهِ ولن يمدح أحدًا منذ مقتل الفضل بن سهل وزير المأمون.
ما هي قصة لقب صريع الغواني
تذكر القصص الى أن أول من لقب بصريع الغواني هو الشاعر القُطَامي عمير بن شييم، وحيث كان خلال سنة 747م تقريبًا، وتلك الحكاية ذكرت في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، والذي يذكر إنَّ سبب تسمية الشاعر عمير بذلك الاسم يرجع إلى قولِهِ:
صريعُ غوانٍ راقهنَّ ورُقنَهُ لدنْ شبَّ حتى شابَ سودُ الذوائبِ
كما ذكر البغدادي كذلك: “حيث لقب القطامي صريع الغواني بذلك النص الشعري، ويعتبر أول من لقب به، وقد ورد في البداية، وبعد ذلك لقب به مسلم بن الوليد”، والمعروف بذلك اللقب حيث يعد الشاعر العباسي مسلم بن الوليد، الذي أصدر عليه الخليفة الرشيد ذلك اللقب، وسبب تسميته صريع الغواني يرجع إلى أنَّ مسلم بن الوليد أقدم ذات مرّة يغني الرشيد شعر، ونال إعجابه الرشيدَ ما ذكره من وصف الشراب والغزل واللعب، فأكرمَهُ ومنحه المال الكثير، حيث أعجب الخليفة بقولِهِ في قصيدتِهِ التي بدأها فأطلق عليه الرشيد صريع الغواني بعد أن سمع منه تلك الأبيات بقوله:
أديرا عليّ الكأس لا تشربا قبلي ولا تطلبا من عند قاتلتي ذَحْلِي
وما العيش إلا أنْ تروح مع الصِّباصريعَ حميّا الكأسِ والأعينِ النُجْلِ
أشهر خمريات صريع الغواني
إن مفهوم الخمريات يقصد به الشعر الذي قيل في وصف الخمر، أو في وصف الحالة الشعورية التي يواجها الشاعر الذي اشتهر بتدوين الخمريات، حيث أن أبرز شعراء الخمريات هو أبو نواس، الذي عرفت بكثرةِ خمرياتِهِ وشدتها، ومن شعراء الخمريات الذين تمكنوا أن يجاروا أبا نواس في ذلك النوع من الشعر هو صريع الغواني مسلم بن الوليد الذي عرف بها ومن أهمها نذكر كالتالي:
طَرَقَ الخَيالُ فَهاجَ لي بَلبالا أَهدى إِلَيَّ صَبابَةً وَخَبالا
أَنّى اِهتَدى حَتّى أَتاني زائِراً مُتَنَكِّراً يَتَعَسَّفُ الأَهوالا
بِأَبي وَأُمّي مَن طَلَبتُ نَوالَهُ إِذ زارَني فَأَبى عَلَيَّ دَلالا
لَو أَنَّهُ خَلَطَ الدَلالَ بِنائِلٍ فَأَنالَنا كانَ الدَلّالُ حَلالا
بارَزتُهُ وَسِلاحُهُ خَلخالُهُ حَتّى فَضَضتُ بِكَفِّيَ الخَلخالا
هَذا الخَيالُ فَكَيفَ لي بِمُنَعَّمٍ رودِ الشَبابِ تَخالُهُ تِمثالا
صَمَتَت خَلاخِلُهُ وَغَصَّ سِوارُه وَالقُلبُ وَاِضطَرَبَ الوِشاحُ وَجالا
ما زالَ يَدعوني بِمُقلَةِ ساحِرٍ مِنهُ وَيَنصِبُ لِلفُؤادِ حِبالا
حَتّى خَضَعتُ لِحُبِّهِ فَاِقتادَني وَأَذَلَّني بِصُدودِهِ إِذلالا
جَلَبت دُموعي عَبرَةٌ مِن زَفرَةٍ شَجَتِ الفُؤادَ فَأَسبَلَت إِسبالا
كَسَبَت لِقَلبي نَظرَةً لِتَسُرَّهُ عَيني فَكانَت شَقوَةً وَوَبالا
ما مَرَّ بي شَيءٌ أَشَدُّ مِنَ الهَوى سُبحانَ مَن خَلَقَ الهَوى وَتَعالى
يا رُبَّ خِدنٍ قَد قَرَعتُ جَبينَهُ بِالطاسِ وَالإِبريقِ حَتّى مالا
إِبريقُنا سَلَبَ الغَزالَةَ جيدَها وَحَكى المُديرُ بِمُقلَتَيهِ غَزالا
بَينا نَرى الساقي بِأَحسَنِ حالَةٍ إِذ مَدَّ حَبلاً لِلفِرارِ طِوالا
نادَيتُهُ اِرجِع لا عَدِمتُكَ فَاِسقِنا وَاِرفِق بِكَأسِكَ لا تَكُن مِعجالا
نَفسي فِداؤُكَ مِن صَريعِ مُدامَةٍ مالَت بِهامَتِهِ الكُؤوسُ فَمالا
فَمَضى عَلى غُلَوائِهِ مُتَحَيِّراً سُكراً وَما أَلقى لِقَولِيَ بالا
هَذا النَعيمُ فَكَيفَ لي بِدَوامِهِ أَنّى يَدومُ وَعَيشُهُ قَد زالا .
الى هنا نصل الى نهاية هذه المقالة والتي سلطنا الضوء من خلال فقراتها الحديث عن من هو صريع الغواني وسبب اطلاق اللقب عليه، الى جانب ذكر أشهر خمريات صريع الغواني، والمزيد من المعلومات عن قصته.