حوار ولي العهد مع مجلة أتلانتيك، نشرت مجلة اتلانتك الأمريكية يوم الخميس الماضي مضمون المقابلة التي اجرتها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، وقد استغرقت المقابلة قرابة الساعتين تضمن الحديث في عدة محاور سياسية هامة تخص السياسية الداخلية للمملكة، وعلاقتها مع الدول الاخرى في العالم، كما وتطرق الحديث عن ولاية العهد السعودية والنظام الذي ستتبعه الأسرة الحاكمة في اسناد الحكم في السنوات القادمة بعد انتهاء خلافة ملك السعودية، لذلك سنقوم في مقالنا بمناقشة حوار ولي العهد مع مجلة أتلانتيك.
حوار ولي العهد مع مجلة أتلانتيك
في حوار أجرته مجلة أتلانتك الأمريكية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تطرق خلاله للعديد من القضايا الهامة التي تهم المملكة فيما يخص امورها الداخلية وعلاقاتها الخارجية، وفيما يلي نوضح أهم النقاط الرئيسية في اللقاء:
- فيما يخص الأمور الداخلية في المملكة العربية السعودية فقد شدد ولي العهد السعودي على أنه لا يحق لاحد التدخل في شؤون المملكة الداخلية تأكيداً على خصوصية الأمر فقط للسعوديين.
- أكد الأمير محمد بن سلمان على جملة الإصلاحات الخاصة بالمرأة السعودية، وأن هذه الاصلاحات جاءت من أجل البلاد، ولم تأتي ارضاءً لأحد.
- وفيما يخص التطور الاجتماعي في المملكة فقد أكد أن المملكة شهدت تطوراً وازدهاراً كبيراً خلال السبع سنوات الماضية وأن التطور الاجتماعي في المملكة يسير بخطى صحيحية وفق معتقدات ومعايير الشعب السعودي.
- أما بالنسبة للارهاب فقد وضح الأمير محمد بن سلمان ان العالم العربي شهد تطرفاً في الدين من قِبل جماعة الاخوان المسلمين وقد انتجت امثال أسامة بن لاذن وايمن الظواهري، وأضاف أن أصحاب التطرف سواء كانوا من السنة او الشيعة فقد اختطفوا الاسلام وقد تمادوا ولم يجدوا من يوقفهم عن حدودهم.
- وقد قال ولي العهد ان المملكة العربية السعودية تسعى دوماً الى التطور ليس من اجل أن نكون مثل دبي أو أمريكا ولكن نسعى الى التطور من خلال المقومات الاقتصادية والثقافية للشعب السعودي وتاريخه العظيم.
- وفيما يخص المشاريع التي تقوم بها المملكة فقد اكد أن للمملكة نظرة خاصة في الموضوع فهي لا تريد تقديم مشاريع منسوخة بل تريد ان تضيف شيئاً جديداً للعالم، اذ أن المشاريع المقامة في السعودية فريدة من نوعها تحمل الطابع السعودي، مثال على ذلك مشروع جدة، مدينة نيوم الجديدة، وذا لاين، مشروه القدية في الرياض الذي يعد من اضخم المشاريع الترفيهية الثقافية الرياضية في العالم العربي، وغيرها الكثير من المشاريع.
- أما عن مصطلح “الاسلام المعتدل” فقد اكد أننا نرجع إلى تعاليم الإسلام الحقيقية، التي عاش بها الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الأربعة الراشدين، حيث كانت مجتمعاتهم منفتحة ومسالمة، وكان عندهم مسيحيون ويهود يعيشون في تلك المجتمعات، والتي تدعو الى احترام كافة الثقافات والأديان.
- شدد الأمير محمد بن سلمانة أنه يحاول أخذ المملكة الى منحني من التغيير ولكنه لا يستطيع السير بوتيرة سريعة، فالمملكة تأسست منذ أكثر من ثلاثة قرون على مبادئ وأسس وتتضمن الأسرة الحاكمة ومكانة شيوخ القبائل ودورها في المملكة الأمر الذي لا يمكن تجاهلله وتغييره في سنوات قليلة، ورداً على الوصول الى خط النهاية فقد قال أن القائد الجيد لا يمكن أن ينظر الى خط النهاية ولكنه يركض تجاهه في محاولة للوصول، والمواصلة في خلق المزيد من خطوط النهاية، والاستمرار في الركض.
- فيما يخص مقتل خاشقجي فقد أكد أنه من المؤلم أن ترى شخصاً يُقتل بغير وجه حق، وأن المحكوم عليه بالاعدام بالجرم المشهود من حقه الدفاع عن نفسه، وقد تم احالة الأشخاص المتورطين في جريمة قتل خاشقجي الى التحقيق واصدار الأحكام في حقهم.
- وفي سؤال عن حادثة الريتز كارلتون، والاوامر التي أصدرها الملك بشأن حبس شخصيات سعودية بارزة في فندق فاخر واستخدامه كسجن، رد ولي العهد السعودي ما حدث في الريتز كارلتون لم يكن اعتقال أشخاص، بل كان من أجل منحهم خيارين، الأول: أنه ستم معاملتهم وفقًا للقانون السعودي، وبناء عليه ستقوم النيابة العامة بإعداد لائحة الاتهام، والخيار الثاني لهؤلاء الأشخاص: كان سؤالهم ما إذا كانوا يرغبون بأن يسلكوا طريق المفاوضات، وقد اختار 95% منهم طريق المفاوضات، لذلك فهم ليسوا مجرمين وقبلوا بالتفاوض وقد شارفت المفاوضات على الانتهاء، اما البقية فلم يقبلوا بالتفاوض وتم احالتهم الى النيابة العامة للتحقيق معهم واصدار الأحكام في حقهم.
- وفيما يخص السؤال الذي طرحته المجلة حول الاتفاق النووي مع ايران، فقد اكد ولي العهد السعودي الى ان أي اتفاق نووي ضعيف مع ايران من شأنه أن يساهم في امتلاك ايران قنبلة نووية، وهو ما لا ترغب فيه السعودية.
- وشدد الامير محمد بن سلمان ان السعودية لا يمكنها أن تتهاون مع أي أحد متجاوز او فاسد يسئ الى المملكة، فقد أكد لولا ان المملكة لم تتصدى للفساد لما وصلت اليه من ازدهار وتطور، ولما كان هناك استثمارات اجنبية هائلة.
- لا يمكن لأحد أن يقوم بافشال مشروع رؤية المملكة 2030، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله، يمكنك إبطاؤه بنسبة 5%، هذا أكثر ما تستطيع فعله، ولكن أكثر من ذلك لا يستطيع أحد فعل شيء.
تفاعل اسرائيل رسمي على تصريح محمد بن سلمان
نشرت الصحافة الاسرائلية مقطعاً من حوار ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي أجرته مجلة أتلانتك الامريكية كالتالي: “قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن السعودية لا تنظر إلى إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل في العديد من المصالح” وجاء هذا التصريح عقب ردا على إمكانية أن تحذو المملكة حذو الإمارات في إقامة علاقات مع إسرائيل.
وفيما يخص عزم السعودية إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، قال ولي العهد السعودي في المقابلة:
“نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إننا لا ننظر لإسرائيل كعدو، بل ننظر لهم كحليف محتمل في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معًا، لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك”.
تعليق ايران على تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة
علقت ايران على بتصريح من وزير خارجيتها على تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة، والتي تحدث فيها عن علاقات الجوار بين الخصمين الإقليميين، اذ اعتبرت ايران أن تلك التصريحات تظهر رغبة الرياض باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية التي شهدت توتراً منذ سنوات، وبذلك فان ايران ترحب بهذه المبادرة من ولي العهد السعودي، اذ جاء في حواره مع كجلة أتلانتك التالي:
إن الإيرانيين “جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش”.
هذا ويعود التوتر في العلاقات السعودية الايرانية منذ عام 2016 جراء تعرض سفارة المملكة العربية السعودية في ايران الى الاعتداء من مجموعة من المحتجين على اعدام السعودي الشيعي نمر النمر، هذا وتعد المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما نقيضين في كافة الامور خاصة فيما يخص الحرب في اليمن، اذ تقود الرياض تحالفا عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وهي بذلك توجه الاتهامات لطهران بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد من أبرزها صنعاء.
هذا وقد صرحت ايران في الآونة الأخيرة الى ضرورة انهاء النزاع في اليمن واعتماد الحل السياسي القائم على الحوار بين الأطراف المعنية بعيداً عن التدخل الأجنبي.
امتد المقابلة التي أجرتها مجلة أتلانتك الامريكية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قرابة الساعتين تم خلالها طرح الكثير من الاسئلة ومناقشة العديد من المواضيع الهامة عيى المستوى المحلي والعلاقات السعودية مع الدول الأخرى، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالحديث عن تفاصيل حوار ولي العهد مع مجلة أتلانتيك.