من هو المقنع الكندي ويكيبيديا، يعتبر المقنع من أشهر شعراء العصر الأموي، وهو يعود الى قبيلة كندة في اليمن في جنوب الجزيرة العربية، وقد اتسم شعره برصانة الأسلوب واختيار الألفاظ والمعاني الشعرية بعناية عالية تعرب عن محاولته في صناعة الشعر وسمو منزلة بين شعراء العربية، ومن خلال السطور التالية سوف نتطرق الى الحديث من أجل معرفة من هو المقنع الكندي ويكيبيديا، الى جانب ذكر سبب تسميته والمزيد من البيانات الهامة ذات الصلة.
من هو المقنع الكندي ويكيبيديا
يعتبر المقنع الكندي هو محمد بن ظفر بن عمير بن أبي شمر الكندي، حيث يعد أبرز شعراء العصر الأموي يرجع الى قبيلة كندة داخل اليمن في جنوب الجزيرة العربية، وقد ذكر أنه لقب بالمقنع لأنه كان أطيب وأحسن الناس وجهًا وأمدهم قامة وأتمهم خلقًا، حيث أنه في حال كشف اللثام عن وجهه أصابته العين ويمرض ويلحقه تعب، فكان لا يشيلا إلا مقنعاً ساتراً وجهه متلثماً يتجنب الإصابة بالعين، وذكر كذلك أن المقنع هو اللابس لسلاحه، واكب عبد الملك بن مروان وامتدحه، وكان له مكانة واسعة وشرف ومروءة وكان المقنع يشتهر بمكانته ومنزلته السامية داخل قبيلته.
اتسم المقنع في شعره برصانة الأسلوب واختيار الألفاظ والمعاني الشعرية بدقة عالية تعرب عن محاولته في صناعة الشعر وسمو منزلة بين شعراء العرب، كان سمح اليد بماله حتى في حال نفد ما خلفه والده من مال، فاستعلى عليه بنو عمه بمالهم وجاههم وردوه حينما خطب ابنتهم، وعيروه بإسرافه ماله وفقره ودينه فرد على بني قومه عندما عاتبوه على كثرة أنفاقه والاستدانة في طريقهم بقصيدة مشهورة تعرف بدالية الكندي، توفي المقنع عام 689ميلادي.
ما هو سبب عتاب قوم المقنع الكندي له
لقد كان سبب عتاب قوم المقنع الكندي له نتيجة الى حالة الفقر وتراكم الديون عليه، حيث كان طيب وكريم، حيث أنفق كل ما تركه له أبوه، وبات فقيرا ومديونا، حيث أقيم المقنع الكندي بين عائلة وجاهة وسيادة، فجده عمير سيد كندة، ومن بعده أبيه ظفر، حيث ترعرع المقنع طيبا كريماً لا يرد سائلاً من قبيلته، حيث كان يسد حاجة المحتاج، ويصرف ماله في وجوه الخير التي ترفع من شأن قبيلته، الى أن أنفق كل ما تركه له أبوه، وأصبح فقيراً مديوناً، وحصل أن عشق بنت عمه فخطبها إلى إخوتها، فردوه وعيروه بفقره وما عليه من الديون، وكتب قصيدته الدالية التي ارتبطت بتلك القصة معبرة عن أوجه الخير التي أودع فيها ماله فيما يسد به حاجتهم، وقد وجه العتاب إياهم على تعييره بفقره، إلا إنه ومع كل ذلك أي نهاية قصيدته يشبه قومه بين الأقوام بالربيع بين الفصول.
قصيدة المقنع الكندي
لقد كانت تلك القصيدة التي تميز بها المقنع الكندي والذي دونها كي يعبر عن قصة حياته التي واجهها، وقد اشتملت على رد المقنع على بني قومه عندما عاتبوه على كثرة أنفاقه والديون والتي جاءت وفق السطور التالية:
يُعَاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وَإِنَّمَــا
دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
أَسُدُّ بِهِ مَا قَدْ أَخَلُّوا وَضَيَّعُوا
ثُغُورَ حُقُوقٍ مَا أَطَاقُـوا لَهَا سَدَّا
فَمَا زَادَنِي الْإِقْتَارُ مِنْهُمْ تَقَرُّبًا
وَلا زَادَنِي فَضْــلُ الْغِنَى مِنْهُمُ بُعْدَا
وَفِي جَفْنَةٍ مَا يُغْلَقُ الْبَـابُ دُونَهَـا
مُكَلَّلَـةً لَحْمًا مُدَفَّقَـةً ثَــرْدًا
وَفِي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيـقٍ جَعَلْتُــهُ
حِجَابًا لِبَيْتِي، ثُمَّ أَخْدَمْتُهُ عَبْــدا
وَإِنَّ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي أَبِـــي
وبَيْنَ بَنِــي عَمِّـي لَمُخْتَلِفٌ جِدَّا
أَرَاهُمْ إِلَى نَصْرِي بِطَاءً وإنْ هُــمُ
دَعَوْنِي إِلَى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدَّا
فَإِنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومهُمْ
وَإِنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْدا
وَإِنْ ضَيَّعُوا غَيْبَي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ
وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهُمْ رَشْدًا
وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصرٍ أَتَيتُهُمُ شَدّا
وإنْ زَجَرُوا طَيْرًا بِنَحْسٍ تَمُرُّ بِي
زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْرًا تمُرُّ بهِمْ سَعْدَا
وَإِن هَبطوا غـــوراً لِأَمرٍ يَســؤني
طَلَعــتُ لَهُم مـا يَسُرُّهُمُ نَجــدا
فَإِن قَدحوا لي نارَ زنــــدٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَنـدا
وَإِن بادَهونـي بِالعَـــداوَةِ لَم أَكُــن
أَبادُهُمُ إِلّا بِما يَنـــعَت الرُشـــدا
وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُـم مُنّي المَحَبَّــةِ وَالوُدّا
وَلاَ أَحْمِلُ الْحِقْدَ الْقَدِيمَ عَلَيْهِمُ
وَلَيْسَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدَا
فَذلِكَ دَأبي فـــي الحَياةِ وَدَأبُهُم
سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا
لهُمْ جُلُّ مَالِي إِنْ تَتَابَعَ لِــي غِنًى
وَإِنْ قَلَّ مَــالِي لَــمْ أُكَلِّفْــهُمُ رِفْـدَا
وَإِنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِيًـ
وَمَا شِيمَةٌ لِي غَيْرَهَا تُشْبِهُ الْعَبْدَا
عَلَى أَنَّ قَوْمِي مَا تَرَى عَيْنُ نَاظِرٍ
كَشَيْبِهُمُ شَـيْبًا وَلاَ مُرْدِهِمْ مُرْدَا
بِفَضْلٍ وَأَحْلاَمٍ وَجُودٍ وسُــؤْدُدٍ
وَقَــوْمِي رَبِيعٌ فِي الزَّمَانِ إِذَا اشْتَــدَّا
والى هنا نصل الى نهاية المقالة والتي تطرقنا الحديث الكامل من خلالها على من هو المقنع الكندي ويكيبيديا ومعلومات عنه، كما تعرفنا على سبب عتاب قوم المقنع الكندي له، وأدرجنا القصيدة التي كتبها وعبر من خلالها على قصته.