ماذا نفعل بليلة الاسراء والمعراج، مع حلول اقتراب تلك الذكرى للحادثة والمعجزة العظيمة على الأمة العربية والإسلامية فقد انتشرت العديد من الأسئلة والتعرف عليها من أجل إحياء تلك الذكرى والتي سوف تصادف خلال ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الذي يظن بعض الناس أنّه موعد ليلة الإسراء والمعراج هو قول ضعيف، وفي سياف تناول السطور التالية من المقالة وانطلاقا من هذا المبدأ سوف نتعرف معا على ماذا نفعل بليلة الاسراء والمعراج، ومعرفة الأعمال المستحبة والواجبة الى جانب ذكر الأدعية المستحبة.
واقعة الإسراء والمعراج
إن تلك الحادثة من الحوادث المهمة في تاريخ الدين الإسلامي، ويمكن التطرق لمعرفة الإسراء والذي يعني خروج الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الأقصى داخل القدس، وهذا عبر جزءٍ من الليل ورجوعه الى مكّة المكرمة من ليلته، بينما يعني المعراج كما وضحه أهل العلم فيعد صعود الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت المقدس إلى السموات السبع وما فوقها داخل جزءٍ من الليل وعودته إليه، حيث تعد واقعة من أجل إنقاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من معاناته من الشدائد والهموم والأحزان ووفاة عمّه وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها خلال عام واحد والله أعلم.
ماذا نفعل بليلة الاسراء والمعراج
لم يرد داخل مصادر التشريع الإسلامي لكل من القرآن الكريم أو السنّة النبوية الشريفة أيّة أفعال تتعلق من عبادة أو احتفال خلال ليلة الإسراء والمعراج، حيث أن غالبية المؤرخين عبر السيرة النبوية الشريفة ينظرون على أنّ الليلة السابعة والعشرين من شهر رجب تعتبر ليلة الإسراء، حيث في واقع الأمر هي ليلة الإسراء لن يتمّ وضعها، ولن يخبر عن موعدها لا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الصحابة رضوان الله عليهم، وحيث ورد أهل العلم أنّ الحكمة من نسيها الناس كي لن يتمّ الغلوّ فيها، ولو كان ما احتمله معظم المؤرخين في موعدها صائب.
وبالتالي لن يحق للمسلمين تحديدها بعبادة أو إحيائها أو الاحتفال بها، حيث أن عمل ذلك يعتبر من البدع التي تكون غير جائزة، والتي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، ولو كانت مشروعةً أو فيها فائدة للمسلمين لقام بها الرسول صلى الله عليه وسلم بذاته، فعلى كافة الناس أن لا يتعبّدوا بالضلالة بل بالدليل ووفق ما أمر به الشرع، إلا في حال صادفت يوم الإسراء والمعراج غالبا عبادة عند المسلم كأن تصادف صومه للاثنين والخميس أو الصلاة في جوف الليل كما هو متعود فلا حرج عليه والله أعلم، ومن غير ذلك لا يصح والله أعلم.
دعاء ليلة الإسراء والمعراج
لن يتم تحديد أي من الأدعية التي يمكن اعتمادها خلال تلك الليلة وما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في خصوص تلك الأدعية المأثورة ولن يحددها، وقد أشاع من قبل الناس ان هناك العديد من الأدعية المستجابة وما شابه ذلك، ولكن ما ورد عن سنة النبي من الأدعية المستحبة بتلك الليلة كما يلي:
- “اللهم لك أسلَمتُ، وبك آمَنت، وعليك توكَّلت، وإليك أنَبت، وبك خاصَمت، وإليك حاكَمت، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسرَرتُ وما أعلَنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت”.
- “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت”.
أدلة تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
اهتم أهل العلم في بيان الحرام والحلال للعديد من الأحكام الشرعية، وقد استدل علماء الشريعة الإسلامية بما يتعلق في تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج على العديد من الأدلة الشرعية داخل الكتاب والسنة، ومن أبرز تلك الأدلة نذكر :
- المأثور عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “كانَ عمرُ بنُ الخطَّابِ في سفَرٍ فصلَّى الغداةَ، ثمَّ أتى على مَكانٍ فجعلَ النَّاسُ يأتونَهُ فيقولونَ: صلَّى فيهِ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ،فقالَ عمرُ : إنَّما هلَكَ أَهلُ الْكتابِ أنَّهم اتَّبعوا آثارَ أنبيائِهم فاتَّخَذوها كنائسَ وبيعًا، فمن عرَضت لَهُ الصَّلاةُ فليصلِّ وإلَّا فليَمضِ”.
- قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.
- قوله تعالى في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}.
والى هنا نصل الى ختام المقالة والتي تعرفنا من خلالها على ماذا نفعل بليلة الاسراء والمعراج، الى جانب معرفة دعاء ليلة الإسراء والمعراج، وكذلك تعرفنا على أدلة تحريم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج.