هل يمثل الاختلاف الثقافي خطرا على الإنسانية، إن الثقافة تعد من المصطلحات التي تشغل اهتمام العديد من الأفراد خلال الوقت الحالي، وعلى وجه الخصوص المهتمين بالعلوم الإنسانية، وبالتالي يعتبرونها مركباً يحتوي علي المعرفة، والعقائد، والفنون، والقيم، والعادات التي يكتسبها الإنسان لكونه عضواً داخل المجتمع، كذلك أنّها تنظيم يحتوي على مظاهر الأفعال، والأفكار، والمشاعر التي يعبر عنها الشخص من خلال الرموز أو اللغة التي يتعامل معها، وبهذا تكون الثقافة مفهوم متكامل تاريخي، وسوف نتطرق الإجابة على السؤال هل يمثل الاختلاف الثقافي خطرا على الإنسانية، ومعرفة مفهوم الاختلاف الثقافي وأسبابه.
ما هو الاختلاف الثقافي
إن الاختلاف الثقافي يقصد به التعددية الثقافية، ويمكن القول أنه عبارة عن وجهة النظر الموضحة بأن هناك تنوع في الثقافات والأعراق وبالتحديد هذه التي تكون مخصصة لمجموعات الأقليات، حيث أنها في الوقت الحالي يعترف بها وباختلافاتهم عبر الثقافة السياسية المهيمنة، ويبين دور التنوع الثقافي في التقارب بين الشعوب.
ما هو أسباب الاختلاف الثقافي
توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في توضيح العوامل والأسباب التي يمكن ان تؤدي الى الاختلاف بين الثقافات داخل الشعوب المختلفة بين البلاد، ومن بيم تلك الأسباب نذكر منها :
العامل الجغرافي
إن الظروف البيئية لها دور بارز في اختلاف الثقافات، منها المناخ، والأرض، والموارد الطبيعية، وبالتالي إنّ اختلاف البيئة يؤثر بشكلٍ واسع في شكل الأشخاص والصفات الشخصية، فمثلاً يتسم البدو بالقوة، والشجاعة، والصبر التي ميزتهم عن غيرهم من الثقافات الأخرى، في حين يتسم سكان المناطق الحضرية بالترف، والجبن، والاستكانة، بينما يتسم سكان المناطق البحرية بالانفتاح والمرونة.
النشاط الاقتصادي
يمارس غالبية أشخاص المجتمع عملهم داخل مجال النشاط الاقتصادي كالصناعة، والزراعة، والتجارة، والري التي ساهمت في ثقافة المجتمع، ونمط حياة كافة الأفراد، وعاداتهم، وتقاليدهم، وقيمهم المجتمعية، وعلاقتهم، لهذا يعمل البدو عبر مجال مهنة الرعي التي ميزتهم بالفروسية والقوة والصبر، بنما الأفراد الذين يشغلون في مجال الزراعة فيتصفون بإيمانهم بالقدر والقضاء، بينما أشخاص المجتمع الصناعي يتسمون بالفردية، وحب الإنجاز، والعملية.
العامل التاريخي
إن تاريخ كلّ مجتمع من المجتمعات يكون بمثابة سلسلة من الوقائع والمواقف التي يمر بها المجتمع لتلعب دور بارز في التأثير على ثقافة ذلك المجتمع وقيمه، وتقاليده، وعاداته، ومبادئه، حيث يسبب حدوث اختلاف بين ثقافات ذلك المجتمع والمجتمعات الأخرى، وبالتالي إنّ ظهور الإسلام في جزيرة العرب قد جعل المنطقة تتطبع بالطابع الإسلامي، الى جانب الحروب، والثورات، والصراعات التي وقعت في مجتمع ما فقد أثرت في ثقافة ذلك المجتمع وعاداته.
العامل الديني
حيث يسهم ذلك العامل في تكوين العادات الدينية في أية مجتمع حيث ينتج عنه وقوع اختلاف في الثقافة من مجتمع لآخر، وحينما ظهر الإسلام داخل جزيرة العرب أثر هذا بشكلٍ واسع في عادات سكان المنطقة ومعتقداتهم، ولعبت القيم البروتستنتية دور واسع في ظهور الرأسمالية داخل الولايات المتحدة، وبالتحديد المبادئ التي تدعو إلى العمل الجاد، وذلك ما جعل المجتمع الأمريكي يتسم عن غيرة من المجتمعات الأخرى.
العامل الديموغرافي
حيث أن ذلك العامل له دور واسع في اختلاف الثقافات من حيث عدد الوفيات، والمواليد، والهجرات السكانية في أي مجتمع سواء كان زيادة أم نقصاناً، ويعتمد له القيم والعادات الثقافية التي تتباين من مجتمع لآخر.
العامل التكنولوجي
إن الابتكارات والاكتشافات التي أنتجت اختلاف الثقافات من مجتمع لآخر، حيث على الرغم من الخدمات التي طرحها التطور التكنولوجي للبشرية إلا أنّه توجد الكثير من السلبيات التي أثرت داخل المجتمع بشكلٍ واسع منها ارتفاع نسبة البطالة، وتلوّث البيئة، واعتماد الإنسان على الآلة كي يقوم بقضاء احتياجاته.
هل يمثل الاختلاف الثقافي خطرا على الإنسانية
نعم إن الاختلاف الثقافي يمثل خطرا واسعا على الإنسانية والبشرية، حيث أن الثقافات المختلفة والمتعددة في المجتمعات لها تأثير كبير على الإنسان والمجتمع ككل، سواء بالنتائج الإيجابية أو السلبية.
ما هي أهمية اختلاف الثقافات
تتعدد أهمية وفوائد الاختلاف في الثقافات والتي سوف نلخصها من خلال النقاط التالي:
- التعلم العميق.
- الثقة والنمو.
- التحضير للمستقبل.
- دعم التعاطف.
- ربط العادات الغذائية بثقافات الشعوب.
والى هنا نصل الى ختام المقالة والتي ذكرنا من خلالها على كافة التفاصيل حول هل يمثل الاختلاف الثقافي خطرا على الإنسانية وما هي أسبابه.