حكم التهنئة بشهر رجب، من أكثر الأشياء التي تشغل بال العدد من الناس حول العالم الإسلامي، حيث يعتبر شهر رجب من الشهور المنتظرة خلال القليل من الوقت، وهناك الكثير من عادات الناس المسلمون يتبادل خلاله التهاني والتبريكات والأدعية فيما بين الاهل والأحبة، والعديد منهم يصومون الشهر، وفي سياق متصل بهذا الموضوع فقد تصدرت العديد من الأسئلة حول هذا الحكم من التهنئة بشهر رجب والذي سوف نتطرق الحديث عنه فيما يلي.
حكم التهنئة بشهر رجب
إن حكم التهنئة من شهر رجب هو أمر جائز كما حلل الشرع الإسلامي، فقد أشارت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع في الدين من التهنئة بشهر رجب، ولكن الغير جائز فيه هو مقارنة تلك التهنئة والمباركة بأحاديث موضوعة لم تذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا أساس لها من صحة ونسبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل قولهم ( من يبارك الأحباب بهذا الشهر يحرم على النار)، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم، من نشر الأحاديث المكذوبة عنه صلوات الله أشد التحذير بقوله: (من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار) (رواه البخاري ومسلم).
بينما ما ذكر من حديث زياد النميري عن الإمام أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب، وشعبان، وبلغنا رمضان) ويعتبر حديث ضعيف لا يحتج به في شيء.
ما هي أهم فضائل شهر رجب
ذكر في قول الله تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)، وشهر رجب من تلك الأشهر الحرم، وحيث خصصه الله بالكثير من فضائل وضعها الأئمة على النحو التالي:
- تتنزل رحمات الله عز وجل في شهر رجب، فتعظم الحسنات، ويزيد الأجر والثواب، وتكون السيئة كذلك فيه أعظم من غيرها.
- يعد شهر رجب شهر مجاهدة وتهذيب النفس، وبالتالي يجاهد المسلم صفاته السيئة، ويبتعد عن المحرمات وما نهى الله عز وجل عنه للوصول إلى أعلى درجات التقوى والإيمان.
- شهر رجب من الأشهر الحرم التي نهى الله فيها عن الظلم، والقتال، وانتهاك المحارم تشريفًا لها، وهي بهذا أشهر سلام وسكينة تمر على المسلمين فتنزع من نفوسهم البغضاء والكراهية.
حكم صيام شهر رجب كاملًا
يكره صيام شهر رجب كاملًا، كذلك يكره تحديد معظم أيامه بالصوم دون كافة الأشهر الحرم، وما يذكر من أحاديث تشير الى صومه فهي باطلة لا أساس لها من الصحة، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :” (وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها)، وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في فقه السنة (وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور , إلا أنه من الأشهر الحرم , ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه، وأن ما جاء في هذا مما لا ينتهض للاحتجاج به ).
حيث ورد عن العلماء أن سبب كراهة إفراد شهر رجب بالصوم هو أن فيه إحياء لعمل من أعمال العصر الجاهلي، بينما صيام أغلب الأيام المعتادة من كل شهر كصيام الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض منه فلا بأس به ولا كراهة فيه.
الى هنا نصل بكم الى ختام هذه المقالة والتي تعرفنا فيها على أبرز التفاصيل حول حكم التهنئة بشهر رجب، وحكم صيام شره رجب كاملا.