كيفية صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، يعد شهر رمضان الكريم له مكانة خاصة في قلوب المسلمين، وتزيد العشر الأواخر منه في المكانة ذلك لأن الله عز وجل ميّز هذه الأيام بليلة القدر التي قد توافق إحداها، ولما ورد من سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من الحرص على قيام لياليها المباركة، وما يجب الإشارة إليه أنه سنقوم بوضع كيفية صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان المبارك خلال هذا المقال.
صلاة التهجد كم ركعة
يحرص المسلم في العشر الأواخر من شهر رمضان على أداء العبادات المرتبط بالعشر، والتي من ضمنها صلاة التهجد، ولمعرفة عدد ركعات التي يستطيع المسلم أن يصليها خلال صلاة التهجد، والذي سنوضح ذلك كما يلي:
- بإجماع الفقهاء عن أقل عدد ممكن من الركعات التي يمكن للمصلي أداؤها هو ركعتين، وذلك استدلالا بما ثبت عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين).
- اختلف الفقهاء فيما بينهم على أكثر عدد ممكن من الركعات التي يمكن صلاتها خلال التهجد، فعند الحنفية اعتبرت أن أكثر عدد ركعات صلاة التهجد هي ثماني ركعات، وأما عند المالكية فوضحوا أن أكثرها عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة، وذلك استنادا لفعل رسول الله لذلك، وأما عند الشافعية والحنابلة فقالوا إنه لا حد لأكثرها وفق استطاعة المسام لذلك.
- من المستحب في صلاة التهجد ألا يزيد المسلم في صلاته عن إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة؛ اتباعا لسنة النبي -عليه الصلاة والسلام.
- لقد ورد في الحديث الذي رواه زيد بن خالد وابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى ثلاث عشرة ركعة من ضمنها الوتر ثلاث ركعات، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صلى إحدى عشر ركعة منها ثلاث ركعات وترا فقد قالت عائشة -رضي الله عنها- لما سئلت عن صلاة رسول الله: (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.
كيفية صلاة التهجد وقيام الليل
يتساءل المسلم على طريقة قيامه بأداء صلاة التهجد، والتي هي من مميزات العبادات التي تختص بها ليلة القدر، ويمكن للمسلم أن يؤدي صلاة التهجد بالخطوات التالية:
- يجب على المسلم اخلاص النية لله تعالى من اجل أداء صلة التهجد بشكل خاص ومن أجل أداء جميع العبادات بشكل عام، بحيث ينوي المسلم قيام الليل قبل أن ينام، فإن لم يستيقظ ونسي ونام كان نومه عبادة له، ونال أجر القيام وهو نائم، وإن استيقظ يمسح بيديه على وجهه، ثم يقرأ قوله تعالى: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، وذلك حتى نهاية السورة، ويدعو الله قائلا خلال الصلاة الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، ويدعو الله أيضا بما شاء.
- ويستطيع المسلم أن يصلي ما يستطيع من الركعات بعد أن يؤدي سنة العشاء وقبل أن ينام، وله أن يصليها جهرا أو سرا كما يراه مناسبا له.
- ينظف أسنانه بالسواك ثم يتوضأ، ويبدأ قيامه بصلاة ركعتين خفيفتين استدلالا يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. يصلي ركعتين ركعتين، ويصح أن يصلي أربعا أربعا، ويختتم صلاة التهجد بالسلام.
- يصلي المسلم صلاة التهجد في البيت أفضل من أن يصلي في المسجد، ويستحب له أن يقرأ جزءا من القرآن الكريم أثناء التهجد، بحيث يحرص على جعل آخر صلاته صلاة ركعة الوتر، استدلالا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا.
- ويصح أن يوتر بركعة واحدة، أو ثلاث ركعات يسلم بعد الثانية ويقوم للثالثة أو جميعها بسلام واحد، ويجوز أن يوتر بخمس ركعات أيضا جميعها بسلام واحد.
- من المعروف أن وقت الوتر يكون بحسب قول رسول الله: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
تختص صلاة التهجد بمظاهر عبادات العشر الأواخر من شهر رمضان، وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يحرص المسلم على أداء صلاة التهجد لكسب الأجر والثواب من الله، ووضح أهل العلم الاختلاف بين صلاة التهجد وقيام الليل كما يلي:
- صلاة التهجد تكون بعد النوم ليلا ولو لفترة من الزمن، ثم الاستيقاظ لأداء صلاة التهجد فقط دون غيرها من العبادات.
- أما بخصوص صلاة قيام الليل فيكون بالصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أي ساعة من ساعات الليل دون تحديد.
- التهجد يعتبر نوع من قيام الليل، بحيث يكون بالنوم ثم الاستيقاظ لأداء الصلاة.
- تم توضيح الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل وذلك استدلالا لما ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه حيث قال: يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد المرء يصلي الصلاة بعد رقدة، ثم الصلاة بعد رقدة، وتلك كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم له.
فضل صلاة التهجد
يحاول المسلم كسب أوقات الليالي العشر وأداء صلاة التهجد، آملا في تحقيق الأجر الجزيل من الله تعالى، ومن الفضائل التي ينالها المسلم جراء قيامه بصلاة التهجد ما يلي:
- مدح الله عز وجل المتهجدين، ووعدهم بالثواب الجزيل، وذلك استنادا الى قوله تعالى:إن المتقين في جنات وعيون، آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون).
- تعود المسلم على مناجاة ربه وطلب الأمنيات من الله فقط، فهو الذي بيده ملكوت كل شئ.
- عمل الرسول عليه الصلاة والسلام على ترغيب الأمة الاسلامية على التهجد، والحث عليه، فأداء صلاة التهجد طاعة لأمر الله ورسوله.
- فضل وميز الله تعالى القائمين بالليل على سائر الناس، وذلك استنادا الى قوله تعالى: ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون.
- تحقيق التقوى والفضائل الكثيرة، وتعتبر صلاة التهجد من أحد أبرز أسباب مغفرة الذنوب، ويتأكد قيام المسلم بصلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان لإدراك ليلة القدر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).