فضل العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان، شهر رمضان هو ذاك الشهر الفضيل الذي ننتظره من العام إلى العام لننهل من خيره، شهر جعله الله -تعالى- ملاذًا للقلوب المتعبة؛ لتلجأ إلى ربّها بالدعاء والاستغفار والعمل الصالح، ولتجدد النيّة مع الله في شهر الخير، والبركة والطاعات والأجر والثواب الكبير من الله سبحانه وتعالى.

العشر الأواخر من رمضان

العشر الأواخر من رمضان
العشر الأواخر من رمضان

شهر رمضان الكريم له مكانة دينية عظيمة في قلوب جميع المسلمين في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي، وتعتبر العشر الأواخر من رمضان من أفضل ليالي رمضان التي يزداد اجتهاد المسلمون في أداء العبادات والطاعات لمضاعفة الأجر والثواب، وتبدأ العشر الأواخر من رمضان مع غروب شمس اليوم العشرين من رمضان، أي ليلة الواحد والعشرين، وتنتهي ليلة الثلاثين من رمضان إن كان رمضان كاملاً، ويتحرى المسلمون في العشر الأواخر ليلة القدر والتي أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنها تكون في الأيام الفردية مثل ليلة الواحد والعشرين، أو ليلة الثالث والعشرين، أو ليلة الخامس والعشرين، أو ليلة السابع والعشرين، أو ليلة التاسع والعشرين، فلم يُعلمنا الله بموعد محدد لتلك الليلة ليجتهد المسلمون في الطاعات والعبادات.

فضل العشر الأواخر من رمضان 1446

فضل العشر الأواخر من رمضان 1446
فضل العشر الأواخر من رمضان 1446

شهر رمضان الكريم ثلاثون يوماً كلها بركة وخير تعم على المسلمين، ويزيد الخير مع حلول العشر الأواخر من رمضان فهي من أفضل أيام الشهر الكريم، فما هو فضل العشر الأواخر من رمضان، هذا ما سنعرفه في سياق فقرتنا بالتفصيل:

  • في العشر الأواخر من رمضان ليلة عظيمة من أفضل أيام الله على الاطلاق، انها ليلة القدر التي تعادل ألف شهر، فيها أنزل الله القرآن الكريم على سيد البشر أجمعين، فيه الهداية للناس كافة، فقد قال الله تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بإحياء العشر الأواخر من رمضان لما لها من ثواب عظيم، وطهارة للنفس والقلب، وصفاء للذهن، فعَن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ”.
  • ويتحرى المسلمون ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، ولم يحدد الله تعالى ليلة القدر ليجتهد المسلمون بالعبادات والطاعات لنيل الأجر المضاعف، والعتق من النار.
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”.
  • على المسلمون كافة استغلال العشر الأواخر من رمضان فيما يرضي الله ويرفع منزلتهم عند الله، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ دَخَلَ رَمَضَانُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:”‏ إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلاَّ مَحْرُومٌ”.
  • قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: “أتاكُم رَمضانُ شَهرٌ مبارَك، فرَضَ اللَّهُ عزَّ وجَلَّ عليكُم صيامَه، تُفَتَّحُ فيهِ أبوابُ السَّماءِ، وتغَلَّقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ، وتُغَلُّ فيهِ مَرَدَةُ الشَّياطينِ، للَّهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهرٍ، مَن حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”.
  • ان شعر العبد في ليلة من ليالي العشر الأواخر بأنها ليلة القدر فعليه الدعاء بما ورد عن الرسول الكريم، عَنْ السيدة عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِن عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ فاعْفُ عنِّي.

الأعمال المُستحبة في العشر الأواخر من رمضان

الأعمال المُستحبة في العشر الأواخر من رمضان
الأعمال المُستحبة في العشر الأواخر من رمضان

العشر الاواخر من رمضان فرصة للمسلم لمضاعفة الثواب، فقد أفلح من استغلها في العبادات والأعمال الصالحة، وخسر من أضاعها في اللهو والجري وراء ملذات الدنيا، وفي مقالنا نقدم أهم الأعمال المستحبة المُستحبة في العشر الأواخر من رمضان:

  • اقامة الليل، بالصلاة ووقراءة القرآن والتسبيح والاستغفار، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ”. و”شد مئزره” تعني أنه يعتزل النساء، و”أَحْيَا لَيْلَهُ” بما معناه يقضي تلك الليالي بالسهر في العبادة صلاة وتلاوة للقرآن.
  • الاعتكاف، والاعتكاف يعني الاعتزال عن الناس بالعكوف في المسجد تفرغاً للصلاة والعبادة والدعاء، وفيه اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن رواية عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الاواخر من رمضان حتى توفاه الله.
  • قراءة القرآن، فهي من أهم الأعمال في العشر الأواخر وتكون بتلاوة القرآن بخشوع وتدبر معانيه، والاقتداء بما جاء فيه، وفي قراءة القرآن راحة للنفس وطمأنينة للقلب واستقرار نفسي عظيم، فالقرآن شفاء لما في الصدور من هم وحزن وكرب.
  • الإكثار من الدعاء والاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير، فبالرغم من صغر هذه العبادات إلا أن ثوابها عظيم عند الله.
  • التصدق بالمال وتفقد للفقراء والمساكين، ففي الصدقة طهارة النفس من البخل والشح، وفيها شعور بالفقراء ومعاناتهم، فالمسلم الحق الذي يتصدق في السر حتى لا تعرف يساره ما أخرجت يمينه.
  • الزكاة، حيث فرضها الله على عباده المسلمين في شهر رمضان، ويفضل إخراجها في أواخر الشهر الكريم ولا يجوز إخراجها بعد صلاة العيد وتعد بذلك صدقة، ففيها إدخال الفرحة على قلوب الفقراء وذويهم، فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة المساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم.
  • اعتزال كل ما يلهي الإنسان عن أداء العبادات مثل اعتزال النساء كما كان يفعل رسولنا الكريم، واعتزال مشاهدة التلفاز واللغو في الحديث وكل ما ينقص من الثواب والحسنات.

شهر رمضان ثلاثون يوماً من أجمل أيام العام تمر على المسلمين تترك في قلوبهم ذكريات جميلة، وشوق يتجدد من عام إلى عام، يستقبله المسلمون بشوق وبهجة، ويودعونه على أمل أن يمد الله بأعمارهم حتى يدركونه في العام القادم، وفي مقالنا تحدثنا عن فضل العشر الأواخر من رمضان، وعن العبادات المُستحب أدائها في تلك الليالي العظيمة.

Scroll to Top