متى فرضت الصلوات الخمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان”، وهي خمسة أركان أساسية لا يمكن إسقاط أي منها وإلا كان إيمان المرء ناقصاً، وبهذا فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والتي تعتبر من أركان اكتمال الإيمان بالله وبالدين الإسلامي، وكانت الصلاة قد فرضت على المسلمين في السماء السابعة، حيث فرضها الله خمسين صلاة ولكن رأفة بالمؤمنين وشفاعة من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، أصبحت الصلوات خمسة مفروضة على كل مسلم ومسلمة بالغ وعاقل، وفيما يلي سوف نعرف متى فرضت الصلوات الخمس.
متى فرضت الصلوات الخمس
قال الله تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً”، فرض الله الصلاة على المؤمنين قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث فرضها الله عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج في التاسع عشر والعشرين من شهر رجب عام ستمائة وواحد وعشرين ميلادي، حيث أسرى الله بنبيه محمد إلى المسجد الأقصى وعرج به من هناك إلى السماء، وفي السماء السابعة فرض الله عز وجل الصلاة على المسلمين، وكانت في بادئ الأمر خمسين صلاة مفروضة، إلا أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شفيع الأمة، طلب من الله عز وجل أن ينقصها لتصبح بأمر الله خمس صلوات وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء.
قصة فرض الصلاة من خمسين إلى خمسة
وردت قصة فرض الصلاة خمسين إلى خمسة صلوات في كتب الفقه والسنة، حيث تقع أحداث هذه القصة في ليلة الإسراء والمعراج، في عام ستمائة وواحد وعشرين ميلادي، الموافق الثاني عشر من الهجرة، وقد روى البخارى ومسلم قصة فرض الصلاة في صحيحيهما، وهي كالتالي:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا.
فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ قُلْتُ أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ قَالَ فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي”.
فرضت الصلاة في العام من البعثة
وردت الكثير من الروايات بخصوص العام الذي فرضت فيه الصلاة على المسلمين، ولكن الشئ المؤكد هو أنها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، والتي رجح معظم الأئمة أنها كانت في شهر رجب عام ستمائة وواحد وعشرين ميلادي، الموافق الثاني عشر من البعثة، أي قبل الهجرة إلى المدينة بحوالي خمس سنوات، بعض الروايات ذكرت أن الصلاة فرضت قبل الهجرة بثلاث سنوات، كما ذكر بعض الرواة أنها فرضت قبل هجرة النبي بسنة ونصف.
وردت الكثير من الروايات في الإجابة عن سؤال متى فرضت الصلوات الخمس، حيث أن الصلاة فرضت في ليلة الإسراء والمعراج عندما أسري بالرسول للمسجد الأقصى، وعرج به الله إلى السماء السابعة، حيث فرض الله الصلاة على المسلمين خمسين صلاة، وتم تخفيفها في تلك الليلة إلى خمس صلوات فقط، وكان ذلك قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في السنة الثانية عشر بعد بعثة النبي، وذلك حسب روايات بعض علماء الدين.