لماذا خص الله المؤمنين بالنداء، نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متفرقاً في أربع وعشرين سنة، حيث بلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة، منها السور المكية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة، كما يوجد السور المدنية والتي نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت السور المدنية تتميز بأنها تبدأ بخطاب المؤمنين من أجل أخذ العبرة والعظة منها، ومن السور التي تبدأ بخطاب المؤمنين سورة الحجرات، وهي من السور المدنية التي نزلت على النبي في السنة التاسعة للهجرة، وقد بلغ عدد آياتها ثماني عشر آية، والسؤال هنا هو لماذا خص الله المؤمنين بالنداء.
لماذا خص الله المؤمنين بالنداء
نزلت سورة الحجرات على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة في السنة التاسعة للهجرة، وهي من السور التي تتميز بمخاطبة المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله، وكان هناك حكمة عظيمة من مخاطبة المؤمنين في الآيات، وتكمن الحكمة في خطاب المؤمنين هو أخذ العظة والعبرة من الحكم الواردة في السورة، وفيما يلي سبب خطاب المؤمنين:
- أن المؤمنين هم أكثر الناس استجابة لله ورسوله.
- كما أن المؤمنين أكثر حرصاً من غيرهم على الانتفاع بما جاء في السورة.
- وحتى يجتنبوا كل الأمور التي تنقص من إيمانهم، وتجعل إيمانهم بالله ورسوله مجروحاً.
- المؤمنين هم أحرص الناس على تجنب النواهي التي نهانا عنها الدين الإسلامي
الخطاب في قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
يخاطب الله عز وجل في سورة الحجرات المؤمنين، فقد وردت في سورة الحجرات الكثير من الأمور التي يجب أن ينتبه لها المؤمنين ويحاولوا اجتبابها حتى يكتمل إيمانهم، فقد بين الله عز وجل للمؤمنين الكثير من النواهي والأمور الواجب تجنبها، وفيما يلي نذكر بعض الأمور التي نهى الله المؤمنين عنها في سورة الحجرات:
- “لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
- “لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ”.
- “إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ”.
- “لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.
- “اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ”.
صفات المؤمنين في سورة الحجرات
تعتبر سورة الحجرات من السور المدنية التي نزلت لتبين للناس أخلاق المؤمن التي يجب أن يكون عليها، فقد بين الله للمؤمنين في هذه السورة الكثير من الفواحش التي يجب اجتنابها، كما وضح صفات المؤمنين في هذه السورة، حيث ورد في سورة الحجرات عدة صفات للمؤمنين، وهي:
- “وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”.
- “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُون”.
لماذا خص الله المؤمنين بالنداء في قوله يا أيها الذين آمنوا، وهي من أهم السمات التي تميز السور المدنية، حيث يوجه الله عز وجل خطابه للمؤمنين في هذه السور، من أجل بيان العبرة والعظة للمؤمنين، حيث أنهم أكثر الناس التزاماً بما أمر الله ورسوله، وأحرص الناس على تجنب النواهي التي نهانا عنها الدين الإسلامي، وذلك حتى يكون إيمانهم سليماً وبعيداً عن النقص.