كلام الشيخ بن عثيمين حول ان الدعاء يكون بعد التشهد او في السجود، يعرف الدعاء بأثره العظيم بحياة الفرد، فالدعاء يرد القدر، والله سبحانه وتعالى يستجيب لعبده إذا دعاه بقلب خاشع متضرع إليه، وهناك العديد من القصص القرآنية التي أثبتت سحر الدعاء في تحقيق المعجزات، فزكريا دعا ربه بالذرية الصالحة عند الكبر وكانت امرأته عاقراً واستجاب له ورزقه بيحيى، يونس وهو في بطن الحوت دعا ربه فأنجاه من الظلمات الثلاث التي وقع بها، وغيرها من الأمثلة، وفي مقالنا اليوم سنتعرف على كلام الشيخ بن عثيمين حول ان الدعاء يكون بعد التشهد او في السجود.
كلام الشيخ بن عثيمين حول ان الدعاء يكون بعد التشهد او في السجود
يقول ابن العثيمين حول الدعاء في الصلاة استنادًا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف حيث قال: «أما السجود فأكثروا فيه من الدعاء؛ فَقَمِنٌ أن يستجاب لكم». وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعبد الله بن مسعود حين علمه التشهد قال: «ثم ليتخير من الدعاء ما شاء»، ومن هذا نستنتج أن الدعاء يكون قبل الصلاة، أما الدعاء بعد الصلاة فحسب ما قال ابن العثيمين أنه بدعة، لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
دعاء بعد التشهد الأخير ابن باز
هناك اختلاف بين العلماء حول الوقت المناسب للدعاء في الصلاة فمنهم من أكد أن الدعاء بالسجود أفضل من الدعاء بعد التشهد، ومنهم من يقول بأن الدعاء يكون بعد التشهد، ولكن هناك أحاديث نبوية شريفة جاءت بأفضل الأدعية التي تقال بعد التشهد الأخير من الصلاة وهي كما يلي:
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ” (رواه مسلم وأحمد والنسائي).
- عن عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ، ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَيَدْعُو فِي الصَّلَاةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ” (رواه البخاري ومسلم).
- عن مِحْجَنَ بْنَ الْأَدْرَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، إِذَا رَجُلٌ قَدْ قَضَى صَلَاتَهُ وَهُوَ يَتَشَهَّدُ، فَقَالَ: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثًا “
- ” اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ، وما أَسْرَفْتُ، وما أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إله إلاَّ أنْتَ”.