هل يجوز صلاة ليلة القدر في البيت، ليلة القدر هي ليلة تأتي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وسميت بليلة القدر لأنّ الله-سبحانه وتعالى- يقدر فيها ما سيكون في العام، وليلة القدر هي ليلة عظيمة لأنّه أنزل فيها القرآن الكريم، وعلى المسلم أن يجتهد في الطاعات وفي العبادات وفي الأعمال الصالحة في ليلة القدر المباركة، وذلك لأنّ في هذه الليلة يغفر الله-سبحانه وتعالى- للأشخاص ما تقدم وما تأخر من ذنوبهم، ومع اقتراب العشر الأواخر من رمضان يهنئون الناس بعضهم البعض بقرب ليلة القدر، ليلة غفران الذنوب والقرب إلى الله.
حكم جواز صلاة ليلة القدر في البيت
يتم تحري ليلة القدر في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، وخصوصاً في الليالي الوترية “الفردية”، فقد روي عن سيدتنا عائشة -رضي الله عنها-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” صحيح البخاري، وأي طاعة أو عمل صالح في ليلة القدر يكون ذا قدر عظيم وأجر مضاعف عند الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، فيجب على المسلم الجد والاجتهاد في الطاعة في هذه الليلة خصوصاً لينال الأجر العظيم من الله تعالى، وقد أكد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- على أهمية وضرورة إحياء ليلة القدر، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه” رواه البخاري، وإحياء ليلة القدر يكون بالصلاة في هذه اليلة، وبالذكر، وقراءة القرآن، والدعاء، والاستغفار، ونظراً للظروف الصحية الراهنة وتفشي فايروس كورونا فإنه من المحتمل أن يتم منع الصلاة في المساجد للحفاظ على اجراءات الوقاية من مرض فايروس كوفيد 19، لذلك يتساءل الكثير من الناس عن هل يجوز صلاة ليلة القدر في البيت، والإجابة هي:
- نعم، يجوز صلاة ليلة القدر في البيت، سواء قام الشخص بصلاتها منفرداً أو مع جماعة من أهله.
موعد صلاة ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة مباركة وعظيمة، والقدر من التقدير والتشريف والتعظيم، وسُميت ليلة القدر بهذا الاسم لأنه يُقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيُكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه، ويعني ذلك أن المقادير تُكتب وتقدر في السنة التي تكون فيها ليلة القدر، وسُميت بذلك أيضاً لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيراً من العمل في ألف شهر، ويكون موعد تحري ليلة القدر في الليالي الوترية “الفردية” من العشر الاواخر من شهر رمضان، فقد تأتي ليلة القدر في ليلة السبعة والعشرون من شهر رمضان وقد تأتي في سنة أخرى في ليلة الثلاثة والعشرون أو في ليلة الخمسة والعشرون من الليالي العشر الاواخر من شهر رمضان، وليلة القدر مخفية وذلك لكي يجتهد المسلم خلال رمضان كله وليس فقط في ليلة القدر، ولكن هناك علامات اثناء وبعد ليلة القدر تدل على حدوثها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”، ومن علامات تحري قدوم ليلة القدر ما يلي:
- طمأنينة قلب وأنشراح صدر المسلم.
- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، فيبدو الليل وكأنه نهار.
- الرياح تكون فيها ساكنة، ويكون الجو معتدل لا حار ولا بارد.
- الشمس تشرق في صبيحتها بيضاء من غير شعاع، حيث انه روي عن أبي كعب في صحيح مسلم أنه قال: “أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها” رواه مسلم، وهذه العلامة تأتي بعد انقضاء ليلة القدر.
كيف نصلي صلاة ليلة القدر
صلاة ليلة القدر هي سنة مؤكدة، وقد ثبت عن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه حرص على أن يصليها، لأنها ليلة مباركة، ويجب علينا الاقتداء بسنة رسولنا الحبيب -عليه الصلاة والسلام-، ومن أكثر الأسئلة التي يتم البحث عنها يومياً على جوجل هي كيف نصلي صلاة القدر، فبسبب انتشار فايروس كورونا “كوفيد 19” سيضطر المسلمون الى الصلاة في بيوتهم للحفاظ على اجراءات الوقاية من الفايروس، ولذلك عليهم معرفة كيفية صلاة القدر بالطريقة الصحيحة، وأيضاً هناك العديد من المسلمين والمسلمات ممن يحبون أن يقوموا بأداء صلاة ليلة القدر لوحدهم في البيت، أو من غير القادرين على الذهاب للمسجد فيقوموا بالصلاة في البيت، ونظراً لكثرة التساؤلات عن كيف نصلي صلاة القدر، نقدم لكم الأن شرح توضيحي عن كيف نصلي صلاة ليلة القدر:
- تكون عدد ركعات صلاة القدر حسب استطاعة الشخص، فالبعض بصليها ركعتين او أربعة ركعات أو ثماني ركعات، ويستطيع المصلي أن يزيد بها حسب مقدرته، فيُمكن أن تصل صلاة ليلة القدر إلى عشرين ركعة، حيث أنه لا يوجد عدد محدد لصلاة ليلة القدر، فلم يفرض الله سبحانه وتعالى عدد محدد لصلاة ليلة القدر، ولم يُثبت في سنة رسولنا -عليه الصلاة والسلام أنه صلى ليلة القدر بعدد محدد، فيستطيع الشخص أن يُصليها كيفما استطاع.
- ويتم صلاة ليلة القدر مثنى أي ركعتين ركعتين، فإن كان عدد ركعات صلاة ليلة القدر ثماني ركعات فيقوم الشخص بصلاتها ركعتين ركعتين، حيث يُسلم بعد الركعة الثانية، ويستريح المصلي بعد كل أربع ركعات للذِكر والاستغفار والدعاء.
- يقرا المُصلي في صلاة ليلة القدر من القرآن الكريم فيقرأ في ركعاتها الفاتحة وما تيسر له من القرآن الكريم، و يجوز له أن يحمل القرآن الكريم بيديه في صلاته ويقرأ منه.
- يكون إحياء ليلة القدر في الليالي الفردية من العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك، ويكون وقتها من غروب الشمس حتى طلوع الفجر الصادق، قال تعالى: “سلامٌ هي حتى مطلع الفجر”، ويمكن إحياء الليل كله أو أغلبه حسب مقدرة الشخص.
ادعية ليلة القدر مكتوبة
تتنزل الملائكة في ليلة القدر للاستماع إلى دعوات المسلمين الصالحين، ويبشر الله عز وجل عباده المسلمين بإجابة وقبول دعواتهم وقضاء حاجاتهم، فعندما يختلي المسلم بنفسه لصلاة ليلة القدر، ويرفع يديه لربه في خشوع، طالباً منه تحقيق امنياته وقضاء حاجاته، فالله تعالى يقبل دعواته ولا يردها ويعطيه خيراً منها، ومن ادعية ليلة القدر المستحبة ما يلي:
- اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحداً من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ.
- ربِ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا.
- ربي اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا يا رب العالمين.
- ربي إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ، والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ.
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ يا الله، يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ.
- اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ، في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي.
- ربي اجْعَلْ لي في قَلْبِي نُورًا، وفي لِسَانِي نُورًا، وفي سَمْعِي نُورًا، وفي بَصَرِي نُورًا، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا، وَمِنْ تَحْتي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ في نَفْسِي نُورًا، وَأَعْظِمْ لي نُورًا، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الفَقْرِ، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الخَطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ فإنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ، وَالْمَغْرَمِ.
- اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك يا الله.
وقد أخفى الله عز وجل ليلة القدر، لكي لا يقتصر اجتهاد المسلم على ليلة القدر فقط، وإنما ليجتهد على أداء الطاعات في رمضان كله وفي العام كله، وهناك علامات لليلة القدر تكون اثنائها للترغيب على إحيائها، وعلامات بعد ليلة القدر لتبشير من عمل عملاً صالحاً فيها بالأجر العظيم، فيجب علينا اغتنام الفرصة في رمضان وتعويد انفسنا على الجد والاجتهاد في الطاعات والعبادات والاعمال الصالحة والخير طوال حياتنا، وليلة القدر ليلة مباركة وأجر العبادة فيها مضاعف، قال تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، ولأهمية ليلة القدر يتساءل الكثير من الناس عن هل يجوز صلاة ليلة القدر في البيت، والذي قمنا بتوضيحه في مقالنا هذا.