هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، تهنئة المسيحيين بأعيادهم تثير جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بين العديد من الدول العربية وما بين المؤيدين والمعارضين من أهل السنة والشيعة، وبالتزامن مع اقتراب رأس السنة الميلادية والاحتفال بعيد الكريسماس الخاص بعادات وطقوس المسيحين، فقد انتشرت الكثير من الأسئلة عن حكم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، واليكم بعض الأحكام وفق ما ذهب أهل الشريعة الإسلامية.
هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم
إن الحديث بما يدور حول تهنئة المسيحيين بأعيادهم، في كافة الدول العربية، حيث يمكن القول حسب ما ذهب أهل العلم على أنَّه يحرم على المسلمون القيام بتهنئة غير المسلمين بأعيادهم الدينية أو غيرها، وكذلك تهنئة أهل الذمة لا تجوز في الإسلام، وهذا نظرا لأنه تلك الأعياد من صفات عقائد الكفار الباطلة في نظرة الشرع الإسلامية، فقد ذكر ابن القيم في تلك المسألة “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به حرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، ويقال عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فذلك إن سلم قائله من الكفر ويعد من المحرمات، وهو بمكانه أن يهنئه بسجوده للصليب، بل هذا أعظم ذنب عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام وغيره…، والله تعالى أعلم.
تهنئة المسيحين بعيد القيامة
يُعتبر عيد القيامة أو ما يدعى باسم عيد الفصح أهم الأعياد عند المسيحيين على الاطلاق، كذلك أنَّه أهم من عيد الكريسماس أو ما يدعى بعيد الميلاد، أو عيد ميلاد عيسى عليه الصّلام والسّلام، ولأنّ ذلك العيد من أعياد المسيحيين الدينية فإنَّه لا يجوز للمسلم تهنئة المسيحيين بذلك العيد ولا بأي عيد آخر من أعيادهم الدينية، فالدين الإسلامي حرم الاحتفال بأعياد المسيحيين وحرم التهنئة بها وحرم كافة مظاهر مشاركتهم تلك الأفراح أو الأعياد الدينية، ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ( لا يحلُّ للمسلمين أن يتشبَّهوا بهم في شيء، مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة)، والله سبحانه أعلم.
أدلة تحريم تهنئة المسيحين بأعيادهم
إن الأدلة في الشرع الإسلامي على تحريم تهنئة المسيحين وغيرهم من كافة الديانات الأخرى بأعيادهم عديدة في مصادر التشريع الإسلامية، نذكر من تلك الأدلَّة ما يلي :
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال( قدمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما فقالَ ما هذانِ اليومانِ قالوا كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ).
- قال الله عز وجل في كتابه الكريم ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).
- ومن الأدلة كذلك على تحريم مشاركة المسيحيين أعيادهم قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لا تَدْخُلُوا عَلَى المُشْرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِم يَوْمَ عِيدِهِم فَإِنَّ السُّخْطَة تَنْزِلُ عَلَيْهِم).
- وذكر الله تعالى في محكم التنزيل دليلًا على الدين الرسمي الحق هو دين الإسلام( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
والى هنا نصل الى ختام المقال والذي تعرفنا فيه على حكم الإجابة على السؤال هل يجوز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، كما تعرفنا على الأدلة الشرعية كما جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.