هل البكاء يعذب الميت ام لا، إن الإنسان بفطرته مليءٌ بالعواطف والمشاعر المتعددة من فرح أو حزن، وبالتالي تكون ردود أفعال الفرد في مواطن الفرح أو الحزن خارجة عن إرادته وسيطرته، ولذلك فإن الدين الإسلامي قد وضع معايير وضوابط لتلك المشاعر كي تكون أقوال وأفعال الفرد في الحالتين ضمن ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سوف نقدم شرحًا مفصلًا حول البكاء على الميّت وما هي أحكامه وما المشروع والممنوع فيه.
هل البكاء على الميت يعذبه في قبره
إن البكاء على الميت لا يعذبه في قبره إلّا إذا صاحَبَ البكاء نواح ولطم خدود وشق جيوب، والميت حيث أوصى بهذا أو أصدره في حياته ولم ينكره، حيث كان الناس في الجاهلية يتركون وصية أهلهم بالنواح والبكاء عليهم، وكان هذا موجودًا ومعروفا في عهدهم، ونهى الإسلام عن هذا كما جاء في حديث النبي صَلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوى الْجاهِلِيَّةِ) والله أعلم.
حكم البكاء على الميّت
ذكر في السنة النبوية الشريفة بيان وتفصيل لأحكام البكاء والحزن على الميت فمنه الذي حلله الشرع ومنه الممنوع:
البكاء المشروع على الميت
إن البكاء العادي بدمع العين دون رفع الصوت لا بأس به وجائز، حيث ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم في حادثة وفاة ابنه إبراهيم أنّه بكى لهذا، فتعجّب عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رضي الله عنه وسأله من هذا، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم ( يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ.. إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) حيث ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلّم كذلك ( إنَّ الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، وإنما يعذب بهذا أو يرحم)، وأشار إلى لسانه عليه الصلاة والسلام.
البكاء الممنوع على الميت
البكاء الممنوع على الميّت هو الذي يصاحبه البكاء بشدة ورفع الصوت والصياح، وشق الثوب، ولطم الخد، ونتف الشعر وكلام فيه الشتم على قضاء الله وقدره، ذلك الأفعال محرمة لا ترضي الله عز وجل، حيث ذكر النهي عن هذا في حديث النبي صلى الله عليه وسلّم ( لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوى الْجاهِلِيَّةِ).
هل يجوز إطالة الحزن على الميت
يعتبر الحزن على الميّت هو أمر فطري خارج عن إرادة الإنسان ولذلك فلا حرج فيه حيث أباحه الإسلام ولكنه عينه بثلاثة أيام فقط، إلا في حال حداد الزوجة على زوجها فعليها أن تحد كامل فترة العدة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام كما ورد في قول الله عز وجل ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا) بينما في حال كانت الزوجة حاملًا فتحد كي تلد كما ورد في الآية الكريمة ( وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).
والى هنا نصل الى نهاية المقالة والتي تعرفنا فيها على كافة التفاصيل التي تعلقت بالحكم هل البكاء يعذب الميت ام لا، كما تعرفنا على حكم البكاء المشروع او الممنوع.