حكم إقامة الرجل من مجلسه، تعتبر المجالس من العادات التي اشتهرت بها العرب والمسلمين، فمن خلالها تُناقش الكثير من القضايا التي تتعلق بالفرد و المجتمع ومايتعلق بأمور الدين والدنيا، لذلك اهتم الإسلام في المجالس وأرسى لها في الدين الحنيف مجموعة من الآداب لكي يبعد عن الناس الحرج ويعلمهم مكارم الأخلاق، لذا سنتحدث عن آداب المجالس التي حثنا عليها الإسلام من خلال الإجابة على حكم إقامة الرجل من مجلسه
مفهوم المجلس في اللغة العربية
المجلس هو مكان محدد يجتمع فيه مجموعة من الأشخاص للمناقشة والمشاورة وتبادل الآراء، والمزاح الذي يخلو من المحرمات، إلى جانب الأعمال الخيرية التي فيها مساعدة للمحتاجين، والمجلس يعني كل مكان اجتمع فيه المسلمون من أجل عمل الخير والذكر، والمجالس تختلف باختلاف الغرض الذي من أجله يقام المجلس وهي متعددة منها: المجالس الدينية، والمجالس العلمية، والمجالس الأدبية والشعرية. وهناك مجالس اجتماعية لمناقشة أمور المجتمع.
حكم إقامة الرجل من مجلسه
أنه من سبق إلى مكان وجلس به فهو مباح وهو أحق به، ولا يجوز أن يُقام هذا الشخص من مكانه ليجلس فيه شخص آخر فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أنه نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا”، وهذا نص صريح من السنة النبوية والتي أوضحت من خلاله أن المكان حق للشخص الجالس فيه إلى أن يقوم من مستغنياً عنه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” إذا قام أحدكم من مجلسه، ثم رجع إليه فهو أحق به”. ومن خلال نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقام الرجل من مجلسه: فيه أن الشخص السابق لهذا المجلس قد اختص به إلى أن يقوم من باختياره بعد الانتهاء من غرضه في هذا المجاس، لذا لا يجوز أن يُحال بين هذا الشخص وبين مايملكه، لأن ذلك فيه عدواناً على الغير والأصل في العدوان التحريم، وبهذا يكون النهي على ظاهره هو التحريم، ويقال أن النهي هنا للكراهة.
كفارة المجلس
كثيراً ما تحدث في المجالس أموراً نهى الإسلام عنها كالغيبة والنميمة واللغط، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على الأمة الإسلامية فنصح المسلمين بدعاء كفارة المجلس: وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.
آداب المجالس
للمجلس آداب كثيرة فمنها ما أخذ حكم الواجب للتحلي به ومنها ماحكمه مندوب، وهنا سوف نذكر أهمها:
- الاختيار الصحيح والمناسب لمكان المجلس، فلا يُجلس على أبواب المنازل ولا في الطرقات ولا في أماكن العبادة
- السلام وقت الدخول للمجلس ووقت الخروج من المجلس.
- أن يجلس الشخص حيث انتهى به المجلس.
- اختيار جلسة مناسبة يراعي فيها عدم كشف عورته ويتجنب فيها شعور الآخرين بعدم احترامه لهم.
- أم يختار الجليس الصالح ويبتعد عن جلساء السوء.
- أن لايفرق بجلوسه بين اثنين إلا بعد استئذانهما.
- عدم إقامة أحد من مكانه والجلوس مكانه وهذا منهيٌ عنه ومستحب هنا أن يتفسحوا في المجلس.
- أن لو احد قام من مجلسه لحاجة ما ثم رجع إليه فهو أحق به.
- أن تكون المجالس عامرة بذكر الله.
- الاستماع لأهل الفضل في المجالس والاستفادة منهم.
- احترام الصغير للكبير وتوقيره واشفاق الكبير على الصغير.
- حفظ الأسرار في المجالس وغض البصر لما هو محرم.
- والحذر من تتبع العورات.
- عدم التناجي بين اثنين والثالث موجود.
- التفسح في المجالس والتوسع فيما بين الجالسين بضم بعضهم البعض.
علمنا الدين الاسلامي عدد من الآداب وأوصانا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام باتباعها للحفاظ على سلامة المجتمع الاسلامي من الآفات الاجتماعية التي تؤدي الى دمار المجتمعات، اذ وضع الاسلام قواعد للجلوس في المجالس علينا الالتزام بها، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالتعرف على حكم إقامة الرجل من مجلسه.