خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ، تعتبر الخطبة وسيلة لإيصال القيم والمثل العليا والأخلاق الحسنة من قلب قائلها إلى قلب مستمعيها ومن الفكر للفكر، فالخطبة هي كلمات يوجهها الخطيب إلى مجموعة من الناس تتضمن مواعظ يهدف من خلالها بث الوعي في الناس وترغيبهم بما ينفعهم وترهيبهم مما يضرهم، وتتجلى أهمية الخطبة بما تتركه من أثر عميق على نفوس المستمعين، فهي تعمل على إنعاش الروح وإصلاح المجتمعات، ومن خلال مقالنا سوف نقدم خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ.
ماهي جماعة التبليغ
هم عبارة عن جماعة إسلامية قام بتأسيسها محمد إلياس الكاندهلوي وهو من أصول هندية وأسس هذه الجماعة في عشرينات القرن الماضي، وظل أمير على هذه الجماعة حتى وافته المنية عام 1944م وانتشرت هذه الجماعة في البلدان العربية حتى أصبح لها أتباع في شتى بقاع الأرض، ويطلقون على أنفسهم لقب أمة الدعوة والتبليغ، ويعرف عنهم بخروجهم لنشر الدعوة وأنهم لايتوانون أن يدخلوا الحانات لنشر الإسلام وهم يقولون عن خروجهم في بلاد المسلمين لوعظ المتساهلين ونقلهم من الغفلة إلى الإيمان، كما ويشجعون الناس بالخروج معهم والدعوة إلى الله، كما ويعرف عنهم بأنهم لقبوا أنفسهم بالأحباب، ويركزون في دعوتهم على الأمر بالمعروف وتركهم للنهي عن المنكر ويتجنبون كل مايثير الخلاف والعداء لهم، وقد وصفتهم السلطات السعودية بالتصوف ويعتبر التصوف في السعودية مخالف للشرع الإسلامي لذا تقوم بمحاربتهم حيث قامت سلطاتها بتخصيص مساحات ومساجد وخطب للحديث عن هذه الجماعة مبينة خطورة متبعيها على البلاد.
أركان الخطبة
إن للخطبة أركان لتكون خطبة متكاملة وأركان الخطبة هي:
- حمد الله عز وجل والثناء عليه.
- الصلاة والسلام على نبينا الكريم.
- الوصية بتقوى الله والوعظ والإرشاد.
- أن يتلو الخطيب آية من كتاب الله عز وجل.
- الدعاء للمسلمين والمسلمات.
خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ
الخطبة الاولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً،
أما بعد، عباد الله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا بوقوع الفرقة في أمته، وقد وقع ما حذر منه صلى الله عليه وسلم، فضلّ عن هديه من ضلّ، وبقي على نوره وسنته الطائفة المنصورة الناجية طائفة أهل السنة والجماعة متمسكةً بعقيدة السلف الصالح ومنهجهم وما بدلت تبديلاً، ومصداق لذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لاتزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة”.
أيها المسلمون إن الصراع بين الحق والباطل من سنن الله في خلقه، فلا ينصر الحق إلا من يعرفه، ويدعو إليه ويعرف الشر ويُنفِر منه، عباد الله إن ممن بدل بالدين وأحدث به كانت طائفة من الزهاد، فغلوا في الدين، واتبعوا غير نهج الرسول الأمين، واعتقدوا في الاولياء واستغاثوا بالصالحين لكشف الكربات عنهم، واتخذوا من قبورهم مزارات ودعوات، فضلوا كثيراً واتبعوا الشهوات. أيها المسلمون إن أهل الباطل والفرق الضالة يتربصون بأهل السنة والجماعة، بإثارة دعواتهم الباطلة تحت مسميات دعوية اسلامية، وهي في الحقيقة منظمات فكرية خفية، وبوابة لجماعة إرهابية غزت بلاد المسلمين وأغرت الكثير من العوام وخاصة الشباب للانضمام إليها، فلم يُعرف عالم أو إمام فذ متبع انضم إلى هذه الجماعة التي تسمي نفسها جماعة التبليغ أو جماعة الأحباب، إن أمر هذه الجماعة محدث لم يقره الإسلام ولا يرضاه، أمرٌ يفرق ولايجمع.
إن منهج السنة منهجٌ واضحٌ ثابتٌ على تقوى الله وعلى علمٍ مؤصل لاعوج فيه ولاكدر، وإن لعلماء السنة موقفٌ واضح موقف التحذير والمعادي لهذه الجماعة التي أُسست على طرق الصوفية الرجعية المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة والتي غالباً ما بُنيت على بدع وشِركيات ومحدثات ما أنزل الله بها من سلطان، أيها المسلمون: قال تعال:” وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. وقال صلى الله عليه وسلم:” وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ, وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ, فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ, فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ “.
عباد الله لقد حثكم الإسلام إلى التجمع والتثبت بأمر الجماعة والمسلمين وحذر من التفرق فاتقوا الله أمة الإسلام من الحزبيات والجماعات المتعصبة لمنهجها وتعظيم وتوقير كبار شخصياتها إن جماعة التبليغ جماعة في أوج الضلال، يحرفون آيات الجهاد ويغلون فيه، ووضعوا لأنفسهم منهج وجعلوا له أصول وهي: تركهم لإنكار البدع والشركيات، يمنعون أفراد جماعتهم من طلب العلم، منع افرادهم من الخوض في مسائل العقيدة والاعتقاد غرضهم بذلك إماتة العقيدة والولاء والبراء لأمير الجماعة، ومن أصول جماعتهم التكتل والتحزب ومخالفة أهل السنة، تأخذ البيعة لأميرهم من أتباعها لكي ينعزلوا عن إخوانهم متقوقعين في هذه الجماعة لايدعون إلا اليها.
عباد الله ادعوا وانتم موقنين بالإجابة وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، واستغفروا الله يرحمني ويرحمكم الله.
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين إلى يوم الدين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ولي الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين،
أما بعد عباد الله:
إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة ووكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: احمدوا الله على نعمة الإسلام واشكروه على نعمة الاجتماع عبادالله احذروا كل الحذر من التفرق والاختلاف فإنه أخطر وباء على بلاد المسلمين، احذروا هذه الجماعات التحزبية الضالة والفرق المنحرفة عن الحق إن الواجب على المسلمين الحذر والتحذير منها، إن جماعة التبليغ جماعة منحرفة وخطيرة على الإسلام إنها تعتني بعقيدة التوحيد الخالص لله عز وجل ولا تحذر من الشرك بالله، إنهم أحدثوا بالإسلام ماليس فيه ألا إنهم في ضلالهم يعمهون واقعون في بدعٍ كبيرة كثيرة كبدعة تحديد الخروج للدعوة ثلاثة أيام أو أربعين يوماً، إنهم ابتدعوا الذِكر ونهجوا على الطريقة الصوفية فيه، عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله والمحافظة على عقيدتكم وتوحيدكم، وأوصيكم ونفسي من هذه الفرقة المنحرفة الضالة المضلة بوابة العنف والإرهاب الذين يسمون أنفسهم بجماعة الأحباب.
اللهم احفظنا بحفظك، ووفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الطغاة والمحدثين واجعلنا هداة غير ضالين، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، و، وصلى الله على سيدنا محمد في الاولين والآخرين، عباد الله: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”. وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.