شرح قصيدة مناجاة عصفور، يتميز الوطن العربي باحتوائه علي الكثير من الادباء والشعراء الذي يزخروا بالكتابات والاشعار والادب الجميل الذي يتمثل بالغناء للطبيعة الخلابة التي تسحر ناظريها، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تم نسج بها الاشعار في حب الوطن ووصف الفضل والحث الشديد نحو النهوض والدفاع عن الوطن بكل ما يملكه من غالي ونفيس، ولم تتخلي القصائد الشعرية من أحد الأمور الدينية التي وصفها النبي محمد صل الله عليه وسلم بأجمل عبارات الغزل والمدح والكثير من الألوان الشعرية الرائعة، وتعتبر قصيدة مناجاة عصفور من أحد القصائد الشعرية المعروفة التي تقدم من خلال وصف للطبيعة، سنتعرف علي شرح قصيدة مناجاة عصفور.
من هو قائل قصيدة مناجاة عصفور
يعتبر أبو القاسم الشابي من أحد الشعراء التونسيين الذي تميز بالقصائد الشعرية المميزة، ويعد أبو القاسم من الشعراء في العصر الحديث، ونشأ في منطقة توزر في الدولة التونسية، ويلقب أبو القاسم الشابي بالعديد من الألقاب المميزة التي تجعله مميزا عن غيره من الشعراء ومنها شاعر الخضراء، وقام بتعليم اللغة العربية بالمعهد التونسي، وتخرج من مدرسة الحقوق التونسية، ويحظي أبو القاسم الشابي بالشهرة الكبيرة التي جعلته يقوم بإصدار الديوان الشعري الرائع الذي يحمل عنوان ” ديوان أغاني الحياة” ومجموعة أخري من الروايات، وقام بتأليف العديد من الكتب في المجال الادبي ومن بينها كتاب الخيال الشعري عند العرب، وكان الأسلوب الزاخر في الكتابة مفهم بالإحساس المرهف.
شرح قصيدة مناجاة عصفور لأبي القاسم الشابي
استهل الشاعر أبو القاسم القصيدة الشعرية بخطاب الطائر ليتم وصفه بأنه عبارة عن مغني يقوم بالغناء بألحان عذبة مليئة بالسرور والفرح في الأماكن الساحرة والخلابة، ثم العمل علي وصف حركة الطائر والتحليق بين الأشجار والتمتع بجمال فصل الربيع السالب للعقول، شرح قصيدة مناجاة عصفور، ثم حث الشاعر الطائر للاستمرار في التغريد والاخبار بمنظر الازهار اليها بكل حب وشغف ليتم الاستمتاع لتلك الالحان، ويواصل الشاعر السعي للطائر نحو التغريد والتعبير عن الحب والود الذي يغمره الطائر بالرغم من معاناة الاحزان مثل غصة الطائر المسجون في قفص، والطلب منه رفع صوت الاغاريد لطرب الربيع بسماع الزقزقة ودغدغة المشاعر الرقيقة التي تنبع من قلب ملئ بالحب، وفي نهاية القصيدة يوصي الشاعر أبو القاسم العصفور ترك قطرات الندي علي الازهار للقاء أشعة الشمس المنيرة، ويتخيل تلك القطرات التي تتميز بكونها عبارة عن دموع شخص يقضي طوال فترة ليلته بالبكاء لتصبح دموعه قطرات ندي تتلألأ مع شروق فجر الجميل.
أبيات قصيدة مناجاة عصفور لأبي القاسم الشابي
قام الشاعر أبو القاسم الشابي بالعمل علي كتابة أبيات القصيدة الشعرية التي تغني بها بالطبيعة الساحرة والخلابة، وقام بإظهار الوصف الرائع والمميزة للطبيعة في فصل الربيع، سنعرض أبيات قصيدة مناجاة عصفور:
يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطةِ قَلْبهِ المَسْرورِ.
مُتَنقِّلًا بَيْنَ الخَمائلِ تالِيًا
وَحْيَ الرَّبيعِ السَّاحرِ المَسْحورِ.
غَرِّدْ ففي تِلْكَ السُّهولِ زَنابِقُ
تَرْنو إليكَ بِناظرٍ مَنْظورِ.
غَرِّدْ فَفي قَلبي إليكَ مَوَدَّةٌ
لَكِنْ مَوَدَّةُ طائرٍ مَأسورِ.
رتِّل على سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصْدَحْ بفيْضِ فؤادك المَسْجورِ.
وانْشِدْ أناشيدَ الجَمال
فإنَّها روحُ الوُجودِ وسَلْوةُ المَقْهورِ.
أنا طائرٌ مُتَغرِّدٌ مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وزَفيري.
قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ.
واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ.
واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ.
فَلَرُبَّما كانتْ أَنينًا صاعدًا
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ.
ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعًا
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ.
هناك العديد من الأغراض الشعرية التي استطاع الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي اتاحتها في القصائد الشعرية المميزة، ومن بين تلك الأغراض الوطني والعمل علي وصف الطبيعة، ويمكن اتاحة وصف المرأة، ويتناسق ذلك بقوة الإحساس المرهف والمشاعر الصادقة، تعرفنا علي شرح قصيدة مناجاة عصفور.