كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في، يتساءل الكثير من المسلمين حول سيرة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، ويسعون إلى معرفة جميع التفاصيل الصغيرة والكبيرة المتعلقة بأمور دينهم الحنيف، أخذاً من سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، والسؤال عن جميع أفعاله وأقواله، ومع شهر رمضان المبارك يتراود السؤال حول كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في، وفي مقالنا سنوضح الجواب لهذا السؤال.
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في شهر رمضان المبارك، وكان عليه السلام يكثر من الصلاة والقيام خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان، كما روت السيدة عائشة-رضي الله عنها وأرضاها-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)، وكان النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- يعتكف في شهر رمضان طوال حياته، عدا في سنة واحدة لم يعتكف فيها في شهر رمضان المبارك، وقد قضاها واعتكف في شهر شوال، كما قال أنس-رضي الله عنه-:( كان النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر في رمضان، فلم يعتكف عاماً، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين)، والاعتكاف يعني البقاء في المسجد ولزومه والتعبد لله سبحانه وتعالى، والاعتكاف هو سنة عن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- تركها للمسلمين والعابدين لله وحده من بعده، والاعتكاف في المسجد يعني ترك جميع الأعمال وجميع المشاغل، والبقاء في المسجد من أجل أداء العبادات المختلفة، من صلاة وقيام وقراءة القرآن وتسبيح واستغفار وذكر لله.
أهمية الاعتكاف
الاعتكاف أو لزوم المسجد والمكوث فيه من أجل أداء الطاعات والعبادات، وتلبية سنة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- التي تركها لعباد الله-سبحانه وتعالى- من بعده، وللاعتكاف فوائد وثمار جمة تعود بالفائدة على نفس العبد المسلم، غير الأجر والثواب الكبير لمن يعتكف بشكل خالص لوجه الله-سبحانه وتعالى-:
- التقرب من الله-سبحانه وتعالى-، وتقوية صلة العبد بربه، والابتعاد عن المعاصي والآثام والذنوب.
- تهذيب النفس وتعويدها على الصبر على أداء العبادات والتقرب من الله بعيداً عن شهوات الحياة ولذاتها.
- الأجر العظيم والثواب الكبير والمغفرة والرحمة الواسعة في التقرب من الله-سبحانه وتعالى-، وأداء العبادات والطاعات الخالصة لوجهه سبحانه.
- والاعتكاف فيه احياء لليلة القدر والتي تأتي في العش الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما أنّ الاعتكاف فيه اتباع لسنن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-.
- التأمل بملكوت الله-سبحانه وتعالى-، والتأمل بعظمته سبحانه، والبعد عن الآثام والمعاصي، وزيادة الخشوع والقنوط لله.
- الاخلاص لله-سبحانه وتعالى- بأداء العبادات والطاعات بعيداً عن الرياء الذي يغضب الله تعالى.
- الابتعاد عن هموم الحياة ومشاكلها ومشاغلها، وتفريغ النفس لأداء العبادات وقراءة القرآن والصلاة.
لماذا العشر الأواخر من رمضان أفضل وقت للاعتكاف
وغالباً ما يتم طرح سؤال لماذا العشر الأواخر من رمضان أفضل وقت للاعتكاف، خاصةً وأن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف في حجرته وبعيداً عن زوجاته ويقرأ القرآن الكريم ويصلي ويقيم ويسبح في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفي مقالنا سنوضح السبب أخذاً من سنة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:
- أنّه في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تكون ليلة القدر، وهذه الليلة المباركة، والتي أنزل الله-سبحانه وتعالى- فيها ليلة القدر، والتي هي خيرٌ من ألف شهر، وفي هذه الليلة المباركة يستجاب الدعاء إن شاء الله.
- وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يتضاعف أجر العبادات، وأجر قراءة القرآن والصلاة والتسبيح، وأجر العمل الصالح كذلك.
- أداء العبادات في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك يكون أفضل من أداء العبادات في ثلاث وثمانين عاماً من حيث الأجر والثواب الكبير.
وفي نهاية مقالنا نكون قد أوردنا إجابة سؤال كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في، حيث كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في شهر رمضان المبارك، في العشر الأواخر خاصةً، والاعتكاف هو سنة عن النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، بحيث يؤدي المسلم جميع العبادات في مكان مخصص بعيداً عن العباد، وعن مشاغل الدنيا وهمومها، وفي مقالنا وضحنا أهمية الاعتكاف، وكما أوردنا فضل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.