من هو اول من بنى السجون في الاسلام، فالسجن هو عبارة عن يوضع فيه من قام بأمر مخالف لقوانين الدولة، فيسلب منه حريته، ويبقى فترة زمنية تحددها الجهات المسئولة، فالسجن مصطلح ذكر في القران الكريم في قصة سيدنا يوسف عليه السلام في قوله تعالى: ” ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين”، حيث يقضي المسجون فترة في السجن بسبب فعلته، الى أن ينظر في أمره، فقد كان الاشخاص الذين يفعلون فعلة تخالف تعاليم الاسلام كانوا يحبسون في المساجد، أو في بت أحد من المسئولين حتى ينظر في أمره ويعاقب على فعلته، وبعدها تم انشاء سجن خاص بكل من يخالف الدين والقوانين المعمول بها في الدولة، يوضع بها السجين ليتم معاقبته، ومن خلال مقالنا سنتعرف على من هو اول من بنى السجون في الاسلام، وكيف كانت السجون في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولماذا لم يكن هناك سحن يحبس به كل من أجرم وارتكب الاخطاء وخالف القوانين.
السجن في الإسلام
في بداية الدعوة الاسلامية، وفي عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، كان المسلمون يحتكمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أي خالف أو مشكلة تواجههم، فقد كان الطرفان يذهبان الى الرسول عليه السلام وكل واحد منهم يحكي قصته، فيفصل الرسول بينهم ويقومان من عنده وقد انتهى الخلاف والنزاع بينهم، فكانوا يحتكمون الى اشرف واصدق المخلوقات سيدنا محمد عليه السلام، الذي كان يحكم بالعدل ووفق الشريعة والتعاليم الاسلامية، فكان رسولنا الكريم يعيش بينهم حاكما وقاضيا، فلم يكن هناك حاجة لوجود سجن للمخالفين والمتنازعين، وإن دعتْ حاجةٌ إلى الحبس فقد كان في المسجد ويوّكل مجموعةٌ من المسلمين لحراستهم، فقد سجن أبو لبابة نفسه ست ليالٍ في المسجد، كما سَجَنَ المتخلّفون عن الغزو مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنفسهم في أعمدة المسجد، واستخدمت البيوت في حبس بعض المجرمين كما حصل مع بعض يهود بني فريضة، كما استخدمت الخيام للحبس، اما السيدات اللواتي يرتكبن الخطأ ويستحققن بذلك الجزاء والعقاب، فقد كنّ يسجنّ في أحد البيوت، حيث انه لا يحق للسجينة أن تغادر هذا البيت حتى يتمّ محاسبتها، وبشكلٍ عامٍ كانت الجرائم قليلةً ويتمّ الحكم فيها حسب الشريعة الإسلامية.
اول من اخترع السجون في الإسلام
بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، أصبح هناك من الضروري إنشاء سنجن يوضع به كل من تخول له نفسه من مخالفة الدين الاسلامي، والتعاليم الاسلامية لبتعظ الأشخاص الباقون ولا يقدمون على فعل مثل هذا الخطأ الذي أدخل بسببه هذا السجن، حيث رجح أن أول بيت بني خصيصا ليكون سجنا لكل من ارتكب الخطأ والجرائم، قد كان في زمن الخليفة علي بن ابي طالب، رضي الله عنه، وهو ابن عم رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة واتم التسليم، فقد نهل علي بن ابي طالب من الرسول الكثير من علوم الفقه، وأصول الدين، وكان من أكثر ما يميز علي بن ابي طالب، الذكاء والفطنة، فكان معروفا عنه بقوة عقله وتفكيره وتدبيره، فقد شعر بأن هناك ضرورة لبناء سجن يوضع فيه كل من تسول لنفسه لأذية غيره، والحقاق الضرر بغيره وبنفسه، فقد تم بناء بيت في الكوفة، فقد كان تصميمه بسيطا جدا، فهو عبارة عن بيت من الطين تم تقويته باستخدام الحجارة، والجبس حتى لا يتمكن المسجون من الهروب والفلاذ، وقد كان يطلق عليه موقع التذليل، ولكن لم يكن وقتها أناس تقوم بأي اعمال الدارية في السجن، بل كان يوضع السجين فترة من الزمن، من اجل العودة لما كان عليه، وينال عقابه بفعل جريمته، لحين البت في جرائمهم واصدار الاحكام على فعلتهم، فقد كانت الرقعة الاسلامية في عهد علي بن ابي طالب قد توسعت كثيرا، لهذا احتاجوا بناء هذه السجون.
من خلال سطورنا السابقة استطعنا ىأن نقدم لكم من من هو اول من بنى السجون في الاسلام، كيف كان رسولنا الكريم في عهده، يحكم بين المتنازعين والمتشاجرين، حيث ان الجائم في عهد رسولنا الحبيب كانت قليلة، ولكن ان احتاجوا لحجز من ارتكب الجرائم، كان ذلك يحدث في المساجد او الخيمة وغيرها.