من هم اهل البيت الذين خصهم الله في القران، هذا سؤال كثر الاستفسار عنه من قبل المسلمين جميعا نظرا لانهم مهتمون لمعرفة من هم اهل البيت، ونظرا ايضا لكثيرة المسابقات الدينية خاصة بشهر رمضان الكريم فيقوم الاشخاص بالبحث على مواقع النت عن من هم اهل البيت الذين خصهم الله عز وجل، وعند التحدث عن اهل البيت أو آل البيت فهو عبارة عن مصطلح إسلامي يدل على جماعة من أقرباء نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ويعرف المسلمون بأن آل البيت الذين خصهم الله عز وجل لهم مكانة خاصة بين العموم مع اختلاف درجة هذه المكانة بين المذاهب الإسلامية كما ان الله عز وجل قام بذكرهم في كتابه العظيم في آية التطهير: انَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا سورة الأحزاب : آية 33، كما قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالتحدث عنهم في نصوص كثيرة وردت لنا عنه، واكتسب هذا المصطلح أهميته وشهرته، نتيجة الاختلاف بين شيوخ أهل السنة والجماعة في تفسير ماهية أهل البيت الذين ذكرهم القرآن والرسول.
مكانة اهل البيت
جاءت الكثير من الاحاديث لتدلل لنا عن مكانة وفضل اهل البيت الذين خصهم الله، ولتشير عن اهمية هذه المكانة التى اعطاها الله عز وجل لهم، ومن هذه الاحاديث كالتالي:
- عند الصلاة على النبي في قولنا كما ثبت في الصحيح فتكون صيغة الصلاة في قوله” اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ” هذا ما يلل على انه الصلاة على الرسول مقرونه باهله وأله وذلك لفضلهم ومكانتهم الكبيرة عن الله عز وجل.
- كما انه ايضا تم التحدث عن فضل فاطمة -رضي الله عنها- من قول أم المؤمنين عائشة، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال للزهراء: (أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ فَضَحِكْتُ لذلكَ) ما رُوِي في فضل وهذا لعظم مكانه فاطمة عند الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
- بالإضافة الى مكانه وفضل الحسن والحسين التي تم التحدث عنها في الكثير من الاحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ).
- كما انه لعلي بن ابي طالب الكثير من المكانة الرفيعة وجاءت احاديث تتحدث عن فضائل على بن ابي طالب رضي الله عنه ومن هذه الاحاديث عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال لعلي: (أَما تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى؟ إلَّا أنَّهُ لا نُبُوَّةَ بَعْدِي. وَسَمِعْتُهُ يقولُ يَومَ خَيْبَرَ لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ قالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقالَ: ادْعُوا لي عَلِيًّا).
ما هي حقوق اهل البيت الذين خصهم الله عز وجل
لاهل بيت الرسول عليه افضل الصلاة والسلام حقوق خاصة بهم عن الجميع، ويجب التعرف عليها ومن هذه الحقوق كما يلي:
- اولا على الجميع تقديم المحبة والمودة لهم فلا يوجد أي اختلاف بين جيمع العلماء على محبة اهل البيت وودهم نظرا لانهم اهل الرسول صلى الله عليه وسلم فهي من محبته ومودته وبالاضافة الى انه اوصى بهم خيرا.
- ثانيا على المسلمين ان يقوموا باحترام اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واكرامهم ونصرتهم امام الغرب وتقديم الولاء لهم واتباهم خطوتهم والسيرنحوها وذلك لانهم شديدي التمسك بدين الله عز وجل وقرآنه الكريم والسنة النبوية.
- ثالثا عند الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نجد اننا نصلى على اهله معه فالصلاة عليه جاءت مع الصلاة عليهم وذلك ما ورد في صحيح البخاري عن أبي حميد الساعدي، أنّ النبيّ أرشد الصحابة إلى الصلاة عليه، وعلى آله، بقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
- رابعا على المسلم دائما ان يكون الى جانب بيت اهل الرسول ويناصرهم ويشد ازرهم والعطاء والكرم لهم بل ايضا يدافع عنهم في حال حدوث أي خطر حولهم وعند التحدث عنهم لا يذكر المسلم الا اخلاقهم ومحاسنهم وفضلهم ومكانتهم الكبيرة وعند سماع أي اساءة لهم عدم السكوت تقديم النصيحة لمن يتحدث بالسوء عنهم والرحمة بهم.
- اخيرا يحق لأهل البيت حق في بيت مال المسلمين وذلك بان يتم منحهم خمس الخمس من الغنيمة والفيء في قوله تعالي عن حق اهل الرسول في الغنيمة: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى) وايضا ذكر في كتابه العظيم عن حقهم في الفيء بقوله تعالى: (مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ).
من هم أهل البيت عند أهل السنة والجماعة
ورد لنا من اهل السنة والجماعة عن اهل البيت الذين خصهم الله بالمكانة الكبيرة عنده، ان اهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم هم وزوجاته وبناته وصهره، وذلك برجوعهم لكتاب الله عز وجل في سورة الاحزاب في قوله تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) فقد قيل ان هذه الآيات قد نزلت عن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي حديث الكساء فقد تم ذكر على بن ابي طالب وضمه ايضا لأهل البيت الذين خصهم الله عز وجل، ففي صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت : خرج النبي غداة وعليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال : ﴿… إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ كانت هذه اية التطهير في كتاب الله عز وجل، وأهل بيت رسول الله عند أهل السنة والجماعة هم:
- بنات وأبناء النبي.
- أمهات المؤمنين.
- وجميع بني هاشم من آل البيت والذين بقي منهم إلى يومنا هم: آل العباس بن عبد المطلب، آل عقيل بن أبي طالب، آل علي بن أبي طالب، آل جعفر بن أبي طالب، آل الحارث بن عبد المطلب، آل أبي لهب بن عبد المطلب.
- بالإضافة الى ان الامام الشافعي قال ان اهل البيت هم بنو هاشم بن عبد مناف وبنو المطلب بن عبد مناف، وذلك كان على أساس الحديث الذي رواه البخاري: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد.
وقد نجد ان اهل السنة كانوا كثيرين المحبة وتقديم المودة لأهل البيت وذلك لعظم منزلتهم عن الله واحترامهم ونصرتهم دائما بالإضافة للصلاة عليهم التي كانت مقرونة بالصلاة على الرسول صلي الله عليه وسلم.
في هذا المقال اجبنا عن السؤال المهم حول من هم اهل البيت الذين خصهم الله في المكانة الكبيرة لديه، وحقوقهم علينا التي يجب علينا ان نلتزم بها تجاههم والتحدث عنهم بالحسنى دائما والبعد عن ذكر أي سوء عليهم، فهم اهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فعلى المسلم دائما تفقد الأسئلة الدينية والبحث عنها والتعرف على المعلومات الدينية والاستفادة منها وتوسيع معرفته الدينية حتى يكن لديه معرفة واسعة عن أمور الدين، والالتزام بها حتى ينال المسلم منزلة عند الله ويكون خير الناس.