تاريخ يوم المعلم في فلسطين وسبب انطلاقه

يوم المعلم في فلسطين، العلم هو الاساس المتين الذي تقوم عليه الامم والدول، فهو القاعدة الاساسية وسلاح الدفاع الاول، فبالعلم يتم اعلاء الهمم فالانسان المتعلم يعكس وضعا ايجابيا على دولته عن طريق مساهمته في بنائها وعلوها، والقتال في ميادين العلم يعد جهادا ايضا، ولذلك نجد ان الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا بالعلم والعلماء وتدعمهم وتعمل على توفير جميع السبل التي تساهم في تطورهم، وكما انها تهتم بسلك التعليم منذ الصغر فتولي اكبر المدرسين قيمة وعلما لتعليم الاطفال وغرس حب العلم في نفوسهم، وللمعلم دور كبير في نهضة الامم سنتعرف عليه اليوم من خلال المقال الذي بين ايدينا، وسنتطرق خاصة الى المعلم الفلسطيني .

سبب انطلاق يوم المعلم الفلسطيني

سبب انطلاق يوم المعلم الفلسطيني
سبب انطلاق يوم المعلم الفلسطيني

في عام 1972 تعرض العشرات من المعلمين للقمع والتنكيل على أيدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لدورهم الوطني المتمثل بحماية العملية التعليمية من تدخل المحتل ومحاولاته فرض الوصاية عليها، إضافةً إلى مطالبتهم بحقوقهم النقابية العادلة، وتمت هذه العملية إلى يوم الرابع عشر من كانون الأول من العام 1980م، بانطلاق أول مسيرة للمعلمين، متحديةً الاحتلال وحكمه العسكري من مدرسة المغتربين في البيرة باتجاه مبنى الحكم العسكري؛ فتعرض المعلمون  للضرب المبرح والاعتداء بالقوة المفرطة والاعتقال على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي؛ ومن ضمنهم قادة اللجنة العامة للمعلمين والتي شكلت من خلال لجان لوائية من معلمي المدارس في كل محافظة، وبعدها أعلنت اللجنة العامة للمعلمين إضراباً متتالياً لمدة 75 يومًا، ما أدى إلى انكسار وانصياع سلطات الاحتلال لمطالب المعلمين، وقد سطر المعلمون الفلسطينيون تضحيات عظيمة لمنع تمرير مخططات سلطات الاحتلال في تهويد التعليم وتزوير التاريخ والجغرافيا الفلسطينية وكل محاولات التدخل في العملية التربوية، وسجلوا مواقف وتحديات جسام خلال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى، أثناء إغلاق سلطات الاحتلال المستمر للمدارس والجامعات الفلسطينية- باللجوء إلى التعليم الشعبي؛ من أجل الحفاظ على سير العملية التعليمة الوطنية آنذاك، متحدين فيه جبروت الاحتلال الذي حاول قمعه بشدة وبشكل وحشي؛ إضافةً إلى نضالهم الوطني والنقابي في الدفاع عن قضية شعبنا الفلسطيني، ليرتقي من بين صفوفهم الشهداء، ويسقط الجرحى ويزج بأعداد كبيرة من أسودهم في سجون الاحتلال، لكنهم بقوا متسلحين بالإرادة والعزيمة، يحرسون الحلم الوطني ويزرعون الأمل في نفوس أبنائنا. إنهم الشريحة التي عاركت بعلمها وعزيمتها قسوة الحياة فأحالتها سراطا يشق عباب الظلام والجهل والعبودية. فقهرت المستحيل، دون أن ينال أحد من عزيمتها.

تاريخ يوم المعلم الفلسطيني

تحتفل فلسطين كل عام في الرابع عشر من كانون الأول بيوم المعلم الفلسطيني، الذي يعد مناسبة وطنية يعبر فيها أبناء الوطن عن إجلالهم للقامة العظيمة حاملة رسالة الأنبياء وشعلة الخلاص من مزالق الجهل والجوع والفقر والعبودية، بانية الشخصية الفلسطينية بأبعادها المعرفية والجسمية والوطنية لتصقلها ماسة فريدة عصية على الانكسار والانقياد؛ بعيدة عن التخاذل والأنانية البغيضة؛ فتجعل كل فلسطيني حلقة في مسلسل العطاء يرابط على ثغرة من ثغور الأمة والوطن، متسلحًا بالعلم والمعرفة.

 

Scroll to Top