ما هو سيد الاستغفار وما فضله، الاستغفار في الشرع هو طلب الغفران وستر الذنوب والمعاصي التي يقترفها العبد من الله تعالى، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة الاستغفار في كل وقت وحين، فالإنسان بطبعه ضعيف يخطيء ويقترف الذنوب، وقد فتح الله أبواب المغفرة لعباده شرط التذلل والاستغفار وطلب الستر من الله على كل ما اقترف من ذنوب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على دعاء الاستغفار، وأوصى به أصحابه والمسلمين، وفي مقالنا سنجيب على تساؤل ما هو سيد الاستغفار وما هو فضله.
ما هو سيد الاستغفار
الاستغفار وسيلة يستخدمها العبد للتوجه الى الله لستر ذنوبه وطلب المغفرة، وقد كان النبي وهو معصوم من الخطأ يستغفر في اليوم مائة مرة، وذلك لإقرار العبودية وشكر الله على نعمه، فما هو سيد الاستغفار الذي أوصانا النبي بالدوام عليه:
- عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دعاء سيد الاستغفار في أن يقول العبد : « اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ.
- منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .
سبب تسمية سيد الاستغفار
دعاء سيد الاستغفار هو دعاء جامع لمعاني عظيمة من الاعتراف والإقرار بالعبودية لله سبحانه وتعالى، والتودد إلى الله بطلب المغفرة والتوبة من الذنوب والمعاصي، وطلب الستر للذنوب وعدم فضحها، فقد أوصى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بهذا الدعاء الجامع التوبة والتذلل والاستغفار لله، فمن دعا بهذا الدعاء وهو مؤمن باستجابة الله لدعائه ومات في يومه غفر الله ذنبه وستره في الدنيا والآخرة وأدخله الجنة.
فضل سيد الاستغفار
سيد الاستغفار دعاء عظيم في معانيه، حيث يشتمل دعاء سيد الاستغفار على معاني عظيمة جامعة لمعاني التوبة بالتذلل وطلب العون من الله وستر الذنوب والمغفرة، وقد أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم لما له من فضل عظيم، ومن فضل سيد الاستغفار مايلي:
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: “مَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ”.
- أعظم أجر يجازي به الله عباده هو الجنة، فمن دعا بهذا الدعاء في النهار وهو مؤمن به ومات قبل غروب الشمس كان من أهل الجنة، وكذلك من دعا بسيد الاستغفار ليلاً ومات قبل طلوع الشمس وهو مؤمن به كان أيضاً من أهل الجنة.
- فدعاء الاستغفار من الأدعية التي يدعو بها العبد ربه وهو لا حول له ولا قوة، طالباً وراجياً العون والمغفرة من الله.
- وفيه اعتراف من العبد بنعم الله عليه وتقصيره في حق الله والتوبة من الذنوب وطلب الاستغفار.
أهمية الاستغفار في حياة المسلم
الاستغفار صفة المسلم يداوم عليها ليل نهار بغية التقرب من الله وطلب الغفران، وتتعدد صيغ الاستغفار ولا تقتصر على صيغة معينة، وعلى المسلم أن يكون لسانه رطب بذكر الله والاستغفار، ففي الاستغفار أهمية عظيمة في حياة المسلم كالتالي:
- في الاستغفار قرب من الله وطلب للمغفرة وتحلل من الذنوب والآثام.
- في الاستغفار تفريج الكرب وزوال الهموم والأحزان.
- عند المداومة على الاستغفار يشعر العبد بالراحة والطمأنينة وصفاء القلب.
- كثرة الاستغفار يجني ثمارها العبد بمغفرة من الله، بزيادة في الرزق والذرية الصالحة، ونزول المطر والخير، ويوم القيامة يجازي الله المستغفرين بجنات تجري فيها الأنهار، لقوله تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”.
- بالاستغفار ينال المستغفر رحمة من ربه، لقوله تعالى: “قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ ۖ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
- في الاستغفار والمداومة عليها ليل نهار وفي كل حين دفع البلاء والمحن قبل وقوعها بإذن الله.
خلق الله العباد وهو موقن بأنه الإنسان ضعيف يخطيء ويقترف الذنوب، فمن دعا الله واستغفر لذنبه وهو مؤمن بأن الله سميع غفار، فقد غفر الله ذنبه وستره، ودعاء سيد الاستغفار من أجمل الأدعية الجامعة لمعاني التوبة والاستغفار لله، وفي مقالنا وضحنا لكم ما هو سيد الاستغفار وما فضله.