ما حكم البخور في نهار رمضان، شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والرحمات، فيه يغفر الله للمسلمين الذين يعتكفون آناء الليل وأطراف النهار، ويتضرعون الى الله بالدعاء والصلوات، ويعملون الخيرات ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، في هذا الشهر العظيم يتنافس المسلمين بالتقرب لخالقهم، وكسب الحسنات ومحو الذنوب والخطايا، حيث كان يقول عمر بن الخطاب ابتهاجاً واستقبالاً بشهر رمضان: أهلاً ومرحباً بمطهر ذنوبنا، يصبح المسلمون يشعرون بجوع الفقراء ويتصدقون عليهم بمال الله، ويمدوا اليهم يد العون، وتقام شعائر وعادات جميلة برمضان حيث تكثر صلة الارحام والافطار الجماعي، ويتنافسون من يختم القرآن قبل الآخر.
ما حكم البخور في نهار رمضان؟
هناك اختلاف في آراء أئمة المذاهب الأربعة في مسألة حكم البخور في نهار رمضان، وسنبين لكم آراء كلٍ منهم:
- بدايةً الحنفية: ذهب رأي الحنفية إلى أن دخول الدُّخان أو ما يشابهه مثل البخور وغيره إلى حلق الصائم يكون مفطراً له، وقال بأن عليه الابتعاد عنه في نهار رمضان أما شم الورد أو العطر فلا يتم التعامل معه كالبخور، فالبخور بالحقيقة يصل إلى الحلق بالفعل والقصد، والعطر هو عبارة عن هواء تطيب برائحة العطر فهو لا يفطر.
- رأي المالكية: بأن أي نوع من أنواع الدخان إذا وصل إلى الحلق بقصد يعتبر مفطراً، فالدخان الناتج عن البخور والدخان الناتج عن السجائر في مذهب المالكية تعامل نفس المعاملة فهي من المفطرات، ولكن إن وصل دخان البخور بغير قصد فلا يبطل الصيام.
- أما عن الشافعية فذهبوا إلى أن كل ما يصل إلى الجوف من روائح مثل رائحة البخور وغيره من العطور لا يبطل الصيام سواء كان بقصد أو بغير قصد، لأنّها ليست من الأعيان في عُرف الصيام.
- الحنابلة: الحنابلة اتفقوا مع مذهب الشافعية بأن استنشاق البخور وشمه لا يفطر في نهار رمضان وأنه لا يعد من المفطرات فهو ليس ممّا يُؤكَل، أو يُشرَب.
وبهذا نصل إلى أن استعمال البخور وشمه دون استنشاقه ووصوله إلى الجوف لا يفسد الصيام، ولكن استنشاقه المتعمد والمقصود يبطل الصيام فورد في الحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (بالِغْ في الاستنشاقِ، إلَّا أن تَكونَ صائمًا).
هذا ما ورد إلينا في حكم البخور في نهار رمضان والذي قام باستنباطه الفقهاء والأئمة الأربعة من كتاب الله والسنة النبوية.