تقرير عن الحضارات القديمة في عمان، يذكر التاريخ لنا أن عُمان سميت بثلاثة أسماء وهي: عُمان، ومجان، ومزون، وهذه الأسماء إن دلت فهي تدل على تعاقب الحضارات التاريخية على هذه المدينة فلقد ارتبط اسم مجان تاريخياً طبقاً للغة السومرية بصناعة السفن وصهر النحاس، أما اسم مزون والتي هي مشتقة من المزن وهي السحاب فقد ارتبط بوفرة المياه في تلك الفترة وأما عمان فقد ارتبط بهجرة بعض القبائل العربية من اليمن الى هذه المدينة، ومن خلال مقالنا سنجيب على سؤال تقرير عن الحضارات القديمة في عمان.
تقرير عن الحضارات القديمة في عمان
تقع عُمان في الجنوب الشرقي من شبه الجزيرة العربية وتمتد إلى ناحية شبه القارة الهندية، وتقع بالقرب من مدخل البحر الأحمر وتعتبر مدخلاً لمنطقة الخليج العربي، كما وتمتد السهول الخصبة على سواحلها في الشمال والجنوب وتنتشر الواحات في مناطقها الداخلية وعلى المنحدرات الجبلية التي كانت محط للاستيطان الحضاري الأول في عمان التاريخية، إن لطول السواحل العمانية وجزرها التي امتدت أمامها تأثيراً كبيراً على اقتصادها منذ القدم وحتى يومها هذا، وفي سطور مقالنا القادمة سنتعرف على تاريخ عمان على مر العصور بالتفصيل.
تاريخ عمان القديم
لقد اشتهر العمانيون بالملاحة منذ القدم فكان لهم صلات قديمة في العالم القديم فقد اتصلوا بآسيا وأفريقيا منذ زمن قديم ونتج عن هذا الاتصال كثير من الآثار السلبية عليها فان انفتاح عمان على تلك البلاد والأقطار جعل حكامها يعرفون الكثير عن عمان فعرفوا أين تكمن مناطق القوة والضعف في هذه المدينة، وبذلك استطاع الفرس من بسط سيطرتهم على عمان وحكمها من عام 597 ق.م وحتى 120م وأطلقوا عليها اسم مزون أي السحابة الماطرة، وبعد حكم الفرس لعمان جاء مالك بن فهم ليستقر في عمان ومعه ستة آلاف من الجنود وبعد رفض الفرس لاستقراره في عمان قامت بينهم حروب عنيفة انتهت بهزيمة الفرس واستيلاء مالك على عمان وممتلكات الفرس فيها.
تاريخ عمان بعد الاسلام والحضارة الاسلامية فيها
تشير كثير من المصادر والروايات التاريخية الى أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من بادر بدعوة عمان وحكامها إلى الإسلام، فمع التوسع الإسلامي وبعد أن أصبح الإسلام هو القوة الكبرى في كل البلاد العربية كانت عمان من أول البلاد العربية التي دخلت الإسلام دون تردد أو خوف وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا لأهل عمان فقال: ” رحم الله أهل الغبيراء (أهل عمان) آمنوا بي ولم يروني”، ويروي المؤرخون أن العمانيين دخلوا الإسلام في عام 630م وبقي العمانيون تحت حكم الدول الاسلامية المتتابعة منذ زمن الخلافة والدولة الاموية والعباسية والسلجوقية.
الامبراطورية العمانية بعد الاستعمار
فنظراً لموقع عمان الاستراتيجي الهام والذي كان محط اهتمام الكثير من الحضارات السابقة في العصور القديمة والوسطى، فلم تسلم حديثاً من التدخلات الاستعمارية فقد تمكن البرتغاليون من فرض سيطرتهم على المناطق المحيطة من مدينة مسقط، كما وقامت الدولة العثمانية ببسط سيطرتها على مدينة مسقط واستمرت سيطرتها على المدينة منذ عام 1581م وحتى 1888م، ولقد جذب البرتغاليين ساحل عمان وخصوبته فقاموا باحتلال البلد عام 1507م إلا أن العمانيين جمعوا قواتهم وحاربوا البرتغاليين وتمكنوا من إخراجهم من بلادهم عام 1650م وبذلك استطاع الإمام العماني سيف بن سلطان أن يطرد الاحتلال البرتغالي من عمان ومسقط وبدأ ببناء الامبراطورية العمانية التي أخذت في التوسع لتصل باكستان، حيث أصبحت امبراطورية قوية اشتهرت بأساطيلها البحرية والعسكرية، كما واعتمدت على قوتها البحرية فقد كانت سفنها تبحر عباب البحار وتقوم بنقل التجارة بين الهند وبلاد العرب .
عمان في العصر الحديث
تولي السلطان قابوس لحكم سلطنة عمان في اليوم الثالث عشر من يوليو عام 1970 م وكانت بذلك بداية النهضة العمانية الحديثة حيث بحكمه انتقلت البلاد من دولة مستعمرة قديمة إلى دولة عصرية حضارية ذات أنظمة إدارية ومؤسسات تعليمية وصحية وتجارية وزراعية وسياسية، كما وانتهجت نهجاً جديداً لإيجاد علاقات متينة وناجحة مع جيرانها من الدول بصفة خاصة ومع دول سائر العالم بصفة عامة، وإضافة إلى ذلك فقد أصبحت عضواً في الأمم المتحدة كما وانضمت إلى جامعة الدول العربية.
الى هنا نأتي الى ختام مقالنا بالتعرف على تقرير عن الحضارات القديمة في عمان بالتفصيل.