صحة حديث يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه، شهر رمضان المبارك شهر الخير والكرم والجود والبركة والطاعات والأجر والثواب الكبير من الله سبحانه، يتضرع فيها العبد بالخشوع والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم الذي أنزله الله علي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وانزل فيه الكثير من المعاني والدلالات والتفسيرات التي تدل علي فضل ليلة القدر المباركة وشهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرحمة والتوبة والعتق من النار.
ما صحة حديث يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه
يقبل علينا شهر رمضان المبارك بعد غياب طال أمده، حيث يحمل شهر رمضان الفضيل الترتيب التاسع في التقويم الهجري بعد شهر شعبان، يحمل هذا الكريم مكانة خاصة وفريدة ومميزة في قلوب المسلمين، لأنه الشهر الذي شرفه المولى عز وجل بنزول القرآن الكريم فيه في ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر المباركة، تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان، يضاعف المولى تبارك وتعالى فيه الأجر والثواب، فيقبل المسلمون على شهر رمضان الفضيل بالطاعات والعبادات وأهمها الدعاء لأنه مخ العبادة وجوهرها، ولأنه شهر رمضان شهر البركات والخيرات فالدعاء من أقوى وأنجع الأسباب في تفريج الكربات والهموم.
- ولكن انتشر في الآونة الأخيرة دعاء يتساءل الكثيرون عن صحته ألا وهو : [عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا بَصُرَ بِي قَالَ لِي: يَا جَابِرُ، هَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَوَدِّعْهُ وَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيَامِنَا إِيَّاهُ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِي مَرْحُومَاً وَلَا تَجْعَلْنِي مَحْرُومَاً، فَإِنَّهُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ظَفِرَ بِإِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ، إِمَّا بِبُلُوغِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَإِمَّا بِغُفْرَانِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ].
- لقد اتفق الفقهاء الأكارم وعلماء الأمة الإسلامية، أنه لا صحة لورود هذا الحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه حديث موضوع من عند الشيعة فقد انتشر كثيرا بينهم، ويتم تداوله وتناقله بين الشيعة بشكل كبير، ولا تجوز رواية هذا الحديث إلا لبيان وضعه فقط، ولا وجود له في كتب السنة، وإنما موجود في كتب الشيعة.
شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات، وهو شهر العتق من النيران، وتتزين الجنة لعباد الله المؤمنين الصالحين في هذا الشهر الكريم، حيث أعد الله تبارك وتعالى بابا يسمى الريان وهذا باب في الجنة خاصا للصائمين فقط، يحرص المؤمنون على التقرب من المولى عز وجل، وعلى نيل مرضاته، وعلى بلوغ أعلى درجات الإيمان والإحسان بأداء مختلف الطاعات من الصيام والصلاة والصدقات والزكاة والدعاء حيث يتحرى المسلمون أوقات الدعاء في هذا الشهر الفضيل، وبما أنه يتم تداول جوامع الأدعية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأحاديث الخاصة بالأدعية في شهر رمضان المبارك، كنا قد بينا لكم في هذا المقال ما صحة حديث يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودعه، وعرفنا أنه حديث موضوع لا صحة لوروده عن النبي محمد صلى الله وسلم، ولا وجود له في كتب السنة.