شرح قصيدة مناجاة عصفور لابو القاسم الشابي

شرح قصيدة مناجاة عصفور، تنوعت القصائد واختلف ما بين الشعراء في العصر العباسي والجاهلي، وقد تميزت الكثير من القصائد بالفخر والحب والوفاء والإعتزاز حيث ان البعض منها توصف مظاهر الطبيعة وتناولت الحديث عن الكثير من الأمور التي تواجه حياة الشاعر ويعبر بطريقته أسلوبه الخاص، ومن بين تلك القصائد التي يبحث عنها العديد من الأفراد شرح قصيدة مناجاة عصفور، نوضحها في السطور التالية،

معلومات عن الشاعر أبو القاسم الشابي

معلومات عن الشاعر أبو القاسم الشابي
معلومات عن الشاعر أبو القاسم الشابي

إن الشاعر أبو القاسم الشابي هو شاعر تونسي الأصل يعد من شعراء العصر الحديث، من مواليد بلدة توزر في تونس، ولقّب بشاعر الخضراء، حيث تلقن علم اللغة العربية في المعهد التونسي، وتخرّج في مدرسة الحقوق التونسية، حصل على الشهرة الكبيرة، وقد برز له ديوان شعري بعنوان “ديوان أغاني الحياة” ومجموعة روايات، كذلك ألّف كتبًا في المجال الأدبي منها كتاب بعنوان “الخيال الشعري عند العرب”،.

حيث أن أسلوبه في الكتابة مفعما بالإحساس الرائع، وبالتالي إن قوة الإحساس الموجودة في أعماله هي التي زادت من قوّة أعماله والإبداع في الشعر، وتعددت أهداف شعره ما بين الأغراض الوطنية، ووصف الطبيعة، ووصف المرأة وفي كل منها كان يظهر الشابي جزءًا مما يصف، بحيث يكون متناسق معه بقوة إحساسه ورهافة روحه وصدق مشاعره.

أبيات قصيدة مناجاة عصفور الشاعر أبو القاسم

أبيات قصيدة مناجاة عصفور الشاعر أبو القاسم
أبيات قصيدة مناجاة عصفور الشاعر أبو القاسم

يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا
ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً
وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ
غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ
تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ
غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة ٌ
لكن مودَّة طائر مأسورِ
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ
لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ…
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني
مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي
فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى
مشبوبة بعواطفي وشعوري
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ
كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ
واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها
روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ
لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري
يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه
مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ
ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به
يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ
غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي
ما بينهم كالبلبل المأسورِ
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري،
وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري
يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني
مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ
تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ
فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري!
ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ
متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ
وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره
ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ
لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي
ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكا
ـكاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ
حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ٌ
تختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة ٌ
بموَّار الدَّم المهْدورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا
تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ
لكل دعارة وفجورِ؟
يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!
قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها
رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ
واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي
ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير
وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً
في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ
ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً
ألاّقة ، في دوحة وزهورِ… ‍‍‍‍‍

شرح قصيدة مناجاة عصفور للشاعر أبو القاسم الشابي

شرح قصيدة مناجاة عصفور للشاعر أبو القاسم الشابي
شرح قصيدة مناجاة عصفور للشاعر أبو القاسم الشابي

قصيدة مناجاة طائر للشاعر أبو القاسم الشابي وهي قصيدة مشتملة على وصف الطبيعة الجميلة والخلّابة، والذي يجعل القارئ يشعر وكأنّه جزء من تلك المشاهد الرائعة، والموصوف الرئيس في قصيدة مناجاة طائر هو الطائر ومناجاته التي لفتت نظر الشاعر، وبدأ بوصفه ثم وصف مشاهد الطبيعة الخلابة من حوله، وشرْحُ أبيات القصيدة من خلال مشاهدة الفيديو التالي:

Scroll to Top