موضوع انشائي حول التضامن كامل العناصر، يحتفل العالم سنوياً بيوم التضامن العالمي والذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2005م وذلك في العشرين من ديسمبر من كل عام بهدف تعزيز التعاون والوعي بين الأفراد والتأكيد على الوحدة الإنسانية لتحقيق التنمية الدائمة والقضاء على التفرقة والفقر، وها نحن على أعتاب ذلك اليوم لذا سنقدم من خلال مقالنا موضوع انشائي حول التضامن كامل العناصر.
موضوع انشائي حول التضامن كامل العناصر
للموضوع الإنشائي عناصر يجب أن تتوافر فيه لكي يصبح موضعاً انشائياً متكاملاً وعناصر الموضوع هي: مقدمة الموضوع، عرض الموضوع، والخاتمة. وسنوضح هذه العناصر من خلال موضوعنا عن التضامن.
مقدمة حول موضوع التضامن
يعد التضامن إحدى السلوكيات الضرورية الواجب توافرها في المجتمعات بشكل عام، لبناء مجتمع صحيحاً ينعم أفرادها بعلاقات انسانية سليمة مبنية على المحبة والتعاون معززة دور التكافل الاجتماعي، حيث يساند القوي فيه الضعيف والغني يساعد فيه المحتاج في حالة من التعاون والمآثرة بين أفراده، لينعم بحياة آمنة متكاملة متساندة يعمها السلام والمحبة.
تعبير عن التضامن الانساني
التضامن يعني الاتحاد والتعاون وهو سلوك انساني راقي يعضد به المجتمعات، فهو يتمثل بتخفيف معاناة الناس، لقد نادت به الديانات السماوية السمحاء كما نادت به الشعوب الإنسانية والمواثيق والقوانين الدولية، فالتضامن هو الإحساس والشعور من أجل الآخر وتلاشي الأنا، فالتضامن مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والجماعات رغم الاختلافات البشرية والثقافية والدينية، وكلٌ مسؤولٌ حسب قدراته، لكن هناك أناس تقتصر بالتضامن مع العائلة أو مع الجيران أو الحي والقرية التي يعيشون بها، لكن معنى التضامن أسمى بكثير من ذلك فالتضامن لايقتصر على قريب وجار بل يشمل الإنسانية جمعاء.
التضامن في المفهوم الإسلامي
اتخذ الإسلام طريق للتضامن بين المسلمين فأقر الأخوة الدينية بين المسلمين، قال تعالى: ” إنما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلحوا بينَ أخَوَيكمْ واتقوا اللهَ لعلكمْ تُرحمونَ”، وهذا أقوى وأصدق تعبير لمفهوم التضامن الإسلامي الذي يبعث في النفوس التوادد والتراحم بين المسلمين بعضهم البعض، كما أن الإسلام ربط بين الناس برباط فطري وقلبي فوحّد بين بني البشر، قال تعالى: ” يأيها الناسُ إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ” الناس لآدم وآدم من تراب” هذا هو التضامن الإنساني الذي نادى به الدين الإسلامي والتي تنادي به الشعوب اليوم، لتحيا بأمان وسلام، كما أن التضامن في الإسلام شمل جميع جوانب الحياة فقد شمل الجوانب المادية والسياسية والاجتماعية والروحية، فقد وازن الإسلام بين حاجات الإنسان الفطرية والمادية وبين المطالب الروحية الذي دعا إليها وهذبها الحس الإيماني.
دور الأسرة في تعزيز التضامن الانساني لدى الأبناء
الأسرة هي النواة والبذرة الأساسية التي يتفرع منها الأجيال، اذ تتمحور الأسرة على الأبوين الزوج والزوجة اللذان يكون عليهما دور كبير في تربية الأبناء تربية حسنة، فان أحسن الزوجان تربية أبنائهما حسُن المجتمع وان فشلا ساء حال المجتمع وتدهور، فالواجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة للأبناء، ويعملوا على غرس القيم الحميدة في نفوس أبنائهما، وأن يعززوا فيهم الكثير من المبادئ التي تبدأ من البيت كالتعاون بين الأفراد واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير وغيرها، ثم تنتقل هذه المبادئ ليتم تطبيقها على نطاق أوسع في الحي والمدرسة والنادي…الخ، لترسيخ تلك المبادئ وتكون مبدأ وأسلوب حياة.
الآثار الجانبية للتضامن الانساني
التضامن الانساني من أهم الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات وتقوى بها الروابط، وبالتضامن الانساني يزدهر المجتمع ويتطور، ويترك في النفس آثاراً ايجابية عظيمة، وهنا وجب علينا أن نستذكر الآثار الجانبية للتضامن الاجتماعي على النحو التالي:
- يساهم التضامن الانساني ببناء روابط مجتمعية قوية بين الأفراد، لينشأ مجمعاً قوياً متماسكاً.
- تسود المحبة والألفة بين أفراد المجتمع.
- بالتضامن الانساني يتعرف على فرد في المجتمع على المهام الموكله اليه وينجزها بكل جد واجتهاد.
- يساعد التضامن الاجتماعي في القضاء على بعض الظواهر كالفقر والبطالة وكذلك الجريمة.
- تقوية أواصر التعاون بين الأفراد وتعزيز التكافل الاجتماعي.
- بالتضامن الانساني يمكن تحقيق الأهداف والطموحات، والوصول الى الغايات بسهولة ويسر.
خاتمة عن التضامن الانساني
فالتضامن يمثل حسنة يفعلها الإنسان ليجني من خلالها الأجر والثواب من الله عز وجل ومحبة الناس له، والتضامن لايتحقق إلا عندما يشعر الإنسان بهم أخيه ويفرجه عنه عندها تطمئن الأرواح وتستبشر بأن الدنيا مازالت بخير، وأن الخير موجود في هذه الأمة مادام هناك أناس يقدمون المساعدات دون أجر مرجو من ورائها.
الحياة مدرسة يتعلم فيها الانسان الكثير من الأشياء، لذلك عليه اختيار الأشياء الحسنة واتباعها وترك السئ وتجنبه، وأن يبني لنفسه طريق من القيم والمبادئ لتكون نهج حياته المستقبلية، الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا بالحديث عن موضوع انشائي حول التضامن كامل العناصر.