كفارة من افطر متعمدا في رمضان

كفارة من افطر متعمدا في رمضان، شهر رمضان المبارك خير الشهور، وهو شهر العبادة وتجديد الإيمان وزيادة التقى، وهو شهر الصلاة وقراءة القرآن الكريم، لهذا فإنّ المسلم يستغل هذا الشهر الفضيل في زيادة حسناته وتثقيل موازينه لنيل رضى الله تعالى، والخاسر حقًا هو الذي يفوته هذا الشهر دون أن يُجدد الإيمان في قلبه، شهر رمضان المبارك شهر الصبر واستجابة الدعوات، فالمسلم عندما يمتنع عن تناول الطعام والشراب الذي يشتهيه، فإنما يصبر عنها ويتعلّم كيف يشعر مع الفقراء، ويؤدي فريضة عظيمة فيها الكثير من معاني الخير.

حكم من أفطر في رمضان عمدا عند المالكية

المالكية هي أحد المذاهب الأربعة التي يتبعها المسلمون في الأخذ بتعاليمهم الدينية، بالإضافة إلى الشافعية والحنفية والحنبلية، وسنفصل القول هنا في حكم من أفطر في رمضان متعمداً، وما كفارة من افطر متعمدا في رمضان، وسنتحدث هنا عن ما قاله المذهب المالكي بهذا الخصوص، وهذا الشأن، وهو كالتالي:

• تجب الكفارة على من أفطر في نهار رمضان، سواء كان هذا الإفطار بالطعام أو الشراب، أو القيء المتعمد، أو ابتلاع شيء يدخل الجوف متعمداً، أو الجماع.
• ولا كفارة على الجاهل الذي لا يعلم بحكم الإفطار متعمداً في رمضان، ولا على من أفطر بالإكراه ولم يكن ذلك بإراداه، ولا كفارة كذلك على من نسي، أو من دخل الطعام إلى الجوف دون قصد من الأنف أو الأذن.

كفارة من أفطر متعمدا في نهار رمضان

أجمع العلماء في حكم كفارة من افطر متعمدا في رمضان، أن من أفطر عمداً بالجماع تلزمه كفارة، فهذا حكلم متفق بين الأئمة الأربع، لا اختلاف فيه بينهم، أما الذي كفارة من افطر متعمدا في رمضان بغير جماع، فقد اختلف فيه العلما، وانقسموا قسمين، ولهما فيه رأيين، نذكرهما هنا:

• الأول: وجوب الكفارة إذا أفطر متعمداً بالأكل والشراب ونحوهما في نهار رمضان.

1. ذهب إلى هذا القول المالكية والحنفية، كذلك قال به أبو ثور، واسحق، والحسن، الثوري، والزهري، والأوزاعي.
2. الدليل الذي استدلوا به على هذا الحكم هو، أنه على زمن الرسول أفطر رجل في رمضان، فأمره الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأن يعتق رقبة. دون أن يسأل عن سبب الإفطار فجميعهم واحد.
3. كذلك استدلوا بقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام:( من أفطر في رمضان متعمداً، فعليه ما على المظاهر). أي أن عليه جزاء المظاهر، والمظاهر عليه كفارة، دون النظر أيضاً لسبب الإفطار.
4. وذلك استناداً إلى أن الكفارة متعلقة بانتهاك حرمة الشهر الكريم، وبالفساد والإفساد، لا يقتصر ذلك على إفسادها بالجماع، بل انتهاكها وإفسادها هو الحرام.

• الرأي الثاني: عدم وجوب الكفارة بتعمد الأكل والشرب ونحوهما، في نهار الصيام في شهر رمضان.

1. ذهب إلى هذا الرأي الثاني كل من: الشافعية، والحنابلة، كذلك سعيد ابن جابر، وابن سيرين، وابن حماد، والنخعي، وداود.
2. استدلوا على قولهم بأن الأصل عدم الكفارة، إلا ماورد في الشرع بوجوب كفارته وهو الجماع، وما غير ذلك من أسباب الإفطار متعمداً لا تدخل في معنى الجماع عندهم.
3. وكذلك قالوا بأنه لا نص يوجب كفارة من افطر متعمدا في رمضان، إذا كان ما يفطر هو من طعام أو شراب أو بلع شيء، وهذا لا يقاس على الجماع.

كفارة إفطار يوم في رمضان بدون عذر

• كفارة من افطر متعمدا في رمضان في الإسلام، التي اتفق عليها الجمهور لمن أفطر متعمداً في نهار رمضان هي، إعتاق رقبة مؤمنة، ومن لم يستطع ذلك، يصوم شهرين متتاليين، ومن لم يستطع ذلك أيضا عليه إطعام ستين مسكيناً.
• ولا يترك إحداها ويذهب إلى الأخر إلا في حال عدم القدرة على ذلك.
• أما مذهبا المالكية في كفارة من افطر متعمدا في رمضان، فهو التخيير، فيستطيع أن يكفر بأي منها، ويفضلون الإطعام عندهم.

كفارة المفطر عمداً في رمضان

كفارة من افطر متعمدا في رمضان، يعتبر الإفطار في نهار رمضان عمداً، من كبائر الذنوب، وجب الندم عليها والاستغفار والتوبة الصادقة على هذا الفعل، وأجمع جمهور الفقهاء أن كفارة من افطر متعمدا في رمضان بجماع، فعليه الكفارة العظمى بصيام شهرين متتالين أي 60 يوم متتابعة، وإن لم يقدر على ذلك يطعم ستين مسكيناً، أما المالكية والحنفية يوجبون كفارة من افطر متعمدا في رمضان سواء كان سبب هذا الإفطار الجماع أو غيره.

أوسعنا الحديث في مقالنا هذا عن كفارة من افطر متعمدا في رمضان، وما الحالات التي تجب فيها الكفارة عند الإفطار متعمداً، كما أننا ذكرنا آراء العلماء واختلافهم في هذه النقطة، وما حكم من أفطر متعمداً في رمضان، كل هذا أجملناه في مقالنا، نتمنى من الله أن تعم الفائدة من هذا المقال، وندعو الله أن يقدرنا على صيام رمضان، وطاعته والابتعاد عن معصيته.