هل صلاة التهجد جماعة في رمضان بدعة؟

هل صلاة التهجد جماعة في رمضان بدعة؟، يعد شهر رمضان ذو أهمية دينية كبيرة، ففيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وصيامه كاملاً يكفر الذنوب والخطايا والمعاصي، وفيه يتصدق المسلمون على الفقراء والمساكين، كما أنّ ثواب العمرة في هذا الشهر مضاعف بأضعاف عديدة، وفيه ليلة القدر، والتي اعتبرها الله سبحانه وتعالى خير من ألف شهر، حيث تنزل الملائكة فيها على الأرض وتُفتح أبواب السماء للمحتاجين والمتضرعين لله، إضافة لذلك يمتاز شهر رمضان بصلاة التراويح، والتي تقرب العبد من الله وتجعله يسارع لنيل رضاه ومحبته، كما توفر جواً من الأمان له، كما أنه شهر مدراس القرآن والجود.

ما حكم صلاة التهجد جماعة في شهر رمضان المبارك

ما حكم صلاة التهجد جماعة في شهر رمضان المبارك
ما حكم صلاة التهجد جماعة في شهر رمضان المبارك

يحمل شهر رمضان المبارك قدسية خاصة في قلوب المسلمين، ويتفرد بمكان مميزة وفريدة في وجدان المسلمين، كونه الشهر الذي خصه المولى الحق تبارك وتعالى بفريضة الصيام وهي الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها الإسلام بعد فريضة الصلاة والزكاة، وكونه الشهر الذي خصه الحق تبارك وتعالى بنزول القرآن الكريم في ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر، يحرص المسلمون على أداء الطاعات والعبادات تقربا من الله عز وجل، وطمعا في نيل الأجر والثواب، لما تتضاعف فيه الحسنات والأجر في هذا الشهر المبارك، يصلي فيه المسلمون صلاة التراويح جماعة في المسجد، ويصلي المسلمون صلاة التهجد فما حكم صلاة التهجد جماعة، هذا ما سنجيبكم عليه في موقعنا المنصة :

  • صلاة التهجد سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى  الله عليه وسلم، حالها حال صلاة التراويح، وصلاة التهجد لها من الأجر العظيم أجزاه، ومن الخير العظيم، وتكون صلاة التهجد صلاة قيام الليل بعد النوم، خاصة عندما يؤديها المسلم في الثلث الليل الأخير، أو في ثلت لليل من بعد نصفه في جوف الليل، ففيها الأجر الكبير، والفضل العظيم، ومن أفضل صلوات التطوع هي صلاة التهجد، لقول الحق تبارك وتعالى في منزل التحكيم :{إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}.
  • فلو صلى المسلم صلاة التراويح، ثم صلى صلاة الوتر، ثم قام من الليل وصلى صلاة التهجد، فلا بأس في ذلك، ولا يجب عليه إعادة صلاة الوتر التي صلاها مع الإمام في المسجد، بل يكفيه صلاة الوتر التي صلاها مع الإمام في المسجد.
  • ثم إذا صلى المرء صلاة التهجد في الليل ما قدر الله له أن يصلي، ثم صلى بعدها صلاة الوتر، فلا مانع في ذلك، ولكن يضيع بذلك متابعة الإمام، والأفضل أن يتابع مع الإمام وأن يصلي صلاة الوتر معه، وذلك لقول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم: “من قام مع الإمام حتى ينصرف ؛ كتب له قيام ليلة.
  • وأما صلاة التهجد في المساجد مشروعة باتفاق جميع العلماء والأئمة لقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلي بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يخف علي مَكانكم. ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. رواه البخاري ومسلم.
  • وعن وعن أَبي ذَرٍ رضي الله عنه قال: «صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُصَلِّ بِنا حتى بقي سبع من الشهر  فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في  الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له يا رسولَ الله لو نفَّلْتَنَا بقية ليلتنا هذه؟ فقال إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة كاملة. ثم لم يصل بنا حتي بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تَخَوَّفْنَا الفَلاَحَ، قلت له: وما الفلاح؟ قال: «السُّحورُ» رواه أحمد والنسائي والترمذي، وقال حديث حسن صحيح . كما صححه ابن حبان.
  • ولكن الخلاف كان في الاستحباب هل يستحب صلاتها جماعة في المسجد، أم تصلى فرادى في المنازل والبيوت، والأمر يرجع لخشوع الإنسان ونشاطه ومدى إخلاصه فإن كانت صلاته مع الجماعة أفضل له وأكثر نشاطا ويستطيع فيها المحافظ على إخلاصه وخشوعه فصلاته مع الجماعة أولى وأنفع له من صلاته منفردا، وكذا الأمر في حال صلاته منفردا من غير الجماعة، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

يأتي شهر رمضان المبارك شهر الخير والعطايا والإحسان من رب العباد، شهر يحمل قدومه الخيرات والبركات والإحسان من رب العالمين، فيه يتقرب المسلمون إلى الله تبارك وتعالى بالطاعات والعبادات المتنوعة من من أداء فريضة الصيام، وأداء صلاة التراويح وصلاة التهجد، حيث يكثر السؤال مع قدوم شهر رمضان المبارك حول هل صلاة التهجد جماعة في رمضان بدعة؟، كونه الشهر الذي يلملم فيه المرء المسلم شتات أمره ودنياه فيما مضى من أيامه الخالية، ويعيد ترتيب ذاته ونفسه، ويدعو  بقلب مخلص صادق منيب، وبيقين ثابت راسخ بأن الذي رفع الدعاء إلى السماء لن يخيب ظنه ورجاءه، وسيرتب له الإجابة بأفضل وأحسن مما يتمنى ويدعو، فكل عام وأنتم بخير، تقبل الله صيامكم وقيامكم وصلواتكم.

Scroll to Top