ما حكم النيه في صيام رمضان

ما حكم النيه في صيام رمضان الذي يصومه المسلمون من كل عام، يستطيع شهر رمضان أن يبعث فينا البهجة والفرح فتقف الكلمات عاجزة عن التعبير عن فرحتنا بحضوره، وفيه يرجع العاصي والغافل تائبًا، ويكثر فيه الصالح من أعمال الخير، يحتضن الجميع ليصبح التوجه نحو الله مُراد الجميع وشغلهم، ويتسابق الشباب في ختمات القرآن الكريم، ويتدون بعضهم، ويتدارس الناس كلماته فتهديهم أروع المعاني التي جعلها الله معجزة لخاتم الأنبياء -صلى الله عليه وسلم-، ويكافئ الله كل عامل مخلص أضعافًا في هذا الشهر الكريم، فيمحو السيئات لكثير من عباده رحمة ومغفرة نتيجة صبرهم على ساعات وأيام معدودات.

 ما حكم النية في صيام شهر رمضان

 ما حكم النية في صيام شهر رمضان
 ما حكم النية في صيام شهر رمضان

وكما تم الذكر خلال السطور السابقة أن الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة الذي لا يصح الإسلام بدونه، وهو فرض بالغ عاقل  على كل مسلم بالغ عاقل قادر، ومن الجدير بالذكر أن النية في صيام رمضان هي أن يقصد الصائم أن يصوم شهر رمضان، وهي ضرورية من أجل أن تتم صحة الصيام، وذلك بناء على اجتماع أهل الدين واتفاقهم على ذلك، لأن الصيام يُعد من أهم العبادات والعبادة لا تكون صحيحة دون نية القلب القيام بها، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه ما يؤكد على ذلك قوله تعالى: “إنما الأعمال بالنيات”، وتم التأكيد على صحة ذلك أيضاً في حديث نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: “من لم يبيت نية الصيام فلا صيام له”، ومن الصحيح البدء بعقد نية الصيام مع بداية دخول أول قسط من المساء ولا يوجب مع طلوع الفجر، وذلك بسبب صعوبة تتبع طلوع الفجر، لذلك الله الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين وأجاز نية الصيام في أي وقت من الليل، وكما قال الإمام الشافعي رحمة الله عليه: “لا يجزي صوم رمضان إلا بنية كما لا تجزي الصلاة إلا بنية”.

حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان

حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان
حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان

لقد اختلف علماء الدين في حكم تجديد النية في كل يوم من رمضان، وبنوا اختلافهما هذا على قولين مهمان، وهما:

  • لقد أجمعت مذاهب الحنفية والحنابلة والشافعية على أنه  من الواجب أن يتم تجديد نية الصيام لكل يوم من رمضان من أجل أن يكون هذا الصيام صحيحاً، وذلك بناء على ما تم ذكره في السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: “إنما الاعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى”، ولقد تم التدليل على ذلك بأن الصوم هو عبادة مستقلة بحد ذاتها ومسقطة لفرض وقتها.
  • والقول الثاني هو أن ما يستوجب فيه المتابعة بشكل يومي تكفي أن تكون النية في بدايته، واذا انقطعت المتابعة لعذر مباح، ثم تم العودة الى الصوم مرة أخرى فيجب عليه أن يقوم بتجديد نية الصيام، وذلك لأن العبادة التي تكون متتابعة هي نفس العبادة الواحدة من حيث ترابطها فيما بينها مع بعضها ومنع التباعد بينهما، لذلك  تجوز النية الواحدة،  بالإضافة الى ذلك فإن النية اذا لم تقع فعلاً في كل ليلة، فهي تكون واقعة من حيث الحكم،  وذلك لأن الحكم الأساسي هو عدم فصل النية وقطعها.

وبعد الانتهاء من مقالنا هذا نكون قد علمنا ما حكم النيه في صيام رمضان، وأن الصوم لا يصح بدون وجود نية سابقة له، ولقد تم الاتفاق على ذلك بإجماع المذاهب الفقهية الأربعة، وهي: الحنفية والحنابلة والشافعية والمالكية، وكما أن بعض المذاهب قالت أنه لا يجوز  صوم رمضان بدون تجديد نية الصيام في كل يوم من رمضان، وبعضها الآخر قال أن الصوم اذا كان متتابع تكفي نية الصوم في بدايته، واذا تم قطع الصوم بعذر مباح يتم تجديد نية الصوم مرة أخرى، هذا والله أعلى واعلم.

Scroll to Top