حكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزا مستمراً، ما يجب الإشارة إليه أنه يوجد الكثير من حالات الاشخاص الغير قادرين علي صيام شهر رمضان المبارك وذلك بسبب الحالة الصحية السيئة التي يعانون منها، حيث ان الدين الاسلامي هو دين يسر وليس عسر، فقد وردت العديد من الفتاوي بخصوص هذا الموضوع.
حكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزا مستمراً: جائز واجب مستحب
مع قدوم شهر رمضان المبارك تكثُر التساؤلات عبر المواقع الالكترونية عن حكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزاً مستمراً، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياماً معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أُخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”، فحكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام كما هو موضح كالتالي:
- أباح الله تعالى لعباده غير القادرين على الصيام الافطار في شهر رمضان المبارك، فمن يكون مصاباً بمرض يجعله عاجزاً عن الصيام، أو أن يكون الصيام يضره أو يؤخر شفائه أو يزيد من مرضه، فيُستحب له أن يفطر في شهر رمضان، فالله تعالى يعطي له الرخصة بأن يفطر ولكن ذلك بشرط أن يُطعم كل يوم مسكيناً نصف صاع عن يوم افطاره، ومقدار افطار المسكين هو كيلو ونصف تقريباً من الأرز أو الحنطة أو التمر أو غيرها من خيرات البلد، فالافطار للعاجز عن الصيام هو جائز ولكن بشرط اطعام مساكين عن كل يوم من افطاره في رمضان.
- أما إذا كان المرض يُرجى برؤه، فإن الواجب على المريض قضاء ما أفطره خلال شهر رمضان حتى يتم الشفاء، فيؤخر قضاء ما عليه من صيام حتى يشفيه الله من مرضه، فهنا يُستحب قضاء الصيام، فالصيام خير لهم من الاطعام.
- من جهة أخرى اذا قرر الأطباء أن هذا المرض لا يُرجى برؤه، فإن عليك أن تقضي بعد الشفاء ولو طال الأمد، ولو بعد سنة أو سنتين أو ثلاث حتى يشفيك الله، ثم تقضي ما عليك من أيام الصيام، أما إن قرر الأطباء المختصون بهذا المرض مُزمن وأنه لا يزول وأنه مستمر، فإنه يكفيك اطعام المساكين عن افطارك ولا قضاء عليك.
- ومن العاجزين عن الصيام أيضاً كبار السن، حكم افطار كبار السن العاجزين عن الصيام هو جائز، فكبير السن الذي يُجهده الصوم ويزيد من تعبه يجوز له الافطار في شهر رمضان المبارك، ولكن بشرط أن يجب عليه دفع فدية عن كل يوم لا يستطيع صيامه، وهذا ما اجمع عليه عند الحنفية والحنابلة والأصح عند الشافعية وهو المفتى به، قال تعالى: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، ويجوز للمسلم إخراج الحبوب نفسها كفدية عن إفطار في ايام رمضان، أو اخراج فدية نقداً للفقير، وهو قدر إطعام المسكين عن إفطار يومياً في كفارة الصيام.
كفارة الصيام للمريض بمرض مزمن
كما وضحنا في هذا المقال فإن حكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزا مستمراً هو جائز، ولكن بشرط اطعام مساكين أو دفع فدية، وبسبب كثرة التساؤلات عن كفارة الصيام للمريض ومقدارها وفدية كبير السن العاجز ففي هذا المقال سنوضح لكم كفارة الافطار في رمضان ومقدارها وهو كالتالي:
- حسب إجماع علماء الافتاء، فإن قيمة الكفارة لمن أفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزا مستمراً، سواء كان مريضاً أو كبيراً في السن، فإذا كان المسلم المُكلف مريضاً مرضاً لا يُرجى شفاؤه، أو أن صيامع يُتعبه ويزيد من مرضه أو يمنع شفائه من مرضه، أو إذا كان المسلم كبيراً في السن عاجزاً عن الصيام، وصيامه في رمضان يثمكن أن يضره أو يسبب له تعباً كبيراً، فعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم من الايام التي يفطرها في شهر رمضان، لقوله سبحانه وتعالى: “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين”، ومقدار فدية اطعام المسكين هي مُدّ أو صاع طعام من غالب قوت البلد، وتكون الفدية مثل مدَّ قمح أو ذرة أو أرز أو عدس أو فول أو تمر أو ما شابه من الطعام، والمُدّ هو ما يساوي 750 غراماً من الأرز أو غيره، مما يُعتبر طعاماً يقتات به على حسب اختلاف العادات والأعراف، والصاع يعادل كيلو جرام ونصف، ويُمكن دفع كفارة الصيام نقداً إن كان ذلك في مصلحة المسكين.
- أما إن كان المرض يُمكن شفاؤه، فيُمكن للمريض قضاء عليه من ايام الصيام بعد أن يتم الله عليه بالشفاء، فالصيام يكون خيراً له، ولابُدّ للمريض من الانتظار حتى يتم شفاؤه ثم يقضى ما عليه من الصيام، فإن مات قبل الشفاء من مرضه صام عنه أولياؤه أو غيرهم من المسلمين.
- ومما جاء في حكم اطعام المسكين، انه من الممكن أيضًا أن يتم الإطعام في بداية الشهر أو أوسطه أو آخره، ولكن من المفضل ألا يؤخر ذلك لبعد شهر رمضان، حيث ذُكر عن الرملي الشافعي رحمه الله أنه قال: “ويتخير في إخراجها بين تأخيرها، وبين إخراج قيمة كل يوم فيه، أو بعد فراغه، ولا يجوز تعجيل شئ منها لما فيه من تقديمها على وجوبه”.
- كما أنه يجوز أن يتم صرف اطعام المسكين دفعة واحدة، أو بشكل متفرق، وقد أجمع علماء المسلمين أنه يجب تمليك المسكين الطعام فيجوز له أن يأكله أو يبيعه كيفما شاء أن يفعل به للحصول على أكبر قدر من النفع الذي يناسبه، وأيضاً يمكن أن يقوم المسلم بإعداد الطعام ودعوة المساكين له.
- لا يوجد حرج أو مانع لقيام المسلم بدفع كفاره افطاره نقداً، فيقوم باعطاء النقود للمسكين من أجل شراء الطعام، ويأتي ذلك من باب التوكيل، وهو أمر جائز.
من الواجب صيام شهر رمضان المبارك لأنه من العبادات المفروضة، ولكن هناك بعض الحالات التي يُرخص فيها الافطار وعدم صيام شهر رمضان ولكن بشرط دفع كفارة اطعام مسكين مما هو متوفر من الخيرات، ومن الحالات التي يُرخص لها الافطار في شهر رمضان الذين يعانون من عجزاً مستمراً كالمصابين بمرض مزمن أو كبار السن الذين قد يكون الصيام متعباً لهم أو يزيد من مرضهم، فيجوز لهؤلاء الافطار في شهر رمضان بشرط دفع الكفارة، وبسبب قدوم شهر رمضان المبارك وكثرة التساؤلات عبر المواقع الالكترونية عن بعض احكام الصيام في شهر رمضان، قدمنا لكم في مقالنا هذا الاجابات عن حكم الفطر في رمضان للعاجز عن الصيام عجزا مستمراً.