الدعاء المستجاب من أول مرة، يتوجه العبد المسلم إلى ربه في صلاته فيدعوه بكل ما يجول بسره وخاطره، والعبد المسلم و العبد الذي يلح على خالقه بالدعاء ويتضرع له ويذل ويمجد الله-سبحانه وتعالى-، والدعاء هو الصلة بين العبد المسلم وربه، والعبد المسلم إن أصابه مكروه أو أصابه خوف أو أحلت به مصيبة أو بلاء، فإنّه يهرول إلى خالقه-جل جلاله- بالدعاء والخشوع واليقين التام باستجابة الله لدعائه، والدعاء المستجاب من أول مرة له آداب وله شروط، وفي مقالنا سنتعرف على كل ما يخص الدعاء من أول مرة.
الدعاء المستجاب من أول مرة
الدعاء المستجاب من أول مرة يكون بصيغٍ وآداب وشروط يجب أن يتحلى بها العبد المسلم، حتى يستجيب الله-سبحانه وتعالى- لدعائه، والأدعية المستجابة وردت بصيغ كثيرة وفي مواطن كثيرة، حيث أنّ هذه الصيغ مأخوذة من أدعية الصالحين وأمثالهم، كما أنّها مأخوذة من أدعية النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، ومن أدعية أنبياء الله ورسله، ومن أدعية أنبياء الله التي جاءت صيغها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يلي:
- دعاء سيدنا يونس-عليه السلام- وهو في بطن الحوت:( لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين).
- دعاء موسى-عليه السلام-:(ربّ اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي).
- دعاء سيدنا إبراهيم-عليه السلام-:(رب اجعلني مقيم الصلاة، ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعائنا).
- دعاء سيدنا نوح-عليه السلام-:(ربي اغفر لي ولوالدي، ولمن دخل بيتي مؤمناً، وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا).
- دعاء سيدنا زكريا-عليه السلام-:(ربي لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين).
- دعاء سيدنا إبراهيم-عليه السلام-:(ربي اجعلني مقيم الصلاة، ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعائنا).
- دعاء سيدنا داود-عليه السلام-:(ربنا أفرغ علينا صبرا، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
- دعاء سيدنا إبراهيم-عليه السلام-:(ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب).
- دعاء سيدنا سليمان-عليه السلام-:(رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهاب).
- دعاء النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(ربي اغفر لي وتب علي إنّك أنت التواب الرحيم).
- دعاء سيدنا أيوب-عليه السلام-:(ربي إنّي قد مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
- دعاء سيدنا يعقوب-عليه السلام-:(إنّما أشكو بثي وحزني إلى الله).
أدعية سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم-
كان نبي الله محمد-عليه أفضل الصلاة والسلام- دوماً ما يدعو ربه، ودعاء النبي عليه الصلاة والسلام مستجاب، فالنبي محمد-صلى الله عليه وسلم- من أطهر الخلق، وأكثرهم طاعة لله-سبحانه وتعالى-، ومن الدعاء المستجاب لسيدنا محمد صلوات الله عليه:
- “اللهم يا مالك الملك، إنّي أسألك التقى والهدى والعفو والعافية والغنى”.
- “اللهم يا ذو الجلال والإكرام أصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري”.
- “اللهم إنّا نعوذ بك من سوء القضاء، وشماتة الأعداء، درك النار، جهد الابتلاء”.
- “اللهم اني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أحد من خلقك، أو أنزلته في كتابك الكريم، أن تجعل القرآن الكريم نور صدري، وربيع قلبي، ذهاب حزني”.
- “اللهم إني أعوذ بك من العجر والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت”.
- “اللهم إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك، وفجاءة نقمتك، وتحول عافيتك،وجميع سخطك”.
- “اللهم انفعني بما علمتني،وعلمني ما ينفعني، وزدني اللهم علما ومعرفة”.
- “يا مثبت القلوب ثبت قلبي اللهم على دينك”.
- “اللهم مصرف القلوب صرف قلبي على دينك”.
آداب الدعاء المستجاب من أول مرة
يجب على العبد المسلم الذي يدعو ربه، ويرجو من الله-سبحانه وتعالى- أن يرضى عنه ويعفو عنه ويستجيب دعائه أن يتحلى ببضع آداء وشروط الدعاء المستجاب من أول مرة، فالله-سبحانه وتعالى- إذا قال للشيء كن فيكن، سبحانه رحمته وسعت كل شيء، ورحمته طغت على كل شيء، هو الله الحي القيوم الذي بيده الأمر كلّه، لا وجهة للعبد المسلم سوى الله، ولا مفر للعبد المسلم سوى الله، ولا مناجي للعبد المسلم سوى خالقه، ولا سامع لدعاء العبد المسلم سوى الله، ولا منان على العبد سوى الله الخالق البارىء، سبحانّه إنّا كنا من الظالمين، وقال الله-سبحانه وتعالى- في سورة البقرة:( وإذا سألك عبادي عني فإنّي قريب، أجيب دعوة الداعِ إذا دعاني، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، حيثٌ أنّه في هذه الآية الكريمة من سورة البقرة يطلب الله-سبحانه وتعالى- من عباده المسلمين أن يدعوه ويناجوه حتى يستجيب لهم سبحانه، وفي مقالنا سنذكر آداب الدعاء المستجاب من أول مرة:
- أن يدعو العبد ربه وعنده يقين وتأكد تام باستجابة الله-سبحانه وتعالى- لدعائه ولو كان هذا الدعاء مستحيلاً، فدعاء العبد المسلم الذي يوكل أمره كله لله-سبحانه وتعالى- يكن بقلبه قبل أن يكن بلسانه.
- الدعاء عبادة يتقرب بها العبد المسلم إلى ربّه، والدعاء يقوي صلة المسلم بخالقه سبحانه، لذا في دعاء العبد المسلم يجب أن يخلص كامل نيته لله وحده-عزوجل-.
- يستجيب الله-سبحانه وتعالى- دعاء عبده المسلم في كل شيء إلا في الحرام، فإنّ الله-عزوجل- لا يستجيب دعاء عبده بالحرام مهما تهيأت الأسباب.
- أن يصبر العبد المسلم، ولا يستعجل من الله-سبحانه وتعالى- استجابة دعائه، فالعبد المسلم يكن على يقين تام باستجابة الله-عزوجل- للدعاء ولو طالت المدة ولو استحالت الأسباب، والله-سبحانه وتعالى- يختار الخير والأفضل دوماً لعباده المسلمين الصالحين.
الدعاء المستجاب من أجل قضاء حاجة العبد
ومن الدعاء المستجاب والمستحب من أجل قضاء الحاجة، وتحقيق الغاية:
- اللهم أصلح لي شأني كما أصلحت شأن عبادك المسلمين يا الله، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا تحملنا اللهم ما لا طاقة ولا قدرة لنا به، اللهم يا واحد يا أحد يا حنان يا منان يا شفيع اقض حوائجنا، وفرج همنا، وصلى الله وسلم على نبيه محمد خير الأنام جميعا.
- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافينا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، واصرف عنا شر ما قضيت، تباركت اللهم وتعاليت.
- اللهم يا رحمن يا رحيم، إنّا نتوكل عليك وندعوك ونؤمن بك، وإنا اللهم نحمدك ونشكرك، ونتجتب كل من يشركك، فتقبلنا اللهم من عبادك الصالحين، وارض واعفو عنا يا ذا الإجلال والإكرام.
- اللهم يا عظيم يا سميع يا شفيع فرج عنا همنا وغمنا، اللهم فرج عنا همنا وغمنا، اللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا، وارحمنا برحمتك يا الله).
الدعاء هو أعظم عبادة يتقرب بها العبد المسلم إلى ربه، فالدعاء يكفر الخطايا ويغفر الذنوب ويفتح أبواب الخير، ويدخل صاحبه الجنان، ويبعده عن النار، ويقرب هذا العبد المسلم من ربه، والدعاء لله هو عبادة، وعلى العبد المسلم أن يتحلى بآداب هذه العبادة التي يتوجه بها إلى الله-سبحانه وتعالى-، وفي مقالنا ذكرنا آداب الدعاء المستجاب للعبد مع ربه، كما وذكرنا الدعاء المستجاب من أول مرة، ودعاء الأنبياء لله، كما وذكرنا دعاء النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وتقبل الله منّا ومنكم الدعاء وصالح الأعمال وقربنا منه، وعفا عنا وعنكم.