هل يجوز للحامل الإفطار في رمضان، فرض الله علينا صيام شهر رمضان ايمانا واحتسابا في السنة الثانية من الهجرة، ولكن هناك بعض الحالات التي تسقط فيها هذه الفريضة كما في الحيض والنفاس، فالحائض والنفساء لا يجب صيامهما، وأيضا لأن ديننا فيه الكثير من اليسر فانه أعطى رخصة الإفطار للمريض وكذلك المسافر الذي لا يقوى على الصيام في سفره وأيضا للمرضع والحامل ضمن شروط محددة، وعليهما قضاء بعد ذلك، وسنوضح في هذا البيان هل يجوز للحامل الإفطار في رمضان
حكم إفطار الحامل في رمضان
حكم إفطار المرأة الحامل في رمضان يصبح واجبا اذا خافت على نفسها أو على جنينها من حدوث ضرر يؤدي الى هلاكها أو هلاك جنينها، ويكون الصيام واجبا اذا لم يكن للصيام أي أثر عليها أو على طفلها فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- عن النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وضعَ عنِ المسافرِ شطرَ الصَّلاةِ، وعنِ المسافرِ والحاملِ والمرضعِ الصَّومَ، أوِ الصِّيام)، وقد اتفق الفقهاء على أنه يجب على المرأة الحامل التي أفطرت نهار رمضان القضاء سواء كانت أفطرت خوفا على نفسها من الضرر، أو خوفا على نفسها وخوفها على حياة جنينها معا، فتقوم بقضاء ما فاتها من شهر رمضان، وليس عليها فدية في هذا، ويقاس ذلك كالذي أفطر لمرض أصابه، فإنّه يقضي الأيّام التي أفطرها، ولا تجب في حقه الفدية، وبالنسبة للمرأة التي أفطرت لخوفها فقط على جنينها وليس خوفها على نفسها فانه يجب عليها القضاء هذا باتفاق العلماء والفقهاء، أما في حكم الفدية بحقها فهناك اختلاف في آراء العماء الحنفية والمالكية قالوا أنه عليها القضاء فقط ولا تجب عليها الفدية لأن الجنين متصل بجسد المرأة ويتغذى من جسدها فهو كباقي أعضائها، فيعتبر خوفها على جنينها كخوفها على أحد أعضائها، أما الشافعية والحنابلة قالوا بأن المرأة الحامل التي تفطر في رمضان بسبب خوفها على طفلها فقط من الواجب عليها القضاء والفدية كلاهما، فتقوم بإطعام عن كل يوم أفطرت فيه مسكينا وتقضي أيضا ما فاتها من الأيام.
وبهذا نكون قد قدمنا لكم ما يتعلق بالإجابة عن هل يجوز للحامل الإفطار في رمضان، والآثار المترتبة على افطارها أي ما يجب عليها بعد الإفطار موضحين آراء كل مذهب من المذاهب الفقهية الأربعة.