هل يقع الطلاق وقت الغضب، لا تخلو الحياة الزوجية من المشاكل والشجار بين الزوجين وفي بعض الأحيان يصل هذا الشجار إلى مشادات وخلافات كبيرة قد تنتهي بالطلاق، وعلى الرغم من أن الله شرع الطلاق إلا أنه أبغض الحلال إلى الله، حيث أن الغرض من مشروعية الطلاق هو إنهاء الحياة الزوجية في حال استحالة استكمالها في حال استنفاذ كل الطرق في الإصلاح بين الزوجين.
هل يقع الطلاق وقت الغضب
يتساءل الكثير من الأشخاص عن طلاق الغضبان هل يسري أم لا، حيث أن الإنسان في وقت غضبه يقول أشياء ويتخذ قرارات سريعة قد يندم عليها عند ذهاب موجة الغضب التي تعرض لها، وفي الحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حثنا على التروي وعدم التسرع، وأسوأ القرارات هي تلك التي يتم اتخاذها عند الغضب، وفيما يتعلق بحكم الطلاق وقت الغضب فقد اختلف العلماء، لكن الراجح بأن طلاق الغضبان لا يقع في حال كان شديد الغضب لدرجة أنه لا يعي ما يفعل، ويكون الغضب سيطر على جميع أفكاره وعميت بصيرته ففي هذه الحالة طلاق الغضبان غير سارٍ، وذلك من منظور أن الغضبان غضب شديد يصل إلى درجة السكر أو الجنون، ومن المعروف وباتفاق جميع الفقهاء بأن طلاق السكران وكذلك المجنون لا يقع.
أما في حالة الغضب المعتدل وفي حال كان الشخص مدرك لما يفعله فهنا الطلاق يقع في مثل هذه الحالة.
ومن الأدلة التي تبين أن الطلاق لا يقع في حالة الغضب الشديد والتسرع قوله تعالى في سورة البقرة (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم)، هنا في الآية الكريمة كلمة عزموا تعني التفكير الطويل والتأني الشديد أي أنها لا يسري هذا القرار بمجرد أن احتد النقاش، بل يحتاج إلى تأني وعدم التسرع.
ويوجد في السنة النبوية ما يؤكد ذلك أيضاً في قوله صلى الله عليه وسلم: “لا طلاق، ولا عتاق، في إغلاق”، وهنا علماء التفسير ذهبوا إلى أن معنى الإغلاق في الحديث هو الغضب الشديد، وبهذا فإن طلاق الغضبان لا يقع.