هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان، ها قد اقترب شهر الخير والايمان، أفضل شهور السنة شهر رمضان، استقبال رمضان لا يكون بتنظيف البيوت بل بتنقية القلوب ولا يكون بتجهيز الموائد بل بتهيئة الأرواح، وهنا نبين لكم أهمية استغلال كل دقيقة من الشهر المبارك في العبادات والطاعات والتقرب الى الله، ففي هذا الشهر من المحبب الاكثار من الدعاء والذكر والاستغفار والتسبيح، وسنوضح في مقالنا الإجابة عن سؤال هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان
هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان؟
مع اقتراب شهر رمضان نجد الكثير ينشرون دعاء (اللهم إني نويتُ صيامَ رمضان فإن توفيتني قبلَ قدومه فاكتبني مِن الصَّائمين) في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وانستقرام، وسنعرض لكم مدى صحة قول هذا الدعاء قبل بدء الصيام، كما ورد من أهل العلم ورجال الدين فان هذا الدعاء ليس له أصل ولم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم والأصح ان يقول المسلم: اللهمَّ بلِّغني رمضانَ، ووفّقني فيهِ لصيامِهِ وقيامِهِ إيمانًا واحتسابًا، ومما جاء أيضا في هذا الموضوع ان حكم التلفظ بنية الصيام هو بدعة، وكذلك في العبادات الأخرى فلا يصح للمسلم أن يقول عند الوضوء نويت أن اتوضأ، أو أن يقول عند صلاته نويت أن أصلي ولا عند صيامه نويت ان أصوم، ولا في الحج يقول نويت ان أحج، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ -رحمه اللهُ تعالى-: (والتَّلفُّظُ بالنِّيَّةِ نقصٌ في العقلِ والدِّينِ! أمَّا في الدِّينِ فلأنَّه بدعةٌ، وأمَّا في العقلِ فلأنَّه بمنزلةِ مَن يريدُ أن يأكلَ طعامًا فيقولُ: “نَوَيتُ بوضعِ يدي في هذا الإناءِ أنِّي أريدُ أن آخُذَ منه لقمةً، فأَضَعَها في فمي، فأَمضُغَها، ثُمَّ أبلعَها لأَشبَعَ”؛ فهذا جهلٌ وحُمْقٌ) فالنية يعملها الله دون ان نتلفظ بها حيث يقول الله عز وجل: ﴿ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه﴾. وهذا دليل واضح وصريح على أن النية والإخلاص محلهما القلب وان الله يعلمهما، قال ابنُ القيِّمِ -رحمه اللهُ تعالى-: (كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذا قام إلى الصَّلاةِ؛ قال: «اللهُ أكبرُ»، ولم يَقُلْ شيئًا قبلَها، ولا تَلفَّظ بالنِّيَّةِ البَتَّةَ، ولا قال: “أُصلِّي صلاةَ كذا مُستقبِلَ القبلةِ أربعَ رَكَعاتٍ إمامًا أو مأمومًا”، ولا قال: “أداءً ولا قضاءً”، ولا “فرضَ الوقتِ”.
وفي ختام موضوعنا نكون قد أجبنا لكم على سؤالكم هل يجوز قول اللهم اني نويت صيام رمضان، قدمنا لكم الإجابة حسب أراء الفقهاء وأهل الدين الذين استنبطوا الأحكام الشرعية من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة النبوية.