هل تخرج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة، يعد شهر رمضان ذو أهمية دينية كبيرة، ففيه تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة، وصيامه كاملاً يكفر الذنوب والخطايا والمعاصي، وفيه يتصدق المسلمون على الفقراء والمساكين، كما أنّ ثواب العمرة في هذا الشهر مضاعف بأضعاف عديدة، وفيه ليلة القدر، والتي اعتبرها الله سبحانه وتعالى خير من ألف شهر، حيث تنزل الملائكة فيها على الأرض وتُفتح أبواب السماء للمحتاجين والمتضرعين لله، إضافة لذلك يمتاز شهر رمضان بصلاة التراويح، والتي تقرب العبد من الله وتجعله يسارع لنيل رضاه ومحبته، كما توفر جواً من الأمان له، كما أنه شهر مدراس القرآن والجود.
هل تخرج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة
من مزايا الدين الإسلامي الفضيل وشموليته أنّه وضح وفسر كل ما يتعلق بأمور حياة المسلمين، وما قد يتبادر من أسئلة إسلامية أو دينية بعد وفاة النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-، والسنة النبوية جاءت مفسرة وشاملة لكل ما قد يتبادر إلى أذهان المسلمين أو أسئلة أو شكوك في حياتهم اليومية الاعتيادية، ومن الأسئلة الكثيرة هل يجب إخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة، والتي تعمل في المنزل، ويكون رب المنزل هو المسؤول عنّها، اتفق بعض الأئمة والفقهاء على أنّه يجوز اخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة، وذلك من أجل ترغبيها في اعتناق الدين الإسلامي، ومن أجل بيان سماحة الدين الإسلامي وبيان رحمة الله-تعالى-، حيث أنّ الأئمة والفقهاء اعتبروا الخادمة غير المسلمة من فئة الناس المؤلفة قلوبهم التي ذكرت في الآية الكريمة، ولكن ذهب بعض الأئمة والفقهاء إلى أنّه لا يجوز اخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة في حال أنه أقيمت عليها الحجة.
ما حكم إخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة
في حال أخذ الإنسان المسلم برأي الأئمة والفقهاء في أمر إخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة باعتبار أنّ هذه الخادمة غير المسلمة من صنفالناس الؤلفة قلوبهم، فإنّ الله يقبل منه هذه الزكاة، و يكتبله الأجر والثواب الكبير، فإخراج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة هو أمر غير معارض أو مخالف لشرع الله-سبحانه وتعالى-.
هل تخرج زكاة الفطر عن الخادمة المسلمة
إن كانت الخادمة امرأة مسلمة لا يجب على صاحب العمل أن يخرج عنّها زكاة الفطر، فهي تعتبر امرأة حرة مسلمة عاملة، وتملك قوت يومها حيث تخرج زكاة الفطر منه، فكل مسلم بالغ يقوم بدفع زكاة الفطر عن نفسه، إلا إذا كان مسؤول عن نفقه والديه أو أبنائه وزوجته فإنّه يجب عليه ان يخرج عنهم زكاة الفطر، والخادمة والسائق الذين يعملان في البيوت لهما نفس الحكم.
هل تخرج زكاة الفطر عن العمال المستقدمين
ليس واجباً على صاحب العمل أن يخرج زكاة الفطر على عماله المستقدمين، وإنّما يخرج العمال عن أنفسهم زكاة الفطر، من أجل نيل الأجر والثواب الكبير، ولكن إن وكلوا هؤلاء العمال صاحب العمل بأن يدفع الزكاة ويزكي عنّهم، فإنّه يجب عليه أن يخرج الزكاة عنهم، أما إذا لم يوكلوه فيخرجوا هم بأنفسهم زكاة الفطر.
هل تخرج زكاة الفطر عن الزوجة غير المسلمة
الأصل في زكاة الفطر هي أنّها فرضت على كل مسلم قادر كبير أم صغير، أما الشخص الكافر فإنّ زكاة الفطر غير واجبة عليه، لذلك فإن إخراج الرجل لزكاة الفطر عن زوجته غير المسلمة غير واجبة عليه، ولا يؤثم إن لم يخرجها عنّها.
شروط إخراج زكاة الفطر
زكاة الفطر التي فرضت على المسلمين من أجل تطهيرهم من اللغو أو عبث الكلام أو أي ذنب كتب عليهم في شهر رمضان المبارك، والتي يخرجها المسلم قبل تأديته لصلاة العيد، أو في آخر يومين من شهر رمضان المبارك، وزكاة الفطر لها شروط متعددة وهي:
- وجود واستحضار النية لإخراج زكاة الفطر: حيث قال النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-:(إنّما الأعمال بالنيات، ولكل امرىء ما نوى)، فإنّه من أجل قبول أي عمل أو أي عبادة أو أي طاعة لا بد من وجود النية لدى المسلم، حيث أن زكاة الفطر عبادة والعبادة تحتاج إلى النية من أجل قبولها.
- دخول وقت إخراج زكاة الفطر: حيث أن زكاة الفطر لها وقت معين، يجب إخراجها فيه وإن انقضى هذا الوقت وذهب فإنّ زكاة الفطر ستعد من الصدقات العادية، وأجرها هو أجر صدقة عادية، ووقت زكاة الفطر يكون قبل تأدية المسلمين لصلاة العيد، وكذلك يكون قبل العيد بيوم أو قبل العيد بيومين.
- المقدرة على إخراج زكاة الفطر: إن كان المسلم غير قادر على إخراج زكاة الفطر فإنّها تعفى منه، ولا يكن عدم إخراجها إثم عليه، ولكن المقدرة على إخراج زكاة الفطر لها قولان: أنّه من امتلك ما يزيد عن قوت يومه ولو بصاع فإنّ الزكاة واجبة عليه، وهنا عدم اشتراط أن يمتلك الرجل نصاب المال، وفي قول آخر للآئمة والفقهاء اشترطوا أنّه من أجل إخراج زكاة الفطر يجب أن يمتلك الرجل نصاب المال التي تجب عليه الزكاة.
- الإسلام: حيث أنّ زكاة الفطر تجب على كل إنسان مسلم، وذلك من أجل تكفير الذنوب التي يكون قد اقترفها في شهر رمضان المبارك، ومن أجل تكفير لغو الحديث وعبثه.
فوائد زكاة الفطر
زكاة الفطر التي فرضها الله-سبحانه وتعالى- على عباده من أجل تزكية النفوس وتطهيرها والسمو بأخلاقها، حيث قال-سبحانه وتعالى-:(قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى)، وزكاة الفطر تعود بالأجر والثواب والبركة والرزق على المزكي، ومن فوائد زكاة الفطر:
- زكاة الفطر تعمل على تطهير القلوب ومحو الذنوب وتطهير للصائم من لغو الحديث وسفه الكلام وعبثه.
- زكاة الفطر فيها بركة وزيادة في الأموال، وفيها أيضاً بركة في الرزق والخير من الله-سبحانه وتعالى-.
- زكاة الفطر تسعد الفقير وتطعم المسكين، وتجعل الفرور والسرور يدخل إلى قلوبهم في ليلة العيد.
- الأجر الكبير والثواب العظيم والمغفرة للمزكي ومن يخرج زكاة الفطر في موعدها.
- زكاة الفطر هي عبادة متممة لصيام المسلم في رمضان، ومزكية لصيامه وللذنوب التي اقترفها.
- زكاة الفطر تحد الكثير من جرائم المجتمعات المختلفة: كالسرقة والقتل وغيرها.
- زكاة الفطر تقرب الإنسان المسلم من الله-سبحانه وتعالى-، وتقوي كذلك صلة العبد بربه.
- زكاة الفطر تعمل على الحد من الظلم وانتشار المساواة، فلا فرق بين الغني والفقير، حيث يصبح للإنسان الفقير نصيب من مال الشخص الغني، وبالتالي يحد من وجود الفروقات الطبقية بين أفراد المجتمع المسلم الواحد.
إذن في نهاية مقالنا نكون قد وضحنا الكثير من التساؤلات والأمور المتعلقة بإخراج زكاة الفطر، وأجبنا على سؤال هل تخرج زكاة الفطر عن الخادمة غير المسلمة، حيث أنّه يمكن إخراجها عن الخادمة غير المسلمة، حيث اعتبرها الأئمة والفقهاء من المؤلفة قلوبهم والذين يستحب دفع زكاة الفطر لهم من أجل ترغبيهم بدين الله تعالى، وتطرقنا إلى أحكام دفع الزكاة عن العمال المستقدمين، وعن الخادمة المسلمة، وكذلك أوضحنا عدم جوزا دفع الزكاة عن الزوجة غير المسلمة، لأنّ الزكاة لا تجب إلا على الإنسان المسلم، وفي نهاية مقالنا ذكرنا شروط إخراج زكاة الفطر وكذلك فوائد إخراج زكاة الفطر على الفرد وعلى المجتع المسلم.